فيما يقرب من عشرين عملا فنيا وبأسلوب واقعي قدم الفنان رضا خليل أعمالاً فنية بالألوان الزيتية في معرضه المقام حاليا بقاعة art corner تناول فيها الحارة المصرية والريف، وبعض المهن البسيطة بأسلوب فيه مقدار من التوثيق لمفردات ومكونات تلك الأماكن. الحارة والريف والنوبة والباعة الجائلون والخبيز وحاملات الجرار والقهوة، هي موضوعات لوحاته، التي نجده علي الرغم من عدم دراسته بشكل أكاديمي في إحدي الكليات الفنية، واكتفائه بدراسات حرة بكلية الفنون الجميلة منذ عام 1987-1991، فإنه يرسم بريشة فنية تعرف طريقها، تنقب بين جدران وشوارع مناطقه. حصل خليل علي دبلومة فنية (رسم) من معهد هوندر واسر للفنون بالنمسا، ويشارك في الحركة الفنية منذ عام 1987 وحتي الآن، ينقب خلال تلك الأعوام بأعماله بعيني الفاحص عن مفردات الشارع المصري وتراثه، عبر به بفرشاته وألوانه، التي يغلب عليها البني بدرجاته، كما يلعب اللون الرمادي دور البطولة في أعماله، يقطع سكونهما اللونان الأبيض والأسود يحسم بهما مشاهد لوحاته، ونري الفنان في بعض أعماله يلعب علي الظل والنور في بناء أعماله راسما بهما ملامح شخوصه وثنيات ملابسها، وأحيانا أخري نراه يجنب لوحاته الإضاءة الشديدة، راسما إياها لحظة انكسار الشمس، مبتعدا بألوانه عن الألوان الساخنة، وقد نوع الفنان في بعض أعماله تقنيا مستخدما أسلوب الكشط في التأكيد علي الشكل، رسما مما تخلفه تلك التقنية من مستويات لونيه، وثراء شكلي. التكوينات في أعمال خليل الفنية محكمة دائما ما يحددها بألوان داكنة لظلال تتركها بوابات تحيط أعماله، أو تاركا حسمها لقطوعات فنية للحوائط أو للأجساد الآدمية، فالجسد الإنساني في أعماله محور مهم مكملا لشوارعه وحاراته، بهما يكمل بناء أعماله، يغلفها بالحس الإنساني، نري شخوصه تتحرك هنا وهناك، تتباعد وتتداخل حركاتهم، نراه قد صور بعضهم وقد ظهرت كامل أطرافهم، وأحيانا أخري قد اختار لبعض أجسادهم أن تظهر، وبعضها الآخر أن تتواري خلف اطار أعماله، وهو بذلك يصنع تنويعا فنيا مبتعدا عن القالب الواحد، وعلي الرغم من اهتمام الفنان بتفصيليات الشارع والحارة من نقوش للمشربيات الخشبية وزخارف المساجد والمآذن فإنه علي النقيض من ذلك قد صور وجوه شخوصه بأقل التفصيلات معتمدا علي انكسارات الظل والنور.