كتبت : أمل إبراهيم سعد هل من الممكن أن تكون الطرق الحرة السبيل إلي الخروج من مشكلة الحوادث المتكررة في مصر, خاصة علي الطرق السريعة؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل التكرار المؤسف لهذه الحوادث وتجيب عنه السطور التالية من خلال آراء المسئولين والخبراء. المهندس طارق العطار رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري يشير بداية إلي أن الطرق الحرة اثبتت بالفعل نجاحا ملموسا في العديد من دول العالم وفي مصر كذلك حققت العديد منها علي الرغم من ضآلة اعدادها قياسا بحجم شبكة الطرق في مصر حيث لاتتجاوز1,5% نتائج ملحوظة في سيولة الحركة المرورية والحد من حوادث الطرق ولعل ابرزها طريق دفرة كفرالزيات الذي يبلغ طوله28 كيلو مترا, وكان يستغرق زمن الرحلة فيه مايزيد علي ساعة والآن يستغرق أقل من نصف الساعة ناهيك عن الامان الذي يتوافر علي الطريق الآن, وقد قامت الشركة القابضة للطرق والكباري والشركات التابعة لها بتنفيذ24 كيلو مترا من هذا الطريق. وكذلك هناك من الطرق الحرة الموجودة في مصر وتعمل بكفاءة عالية القطامية العين السخنة وحلوان الكريمات, والكريمات, بني سويف, وقد انتهت المرحلة الثانية من الطريق الأخير وتجري الآن أعمال الانشاءات في طريق بني سويفالمنيا وعلي التوازي يبدأ العمل في طريق المنياأسيوط.. تماما كما يجري العمل حاليا في تنفيذ طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي لتحويله إلي طريق حر. ويجري العمل الآن في أول مرحلتين في الطريق الدائري الإقليمي بطول400 كيلو متر, ويمر بطرق رئيسية عديدة علي طريق القاهرةالسويس تبدأ عند مدينة بدر وحتي مدينة العاشر من رمضان. وهناك كذلك طريق جديد سوف يجري العمل به قريبا وهو طريق شبرا بنها الذي يمثل يضيف رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري أعلي كثافة مرورية علي شبكة الطرق في مصر ويصل طوله إلي40 كيلو مترا وسوف تكون السرعة المقررة عليه120 كيلو مترا في الساعة لسيارات الملاكي والميكروباص. السلامة.. والأمان من جهته, يضع الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة بجامعة عين شمس تعريفا محددا للطرق الحرة بأنها الطرق التي لاتوجد عليها تقاطعات سطحية, وهي رئيسية, وجميع تقاطعاتها حرة وعليها تحكم كامل سواء في الدخول إلي الطريق أو الخروج منه بحيث لايسمح بالدخول أو الخروج من الطريق إلا من خلال نقاط محددة تسمي منحدرات الربط أي أن الطريق الذي يقود الشخص عليه السيارة بحرية وبالسرعة المحددة عليه دون أية مؤثرات تجعله يخفض من سرعته في أي وقت. والطرق الحرة تتميز بأنها ذات سرعات عالية واحيانا تكون سرعاتها غير محددة أي أنه يسمح بأي سرعة عليها كما في بعض الدول لذلك فإن تصميم هذه الطرق يشترط بعض الأسس التي تضمن تأمين سلامة حركة المركبات علي تلك الطرق الحرة ذات السرعات العالية وأهمها أن تكون التقاطعات حرة وألا يسمح لأي مركبة بالدخول إلي الطريق الحر أو الخروج منه إلا من خلال تجهيزات هندسية معينة وغيرها من المتطلبات في المنحنيات الأفقية والرأسية التي تجعل تكلفة إنشاء الطريق الحر أو تكلفة تحويل طريق سريع إلي طريق حر تكلفة عالية خاصة بسبب تكلفة إنشاء الكباري والأعمال الصناعية. والهدف من ذلك يضيف د. أسامة عقيل هو ضمان تأمين سلامة المركبات بالسرعات العالية, وكذلك هناك اشتراطات أخري للطرق الحرة وهي الا تزيد نسبة الشاحنات عليها عن حدود معينة والا تزيد نسبة الحوادث عليها نتيجة اختلاط المركبات الصغيرة بالشاحنات, وهو السبب الرئيسي في وقوع الحوادث. وكذلك يلزم لضمان الأمان علي الطرق الحرة أن يكون عليها نظام مراقبة صارم لمراقبة المركبات ومدي التزامها بقواعد السير علي الطريق, سواء ليلا أو نهارا ونحن هنا نؤكد انه إذا لم تتحقق متطلبات الأمان علي الطرق الحرة فإن نسبة الحوادث عليها يمكن أن تكون متزايدة نظرا للسرعات العالية, ولذلك أيضا من الضروري أن يكون تخطيطها الأفقي والرأسي سليما من الناحية الهندسية لضمان أقل معدلات من الحوادث عليها. التحويل.. والتوازن هنا لابد أن يثور تساؤل حول امكانية تحويل الطرق في مصر إلي طرق حرة إذ فيقول أستاذ الطرق والمرور بهندسة عين شمس إن الاجابة هي النفي المؤكد لامكانية تحويل جميع الطرق الرئيسية في شبكة دولة إلي طرق حرة نظرا لارتفاع التكلفة من ناحية, والأكثر أهمية أن درجة الطريق يجب أن تلائم الاستخدام المتوقع, لذلك يجب أن تكون هناك نسبة معينة من الطرق الحرة التي تنطبق عليها الشروط لكونها طرقا حرة بالضرورة, ويجب في أي شبكة طرق لأي دولة أن تكون الطرق متدرجة, وتضم جميع درجات الطرق من المفردة والمزدوجة والرئيسية والفرعية ومن الطرق الرئيسية تكون الطرق الحرة, فيجب أن يكون هناك توازن بين هذه الأنواع المختلفة. وشبكة الطرق في مصر لم يكن بها هذا التوازن المطلوب حيث إن معظم الشبكة أي أكثر من95% منها كانت طرق مفردة بها اتجاها الحركة المرورية غير مفصولين حتي وقت قريب. وطول شبكة الطرق المصرية الخلوية بين المدن تبلغ نحو47 ألف كيلو متر, ويجب ألا تقل الطرق الحرة فيها عن10% من اجمالي الشبكة أي نحو4700 كيلو متر كحد أدني في الوقت الحالي, وفي الدول النامية يمكن ان تكون الطرق السريعة بديلا عن الطرق الحرة لخفض تكلفة الإنشاء.