وسط الخلافات التي تؤخر تشكيل حكومة جديدة منذ ديسمبر الماضي بعد سقوط حكومة سعد الحريري جددت ممارسات عناصر سلفية في مصر محاولة تطبيق مفهومهم للحدود خارج سلطة الدولة وهدم اضرحة المخاوف لدي قطاع من اللبنانيين مجددا من بروز ممارسات عناصر محسوبة علي التيار السلفي مرة أخري علي السطح. , التي تسببت حتي وقت قريب في إثارة الشحن الطائفي, وذلك علي خلفية احداث مخيم نهر البارد عام2008 ومنح الحكومة السابقة الوجود الشرعي القانوني لحزب التحرير الإسلامي عام2006. وتطالب قوي سياسية في الأكثرية والمعارضة علي السواء بضرورة إعادة النظر في قرار الحكومة, كون أفكار مبادئ الحزب واهدافه تثير خلافات حادة ومخاوف واسعة وتتقاطع مع مبادئ وأفكار حركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان وجماعة الاخوان المسلمين في مصر, وهو حزب ممنوع في أغلب الدول الإسلامية والعربية فضلا عن أن أفكاره تتناقض كليا مع الدستور اللبناني. ويقول مصدر نيابي إن استمرار الوجود الشرعي المسيس للحزب في ضوء ما تشهده المنطقة حاليا من توترات قد يسهم في توترات داخلية لاسيما من الجانب المسيحي وبعض التيارات الإسلامية, داعيا إلي وجوب عدم الاستخدام السياسي للدين, لافتا إلي أن منحه الشرعية وحق مزاولة النشاط في لبنان جاءا وفق تصور ثبت خطؤه بامكان استخدامه للحد من نفوذ حزب الله الشيعي, لكن التطورات أكدت للاكثرية والمعارضة ضرورة مراجعة الموقف كون تلك الأفكار تتناقض مع صيغة العيش المشترك والفكر السياسي والديمقراطية, ويقول المصدر: لقد أكدت التطورات علي الساحة العربية أخيرا ضرورة العمل علي تنفيذ توصية مجلس الأمن المركزي برئاسة وزير الداخلية زياد بارور بإجراء هذه المراجعة وذلك من قبل حكومة تصريف الأعمال دون انتظار تشكيل الحكومة الجديدة. وتدعو مبادئ الحزب إلي إحياء الخلافة الإسلامية وقيادة الصراع ضد الكفر وتنفيذ الشريعة الإسلامية في بلدان المسلمين وتنصيب خليفة علي الأمة ومبايعته علي السمع والطاعة, ويعتبر الحزب الديمقراطية كفرا والحكم الديمقراطي نظاما كافرا والقائمين عليه كفارا, وبرغم ذلك حصل الحزب علي ترخيص لمزاولة النشاط كجمعية سياسية خلال تولي النائب أحمد فتفت حقيبة الداخلية بالوكالة في حكومة فؤاد السنيورة.2006 وكان الحزب تأسس عام1953 في القدس علي يد رجل الدين القاضي تقي الدين النبهاني ويرأسه أمير وخلف النبهاني عبدالقديم زلوم حتي2003 عندما تم اختيار عطا بن خليل أميرا وهو من مواليد الخليل بالضفة الغربية عام1943 وحصل علي بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام1962 وبرغم النشأة الفلسطينية للحزب وتوجهه الإسلامي إلا أن بينه وبين حركة حماس ماصنع الحداد, فالحزب يتهم حماس بالافتراء عليه وبتزوير الحقائق وبالعمل علي حصاره داخل قطاع غزة لمنعه من مزاولة نشاطه وبالاعتقال المستمر لكوادره, ويتحول كل عنصر أمني حمساوي في القطاع إلي جهاز أمني يعمل علي هواه. وتصاعدت الخلافات أخيرا باتهام الحزب حماس بالسعي نحو الرضا الأمريكي بدعوي استقبال مسئولين أمريكيين بالقبلات وبرفع علم الولاياتالمتحدةالأمريكية في غزة. ايضا وبرغم هذه التوجهات الفكرية وتلك الجذور إلا أن هناك مشكلة قانونية سياسية تواجه الدولة اللبنانية في التعامل مع حزب التحرير في ضوء رغبة الأخير مزاولة نشاطه في بيروت بالتناقض مع الدستور, وتتمثل المشكلة حسب الخبراء القانونيين في أنه لو تم التغاضي عن هذه الانشطة فان ذلك سيؤدي إلي أزمات داخلية خاصة من جانب الطوائف المسيحية التي اعترتها المخاوف من ممارسات عناصر متطرفة في دول أخري برغم أن هذه العناصر لا تنتمي إلي فكر حزب التحرير فالجميع لدي غير المسلمين يمثلون أصولية إسلامية متطرفة! والجانب الآخر للمشكلة هو أنه في حالة سحب الترخيص فقد يؤدي ذلك إلي توترات طائفية كون لهذا الحزب مع قوي وتيارات اخري في لبنان. اما علي صعيد بروز التيار السلفي فتتهم قوي8 آذار الاكثرية حاليا تيار المستقبل تحديدا وعلي خلفية منح حزب التحرير شرعية الوجود في لبنان بتسهيل تمركز مجموعات سلفية في مناطق مختلفة من لبنان, ويستند هذا الاتهام إلي معلومات أمريكية منشورة حول الدعم الأمريكي لحكومة السنيورة آنذاك تزعم سماحها للمساعدات ان تصل إلي مجموعات راديكالية في الشمال والبقاع وحول المخيمات الفلسطينية في الجنوب, لتقف كحاجز في وجه حزب الله برغم أن هناك علاقات أيديولوجية تربط بعض هذه المجموعات بتنظيم القاعدة, وأكبر هذه المجموعات حسب المعلومات الأمريكية عصبة الانصار التي كانت تتمركز في مخيم عين الحلوة. كما تستند قوي8 آذار في اتهاماتها ايضا إلي تقرير لمجموعة الأزمات الدولية يزعم أن تيار المستقبل دفع عام2005 كفالة للافراج عن أربعة عناصر من مجموعة إسلامية عسكرية من منطقة الضنية, وأن التيار استخدم غالبيته البرلمانية للحصول علي العفو عن22 عنصرا من نفس المنطقة. وفي وقت سابق اتهم الإعلام السوري تيار المستقبل بتمويل حركة فتح الإسلام التي تورطت في احداث مخيم نهر البارد وترفض تيار المستقبل هذه الاتهامات ويعتبرها كاذبة وملفقة متهما من يروجون هذه الحملات برعاية العناصر المتطرفة وتسهيل تهريبها إلي لبنان. ويقول المصدر التيابي في هذا الصدد أن كل هذه الحملات تستهدف بالاساس السعودية والوهابية السياسية للإساءة إلي الدور السعودي لمصلحة لبنان واستقرار المنطقة, معتبرا أن ما يدحض هذه الاكاذيب ضبط الجيش اللبناني وقوي الأمن الداخلي خلية إرهابية خططت لتنفيذ تفجيرات في شمال البلاد انتقاما لتصفية تنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد, كما أن جهات التحقيق لم تثبت وجود أي روابط أو تعاون بين هذه التنظيمات الإرهابية والتيار السلفي في لبنان.