دون إبطاء... ودون تعجل! ونحن علي أعتاب تغييرات جذرية في النظام السياسي لتعميق الديمقراطية بالشكل الذي يتيح لكل فرد الشعور الصادق بالمعني الحقيقي للمواطنة لابد من تأهيل المجتمع بوسائل وآليات التمتع بكامل الحقوق السياسية وأبرزها ما يتعلق بحق إبداء الرأي دون أي محاذير وحق التفكير دون أي وصاية. وهذا الذي أتحدث عنه يتطلب توسيع مجالات المعرفة وإطلاق حرية تداول المعلومات لكي يتعاظم شعور المواطن العادي بإلزامية الخروج الكامل من أجواء السلبية واللامبالاة إلي أجواء الفعل والتأثير الإيجابية تجاه الشأن العام باعتبار أن من حق أي مواطن أن يكون له دور مؤثر في صنع القرارات وترشيد السياسات من خلال ممارسة حقه المشروع في محاربة الفساد وإستبعاد زمرة المفسدين عن طريق التصويت في صناديق الانتخابات. وإذا كان هناك شعور عام بعدم الرضا عن سلبيات ومفاسد تراكمت علي مدي عدة عقود فإن ذلك يمثل علامة صحية وإيجابية ينبغي الارتكاز إليها من أجل سرعة الخروج نحو آفاق جديدة أكثر إيجابية وأكثر تعبيرا عن صدق الرغبة في الإصلاح والتصحيح علي طريق التخفيف من وطأة المتاعب الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية من ناحية والقضاء نهائيا علي جميع القيود المفروضة علي منظومة الحريات السياسية من ناحية أخري... ولا بأس من أخذ الوقت الكافي ولكن طبقا لبرامج زمنية محددة ومتوافق عليها في إطار الإمكانيات والقدرات المتاحة تحت رايات الشفافية بما هو ممكن والمصارحة بما هو مستحيل علي الأقل في المرحلة الحالية! والحقيقة أن أعظم ما في الشخصية المصرية هو خاصية الصبر والقدرة علي التحمل دون بلوغ مرحلة الاستسلام الكامل والنهائي للأمر الواقع مهما طال الزمن.. ومن ثم فإن قليلا من الصبر مع بشائر الأمل التي تلوح في الأفق ربما يكون ضروريا وواجبا لضمان استمرار زخم ثورة25 يناير وحمايتها من أية محاولات لإبعادها عن أهدافها الصحيحة... فالصبر هو الاحتياطي الاستراتيجي والمخزون الذي لا ينفذ داخل الشخصية المصرية. والأمم العريقة هي التي لا ترضي أبدا عن حاضرها ولا تتواضع في طموحاتها وأحلامها المستقبلية وإنما دائما تطلب المزيد وتلح باستمرار علي مواصلة دوران عجلة التغيير دون إبطاء ودون تعجل! أتحدث عن التغيير الحقيقي عبر الوسائل الديمقراطية لكي تغلق الأبواب أمام أي احتمال لعودة الاستبداد ممتطيا جواد التغيير' الشكلي' فتبقي الأمور كما هي باستثناء بعض الرتوش! خير الكلام: الفكرة سراج القلب فإذا ذهبت فلا إضاءة له! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله