حرص الاسلام علي تنظيم العلاقة بين الناس وجعلها قائمة علي العدل وان يأخذ كل انسان حقه, كما ان الاسلام منع وحرم الظلم, والحق سبحانه وتعالي نهي عن الظلم وجعله محرما بين الناس, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم دعيا بذلك وطالب بعدم التعرض للاخرين بما يؤذيهم ويؤثر علي سمعتهم.. الدكتور حامد ابو طالب العميد الاسبق لكلية الشريعة والقانون جامعة الازهر يقول: الظلم ظلمات يوم القيامة ولقد حرم الله الظلم علي نفسه وجعله محرما بين عباده, ومن اشد انواع الظلم ان يرمي الانسان الابرياء بما ليس فيهم, والرسول صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف أيما رجل اشاع علي رجل مسلم كلمة هو منها بريء يريد أن يشينه بها في الدنيا وكان حقا علي الله أن يرميه بها في النار يوم القيامة. وفي التاريخ شائعة مست بيت النبوة وقد اطلقها احد المنافقين وهو عبد الله بن ابي بن سلول وقد وردت تلك القصة في القرآن الكريم تحت عنوان حادثة الافك وعندما علمت السيدة عائشة رضي الله عنها حزنت حزنا شديدا وعبرت عن هذا الحزن كما جاء في البخاري انها قالت فبت تلك الليلة حتي اصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وقد بكيت ليلتين حتي ظننت ان البكاء فالق كبدي ثم قالت رضي الله عنها وكنت ارجو ان يبرئني الله عز وجل كما كنت ارجو ان يري الرسول صلي الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله فيها هذا ما كانت تشعر به زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم وبنت الصديق رضي الله عنه بعد ان اشاع عنها المنافقون ماهي بريئة منه ولقد نزل القرآن الكريم ببراءتها في ست عشرة اية من سورة النور وبدأت هذه الآيات بقول الله تعالي ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير.. وكثير من الناس يستمرون في ظلمهم ويعتدون علي الحقوق ويتسببون عن قصد في الاضرار بالغير ولعلهم يدركون قول الله تعالي ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ولهذا فالإسلام يدعو الناس للبعد عن الظلم حتي تستقيم الحياة ويعيش المجتمع في تراحم وتعاون نتيجة العلاقات القوية بين افراده, ولعل الظالمين يدركون ايضا ان الله سبحانه وتعالي مطلع عما يفعلونه وهذا قول الله تعالي ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذا تفيضون فيه وما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين. كما ان الانسان المسلم لايرضي لنفسه ان يظلم الاخرين ويطلق عليهم ما يشوه صورتهم ويؤثر علي حياتهم لان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.