لفت انتباهي أن الرئيس السابق مبارك وأسرته لم يذهبوا ليصوتوا بآرائهم في الاستفتاء, ولكن هذه المرة الأولي في تاريخ مصر التي شاهدنا فيها جميع الفئات من نساء وشيوخ ورجال وشباب من جميع الأعمار والانتماءات خرجت لتقول آراءها سواء نعم أو لا وكم سعدت عندما شهدت هذا العرس الديمقراطي الذي يتسابق فيه المصريون من جميع الطبقات وجميع المحافظات للإدلاء بأصواتهم وكل سعيد بإصبعه, وكأنه حقق إنجازا. وقد سأني في الانتخابات التشريعية التي تمت في نوفمبر0102 انني عندما كنت أسأل أي شخص سواء من الأقارب أو من العمال أو سائقي التاكسي هل ذهبتم للانتخابات كانوا ينظرون لي بتعجب, وكأنني قلت شيئا غريبا, ويردون علي لا طبعا فالحزب الوطني سيضبط كل حاجة, ويأتي بمن يريده, وبعد نزولي للإدلاء بصوتي لأول مرة في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية شهدت بالفعل عرسا للديمقراطية, والجميع يصوت في أي مكان ببطاقة الرقم القومي, وليس بالبطاقة الانتخابية, والتي حاولت مرارا وتكرارا استخراجها, ولكن وجدت معاناة شديدة وصعوبة للذهاب في وقت محدد وبتاريخ محدد لذلك كان الحزب الوطني يوفر علينا كل هذا, ويستخرجها لمن يريد. وهل سيأتي اليوم الذي يعبر كل عن رأيه بلا إملاءات من أحد في الانتخابات القادمة التي سنشهدها سواء البرلمانية أم الرئاسية, وما أحزنني في الاستفتاء الأخير أن البعض أخذوه علي محمل ديني والحديث عن المادة الثانية لم يكن في مصلحة الجميع فلنعي جميعا ما تمر به مصر من مرحلة صعبة والشفافية.. والوضوح مطلوبان جدا في هذه الفترة الحرجة, فنحن في أمس الحاجة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب. وأعتقد من كوارث العصر البائد هو إختيار أهل الثقة وليس أهل الخبرة, وقول مأثور لا تتم الأعمال العظيمة بالقوة, ولكن بالصبر. المزيد من مقالات سامية أبو النصر