شكرا شباب التحرير.. الهدية وصلت الامضاء شباب الاخوان نص رسالة يتناقلها المصريون عقب نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي جرت منذ ايام.. والمغزي واضح ان السلطة التي تدحرجت خارج القصر الرئاسي ليس بالضرورة ان تسقط في يد الثوريين. فقد اصبح واضحا لكل ذي عينين في ضوء ما حدث في اول استفتاء حر في تاريخ مصر انه اذا اجريت الانتخابات البرلمانية في غضون6 اشهر كما يتردد فان التيارات الاسلامية المعتدلة والسلفية وبقايا الحزب اللاوطني سوف تسيطر علي مجلس الشعب الجديد وربما مجلس الشوري ايضا الذي نطالب بالغائه- وهو ما يعني ان الجمعية التأسيسية التي سوف يتم اختياراعضائها من داخل مجلس الشعب فقط لكي تضع لنا دستورا جديدا لن تخرج من يد التيارات الاسلامية والرموز القديمة التي قامت ثورة25 يناير للاطاحة بها. ولن يكون للتيارات الليبرالية والديمقراطية وشباب25 يناير والاقباط ادني تأثير او تمثيل في الدستور الجديد. وبالتالي من المتوقع في ضوء ذلك ان تطرح علينا الجمعية التأسيسية دستورا جديدا ربما يثير المزيد من الجدل والتأزيم بدلا من أن يرضي اغلب المصريين. وقد توافق عليه الاغلبية بنفس طريقة التأثير والادعاء التي استخدمت في الاستفتاء مثل ان رفض هذا الدستور الجديد يعني رفض الإسلام.. وهي ذات الطريقة التي تمت في الاستفتاء من ان قول نعم من الشريعة ونعم للاسلام وان من يقول لا يذهب للنار!! وهكذا يكون قد تم الانقضاض علي ثورة25 يناير واختطافها. وبالرغم من النصائح والتحذيرات التي اطلقها ويطلقها الحكماء والمخلصون من أبناء الأمة, فان ثمة إصرار غامض لا نعرف أسبابه- علي اجراء الانتخابات التشريعية خلال مدة6 شهور ثم الرئاسية بعد6 شهور اخري. ونحن لا نعرف حتي الآن هل الاحزاب الفائزة في الانتخابات هي التي سوف تشكل الحكومة الجديدة ام ان الرئيس الجديد هو الذي يشكلها.. وهل سوف نختار نظاما رئاسيا ام برلمانيا ام مختلطا؟ والسؤال الان هو:هل تتجه مصر الي الاستقطاب الطائفي وتنزلق الي نفق الطائفية والنموذج اللبناني او العراقي بعد ما شاهدناه من أحداث وملابسات في اول استفتاء حر يشارك فيه المصريون فعليا؟ اذ علي الرغم من فرحة المصريين بالمشاركة في اول استفتاء حر بعد ان ظلوا يرزحون تحت النظم الديكتاتورية والقهرية علي مدي60 عاما, فقد ظللت تلك الفرحة حشود الفتاوي بان نعم تعني طاعة الله والشريعة والاسلام.. وقول لا من اجل طاعة الرب والكنيسة.. وبدلا من ان يفرح المصريون بحرية الاختيار وفق قناعتهم اذ بالتيارات الدينية المختلفة تحول الاستفتاء الي طقس ديني وتنافس ديني لامعني له.. وهوما يدحض زعم تلك الجماعات والتيارات ادعائها الإيمان بالدولة المدنية. المزيد من أعمدة منصور أبو العزم