لو حدث لأسرة في العالم ما حدث لأفراد عائلة مبارك لأصيب جميع أفرادها بالجنون فعائلها الرئيس السابق الذي كان كل أمانيه في الحياة أن يعينه الرئيس السادات سفيرا في بريطانيا لانها بلد اكسيلنسات كما قال في حوار تليفزيوني مع عماد الدين اديب, لكنه أصبح مدمنا للسلطة لديه مرض توحد مع كرسي السلطة تعود علي الثروة, عنيد يعتبر استجابته للشعب وتخليه عن السلطة إهانة. أما الهانم الفاضلة سيدة مصر الأولي سابقا سوزان مبارك التي كانت تعمل مدرسة براتب شهري11 جنيها فصارت ملكة متوجة تتدخل في اختيار الوزراء, الكل يتمني رضاها, وتضخمت ثروتها من دماء الشعب المصري لتجد نفسها في النهاية وحيدة. جمال ابن الرئيس السابق الذي كان يمارس فعليا السلطة وكان ينتظر لحظة تتويجه رئيسا لمصر لتأتي الثورة لتطيح بسلطة العائلة وتطالبهم بإعادة أموال الشعب التي نهبوها سألنا أساتذة علم النفس عن العائلة وزبانيتها التي كانت تحكمنا وتتحكم في مقدراتنا .. ولماذا كانت تتمسك بالسلطة والثروة معا لهذه الدرجة وتحليلاتهم النفسية من واقع سلوكياتهم ومواقفهم. في البداية يصف الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي الشخصية السوية المتوازنة بأنها هي التي تتمتع بالإيجابيةوحالة من التواؤم والتآلف بين أركانها لها فكر متناسق وتناغم مع الوجدان والمشاعر وينبع كل هذا من التصرفات والظهور بسلوكيات مع الاخرين ناتجة عن هذا التناغم وهذه الشخصية المتوازنة تظهر ما يجول في عقلها الباطن وما يخطر بمشاعرها ووجدانها أمام الغير وهذه الشخصية السوية لا يوجد تناقض بين ما تعلنه في تصرفاتها وأحاديثها وقراراتها وتصريحاتها وبين نواياها الداخلية غير المرئية. بينما الشخصية غير المتوازنة تظهر عكس ما تبطن في أعماقها ودائما سريعة التغير من النقيض الي النقيض ومتلونة وترتدي دائما قناع المظهرية الذي لا يعكس حقيقة أمرها وهناك ألوان وصفات مختلفة لمثل هذه الشخصيات غير المتوازنة يحددها الدكتور عبد المحسن فمنها: الشخصية المتناقضة المتسلطة التي تتصرف بنوع من الخداع والتحايل من أجل الحصول علي المكاسب وتأكل علي كل الموائد وهي انتهازية هشة جوفاء ليس لديها محتوي ذو قيمة وعمق في الثقافة والرؤية. وهناك الشخصية التي بها الكثير من الخبث والدهاء ودائما تقتنص الفرص وتتصيدها عندما تحين ولديها ذكاء عالي في توقيت اقتناص الفرص. أما الشخصية الثالثة غير المتوازنة فهي الشخصية النرجسية لديها انتفاخ في الذات والكبرياء والشعور بالولع وحب الذات بصورة كبيرة والاعجاب بذاتها وهو ما يعكس إحساسها بالضعف والعجز الداخلي وتحاول باستمرار ظهورها بالعلم والقدرة علي فعل كل شيء وإثارة إعجاب الاخرين وهو ما يعرف بالشخصية المظهرية مثل الطاووس ويظهر جليا في شخصية صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق. وهناك الشخصية السيكوباتية العدوانية المضادة للجميع تدوس بأقدامها علي كل الأعراف والتقاليد والاخلاق من أجل السيطرة والحصول علي كل ما تريد من مكاسب وهي تفتقد الي الحس الإنساني الآدمي والضمير والإحساس بآلام الاخرين متجمدة المشاعر وكان هذا واضحا في شخصية احمد عز ملك الحديد. وهناك الشخصية الناعمة التي تفخر بخضوعها ومطيعة وتابعة لا قرار لها وتتحسس طريقها بشيء من النعومة وتظهر وكأنها ضعيفة للحصول علي المكاسب ولا تتكلم كثيرا وتتلمس الكبار وتسعي للظهور مثل الخادم المطيع الأمين الذي لايريد شيئا من السلطة ليست لها رأي سوي الطاعة العمياء مثل عائشة عبد الهادي وزير القوي العاملة السابقة ود.زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية. وهناك الشخصية التي تمتلك من الفصاحة والقدرة علي التأثير والاقناع بالشيء ونقيضه في نفس الوقت وهي شخصية شديدة الذكاء الاجتماعي ولها قدرة كبيرة علي السيطرة مثل د.فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق. وكلها شخصيات غير متوازنة تتعامل بطبعها للحصول علي المكاسب بسلوكها غير السوي. ومن ناحية اخري يؤكد الدكتور أحمد شوقي العقباوي ان كل الشخصيات التي كانت تمثل أركان الحكم في مصر جمعها حب السلطة والمال وحبهم لهما مثل مدمن الهيروين الذي يستمد لذته بقدر التصاقه بالسلطة وبقدر جمع المال لتصبح بالنسبة لهذه الشخصيات آلية بيولوجية ومعظمها شخصيات مخوخة من الداخل فالمال يمثل لها غطاء وتعويضا لما تعاني من فقر داخلي لذا يحقق لها المال قيمة رغم أنها لا تملك أي قيمة. يضيف العقباوي أن هذه الشخصيات غير المتوازنة لا تظهر في الإعلام بشخصيتها الحقيقية ولكن بالشخصية الاجتماعية التي تحاول ان تظهرها أمام الناس, وهي تتمسك بالسلطة لأنها تعاني من الخوف ولا تملك الثقة في النفس وبالتالي تدمن السلطة لتعوضها عن الخواء الداخلي وهناك مقولة اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب مال. الرئيس السابق شخصية متسلطة يؤكد عبد المحسن ان عزل الرئيس السابق خلال العشر سنوات الأخيرة حجب عنه الرؤية خاصة بعد ان حولته اجهزة الإعلام الحكومية عشرات السنين الي إله وأسطورة القادر علي كل شيء الأمين علي مصالح الشعب الذي يشعر بنبض الفقراء مما جعله يعيش في وهم أن ذلك حقيقي لكن في قرارة نفسه يعلم جيدا انه يكذب لكنه ينكر ذلك لا شعوريا حتي لا يشعر بالذنب ومسئولية الأخطاء التي يرتكبها في حق الشعب لتحجب عنه الرؤية لا شعوريا ويؤصل ذلك عدم استعداده لمكاشفة النفس في لحظة صدق بينه وبين نفسه والذي كان يمكن ان يكون بداية وطوق نجاة لنظام حكمه وعزز لديه هذه الحالة الدفاعية الحاشية التي كانت تحيط به المستفدين من استمراره لتصبح مثل الأعشاب الشيطانية حول النبتة السليمة, يضيف العقباوي أن الرئيس السابق كان شخصية متسلطة عنيدة زائفة لا يسمع كلام الناس متصورا انه سيعيش للأبد فلم يصبه الزهد في الحياة التي تصيب كبار السن فكان حريصا علي الظهور بمظهر أقل من سنه الحقيقي. عقدة عز يري العقباوي ان قصر قامته يبدو انها كانت عقدة حياته وأحساسه بالنقص عن الاخرين وحاول تعويض هذا النقص بطرق شريرة عكس شارلي شابلن الذي عوضها ليكون أهم ممثل في العالم أو طه حسين الذي تغلب علي فقدان البصر ليصبح عميد الأدب العربي. فقد استثمر أحمد عز علاقته بجمال مبارك وأسرة الرئيس السابق في الاستيلاء علي مصنع الدخيلة ويدخل لعبة السياسة ليمارسها كما مارس احتكار الحديد وهو ما ظهر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة عندما أقصي المعارضة ويحتكر الحزب الوطني كل مقاعد مجلس الشعب. ويؤكدد.عبد المحسن أحمد عز شخصية سيكوباتية عدوانية بصورة سلبية بهلوانية فيها الدهاء والذكاء والمكر مثل الثعلب فقد استطاع ان يراوغ ويخادع وساعده علي ذلك سلطانه المادي وخبرته في السوق منذ صغر سنه والتي اكسبته خبرة الكر والفر وانتهاز الفرص مما جعله يحرك مقادير الأمور في مصر بيده ويستغل ضعاف النفوس. وتتفق الدكتورة ليلي الموصلي علي عدوانية احمد عز وترجعها الي اسلوب التربية ويظهر ذلك من خلال استعانته بالخارجين علي القانون في تحقيق اهدافه. جمال مبارك.. المدلل يري عبد المحسن ان جمال مبارك فتحت له ابواب الجنة وفرش له الطريق بالورود بدون تعب او معاناة ليتقدم بخطي واسعة في زمن قصير وهو إنسان معقم نشأ في بيئة معقمة لم يكن بينه وبين الحياة اي صراع وبالتالي لم يشعر بنبض الجماهير في يوم من الأيام فقد ولد وفي فمه ملعقة من ذهب يعيش رفاهية ونعيما وكانت كل الرؤوس تنحني امامه لذلك لم يعش حياة سوية ولم يحتك بكل الانماط البشرية والمستويات الاجتماعية التي تصقل من خلالها تجاربه. شخصية جمال الابن المدلل تتمتع بنقاء السريرة وطهارة الابرياء مثل الطفل الذي لم يصل بعد الي درجة النضج فكان يعيش في برج عاجي ليكون صاحب القرار والرأي الا انه لم يكن سوي مؤد لما يملي عليه من الحاشية والخدم. ويري الدكتور العقباوي ان جمال كان يعاني من سعار للسلطة المطلقة وتمني حكم مصر بدون تعب او مجهود سوي انه ابن الرئيس وهو انحراف ومرض عنيف لان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وهو ما أثر علي سلوكياته وجعله يتصور انه علي الطريق الصحيح وكل من حوله خطأ مثل كان يتصور دائما ان اي نقد له يعتبر ضد الوطنية مثل شخصية العقيد القذافي ولويس السادس عشر الذي كان يقول: انا فرنسا وهو شخصية ضعيفة عكس مظهرها الخارجي فقد كانت السلطة والمال تعطاته فرصة لتعرويض ضعفه الشخصي لغياب الديمقراطية في مصر. سوزان.. وحب السيطرة تقول د. ليلي الموصلي إن سوزان مبارك تصورت انها تملك مصر وكانت اذكي من زوجها الذي اصبح في السنوات الاخيرة لا يحكم مصر بعد ان شجعت الابن وكرست كل جهودها للتوريث ليس بدافع الامومة ولكن لتظل في دائرة الاضواء والسلطة وقصر الرئاسة فخططت للتوريث وجعلت ابنها يتصرف كأنه الرئيس القادم لمصر لدرجة انه قيل قبل احداث الثورة ان جمال كان يفكر في بناء قصر مجاور لقصر العروبة حتي تظل والدته بمقر الرئاسة. وتضيف انها تدخلت في كل شئون الدولة الكبيرة والصغيرة ولها نسبة من الوزراء في الحكومة بسبب ادمانها للسلطة وحبها للسيطرة التي مارستها بعد استمرار زوجها في الحكم30 عاما. وفرضت علي الجميع ان يطلقوا عليها لقب هانم وكانت حريصة علي اظهار اناقتها ولم تكن تسمح لاي امراة تقع عليها عيناها ان ترتدي الموديلات او الالوان التي كانت ترتديها. ويري عبد المحسن انها شخصية في قمة الكبرياء والسيطرة والتعالي وكانت تحكم مصر مع الزوج والابن ولكل منهم حاشيته وادارته واعوانه ووزراؤه وفي السنوات الاخيرة انفردت الام والابن بحكم مصر بعد ان سلبت من الرئيس آليات الحكم بالتدريج بعد تنازله لهما بسبب عجزه وجبروتها وطغيانها وكانت عكس الزوج الذي كان يتمتع بالتواضع وكانت حريصة علي مستقبل الابن علي كرسي الرئاسة اكثر من حرصها علي زوجها فحاربت من اجل التوريث حتي تظل ملكة العرش بعد رحيل الزوج لتصبح ام الرئيس. مكر صفوت الشريف... يقول عنه الدكتور عبد المحسن انه شديد الذكاء والمكر واكتسب كل ذلك من طبيعة عملة بجهاز المخابرات ليظل علي قمة السلطة لثلاثة عقود مما يدل علي انه انسان غير عادي وقادر علي اثبات ذاته واقناع الاخريين بانه لا تستقيم الامور بدونه وفي نفس الوقت يجيد المراوغة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ولا يضيع فرصة ويستطيع العمل في اكثر من اتجاه واكثر من موقع ويعرف من اين تؤكل الكتف ومع كل هذا كان يحفظ نفسه بشيء من الذكاء والحرص من ان يتهم بالفساد نظرا لطبيعة عمله في المخابرات. تذلل عائشة عبد الهادي تؤكد الدكتورة ليلي الموصلي ان عائشة عبد الهادي وزيرة القوي العاملة السابقة كانت تعاني من ادمان السلطة والميل للتذلل والتقرب اليها لان السلطة كانت تمنحها الشعور بالأمان ومع مرور الوقت تزايد ادمانها للبقاء في المنصب وكانت تشعر ان ابتعادها عن الوزارة يعرضها للاكتئاب فكانت تذوب داخل السلطة لدرجة قيامها بسلوكيات وافعال غريبة وسيئة للبقاء لم تكن تتصور هي نفسها ان تصدر منها وتعتبرها غير سوية مثل تكرار قيامها بتقبيل يد سوزان مبارك في العديد من المناسبات.