ثورة قامت وازاحت نظاما سياسيا حكم مصر طوال30 عاما, اطاحت برأس النظام رئيس الجمهورية, لكنها تفشل في استبعاد عميد كلية أو رئيس قطاع الأخبار في التليفزيون أو مذيعة محظوظة تقدم برنامجا أقرب ما يكون الي نوعية برامج العلاقات العامة التي تخدم صاحبها فقط. حتي الآن حركة التغيير تسير ببطء شديد في كل المؤسسات, وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية والصحفية والجامعات والمحليات وغيرها. قطعا العبء ثقيل, لكن ما الإضافة التي يمكن أن يقدمها مسئول لم يكن أبدا يقدر حجم المسئولية أو يتعامل معها بضمير؟ لا شئ, بقاؤه مثل عدمه. الناس في أشد الحاجة الي حدوث التغيير. وأن يشعر المواطن أن ما بعد25 يناير يختلف كليا عما قبله, وأن الوجوه تغيرت. المنطق يقول, إن كل من جامل النظام لمصالح شخصية وعلي حساب الوطن يجب أن يتواري الآن ولا يصح أن يغير جلده علي حساب الشعب المصري. تلك النوعية من البشر لا يؤتمن لها جانب, فمن كان طوال السنوات في خندق منافقة النظام, هل يعقل أن يكون في نفس الموقع مع النظام الجديد, ويستمر في النفاق الرخيص. ما يؤلم في مثل هذه المواقف هو تشجيع هؤلاء علي التمادي في مواقفهم, أقلام ليست شهيرة ولكن لسوء الحظ كانت في موقع القيادة لا تزال تمارس العمل وتفعل نفس الأمر وبمنتهي الجبروت, وهذا قمة الإسفاف. رموز كانت غارقة بكل ما تعني الكلمة في وحل النظام السابق, والآن تحاول أن تطوي الصفحة بخبث شديد لا أستثني أحدا منهم, كل من كان عضوا في لجنة السياسات وفي الحزب الوطني ولجانه العليا من قيادات هو متورط فيما نشهد الآن من فساد. لم يعترض واحد منهم علي مبدأ الانضمام للحزب أو الاكتفاء بدوره الوظيفي والمهني, الحالة التي أعرفها هي للدكتور محمد أبو الغار العالم والطبيب المصري الذي رفض بعنف دعوة جمال مبارك له قبل سنوات للانضمام الي لجنة السياسات بالحزب الوطني, ووقتها رد عليه الدكتور أبو الغار بالصوت العالي كيف تفكر في هذا الأمر, لا يشرفني الانضمام الي الحزب الوطني ولا الي لجنة السياسات والكلام علي لسانه, قبل سنوتت وفي عز مجد جمال تعجبت من شجاعة الرجل وقلت له ألا تخاف؟! فرد بابتسامة القوي.