شهد يوم السبت الماضي في جميع انحاء الجمهورية الاقبال الشعبي المنقطع النظير علي المقار الانتخابية للادلاء بالاصوات علي التعديلات الدستورية يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الشعب المصري يرغب سريعا في أن يتمتع بحقه الديمقراطي. الذي حرم منه كثيرا علي مدي سنوات طويلة, وايا كانت نتيجة الاستفتاء فالجميع رغب ان يشارك لاول مرة بايجابية في صنع قرار داخل بلده بعد ان كانت اصواته مغتصبة من قبل نظام قمع فكر شعبه وزور ارادته واصواته, ان الشعب المصري اثبت بجميع طوائفه وافكاره المختلفة انه لن يقف مكتوف الايدي بعد هذه اللحظة, سيتحرك من اجل المزيد من الديمقراطية والحرية وسيقف امام كل من يحاول ان يقوض فكره وارادته مرة اخري بعد ان عرف معني الحرية والمشاركة السياسية. ولكن الغريب في الأمر ان تخرج علينا بعض فئات في المجتمع وتلوح لنا بفزاعات ليست بجديدة طالما لوح بها النظام السابق من اجل ان يحكم قبضته علي البلاد, فعادت من جديد نغمة الاخوان المسلمين, وانهم الفصيل الوحيد المنظم داخل المجتمع المصري, وكذا فلول الحزب الوطني, وانه مع اجراء اي انتخابات برلمانية في الوقت الحالي فانه سيكون للفصيلين نصيب الاسد من المقاعد البرلمانية, وهو الامر الذي قد يؤثر علي الاغلبية وصياغة القوانين التي يقرها البرلمان, وهو الامر الذي يعيدنا الي مصطلحات خرجت علي يدي النظام البائد مثل( أجندات وتدخلات وأياد خفية) من اجل ترهيب الشعب المصري من اتخاذ اي موقف ايجابي. ولكن الحقيقة التي يجب ان يعلمها مروجو تلك المصطلحات ان الشعب المصري الآن علي درجة كبيرة من الوعي, ولا يحتاج اي وصاية من احد, فالجميع يعلم جيدا ما هي توجهات جماعة الاخوان المسلمين, كما انه كان شاهدا علي كافة انواع الفساد التي مارسها نواب الحزب الوطني وكل من ارتبط اسمه به, كما ان الشعب قادر علي تقرير مصيره بنفسه الآن, و يجب ان يبتعد الآن كل اصحاب المصالح وكل من ينصب نفسه حكيما ووصيا علي الشعب المصري, كما يجب أن نحيي من رسخ الفكر الديمقراطي الجديد والمثالي في مصر وجعله نموذجا لكافة الدول ويعمل علي حراسته, و الوصول به الي بر الامان وهي القوات المسلحة المصرية.