كتب - وجدي رياض: ثورة الشباب وعظمتها وجمالها.. سيطرت علي المؤتمرات العلمية والطبية التي عقدت في الفترة الأخيرة بعد الدعوة للعمل والإنتاج.. ولم يكن من السهل أن يقف شيوخ الأطباء والعلماء أمام منصة المؤتمرات دون ذكر روعة الأداء من شبابنا, وقوة العزيمة, والإصرار بصدق علي تغيير النظام, ودائما تتصدر أعمال المؤتمرات.. وقوف الحضور دقيقة حدادا علي أرواح شهداء الثورة الذين ضحوا بدمائهم في كل الميادين في كل ربوع مصر. هذه هي الصورة المؤثرة في كل مؤتمر طبي وعلمي عقد في الفترة الأخيرة, لبدء مسيرة النشاط البحثي, والعلمي, والنشر الطبي في مصر, بل تعدي المشهد إلي ما هو أكثر من ذلك, فقد لجأ الأطباء إلي الداتاشو, وتبدأ المحاضرة بصورة الشباب في ليالي الغضب, والحسم في ميدان التحرير, ثم تبدأ المحاضرة العلمية, وبين كل فاصل وآخر في أثناء عرض البحث علي شاشات العرض وبين جنيات قاعات المؤتمرات نشاهد لقطات من أحداث ميدان التحرير, حيث ظهرت التجمعات والخطابات, ومانشيتات الصحف, والهتافات المدوية, والأعلام المصرية, وصراع الحرية والديمقراطية أمام الظلم والبغي والطغيان من قوات النظام. كل هذه اللقطات علي الداتاشو كانت مطعمة في عرض البحوث, ترصع البحث العلمي بصور البعث الجديد في ميدان التحرير, وميدان الرمل, وميادين المحافظات, وكأن البحث العلمي أصبح شيء آخر.. وروح أخري وفكر آخر بعد 25 يناير. شاهدت كل ذلك في مؤتمرات عدة عقدت خلال هذا الشهر في القاهرة والإسكندرية, فقد عرض الأساتذة الدكاترة مجدي أبوريان, وعماد مصطفي, ومصطفي الشاذلي في محاضراتهم وأبحاثهم عن أمراض الحساسية, صور شباب الثورة في ميدان التحرير. ففي البداية يتصدر المحاضرة علم مصر, وكلمة أنا مصري, ثم صور تجمع شباب الثورة المليونية في الميدان, ثم صور كل يوم جمعة, ثم المعارك, ثم الشهداء, ثم تأبين الشهداء, وصور الأطفال, والبنات, والشباب, والشابات, والسيدات, والرجال, والعواجيز, والكهول. الصور ومانشيتات الصور وهدير أصوات شباب الثورة.. كل هذا يدخل في مقاطع الداتاشو لعرض الأبحاث, وكان دائما يقابل بالتصفيق الحاد في أثناء المؤتمر من الحاضرين من جموع الأطباء. بعض الأبحاث كانت تفرض مشاهد أخري مثل الشباب قبل ثورة 25 يناير, والشباب والشابات بعد 25 يناير, في الصورة الأولي تحفز, وثورة مكتومة, واستنفار صامت, وفي الصورة الثانية أصوات تهز الجبال, وتحرك الحجر, تطالب بالتغيير في موقف سلمي حضاري, ويختتم مقاطع البحث( بكلمة ده كان زمان.. وده الآن), أبحاث أخري تدخل في مقاطع البحث العلمي و(الداتا شو), وتظهر الشباب وهو ينظف ويعمر ويحترم المكان, وينظم المرور, ويحرس مكاسب الثورة, ويتعامل مع سكان المنطقة بأسلوب حضاري, وسرعة بناء الخدمات, مثل أماكن دورات مياه للسيدات, وأماكن للصلاة, والمستشفي الميداني, والرسوم, والخطوط, والفنون, والخطب, والشعر, والآداب, ورجال الفكر, والسياسة, والمسئولين, هذا المزيج الرائع بين العلم, والبحث العلمي, والطبي, وإجراء الأبحاث, والكشف علي المصابين في أحداث الثورة, وبين مواقف الثوار والشهداء التاريخية صنعت حالة من الشجن.. مشاعر فياضة اختلطت ما بين جيل الأطباء الكبار في المؤتمرات, وجيل الشباب من الأطباء, في سيمفونية مزجت بين الأجيال من أجل التنمية والتقدم والتعمير والبناء.