في مشهد انتخابي غير مسبوق, شارك عشرات الملايين من المصريين, بمن في ذلك من كان يطلق عليهم لسنوات بالأغلبية الصامتة في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية أمس وسط حضور مكثف من كل الشرائح العمرية والاجتماعية. خاصة الشباب والسيدات والفتيات الذين حرصوا علي المشاركة منذ الصباح الباكر واصطفوا في صفوف طويلة امتدت لعدة كيلومترات خارج اللجان للإدلاء بأصواتهم, بينما كانت أعلام مصر ترفرف فوق هامات الناخبين وأجواء البهجة والإحساس بقيمة وأهمية المشاركة تسيطر علي الجميع مع إدراكهم واقتناعهم بأن تصويتهم أيا كان هو لمصلحة مستقبل هذا الوطن. بينما أشاد الجميع برجال القوات المسلحة والأمن الذين ظهروا بالشكل المشرف, واقتصر عملهم علي تأمين العملية الانتخابية, أما القضاة فكان وجودهم وإشرافهم الكامل مصدر طمأنينة للمواطنين. في أول تجربة حقيقية للديمقراطية في البلاد خرج المصريون من جميع الطوائف والأعمار والاتجاهات بمختلف المحافظات والمراكز والقري والنجوع للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية الذي جري أمس. ففي محافظة الجيزة شهدت لجان الاقتراع بمدارس الهرم اقبالا شديدا من المواطنين منذ الصباح الباكر, حيث توافدت أعداد هائلة من الشباب والرجال والنساء للإدلاء بأصواتهم, وشهدت مدرسة عزيز المصري الابتدائية بمنطقة الطالبية ومدرسة السادات بشارع الهرم زحاما شديدا من الناخبين الذين حرصوا علي النزول من منازلهم للإدلاء بأصواتهم. كما شهدت مدرستا نصار الابتدائية ويوسف جاد الله التجريبية توافدا كبيرا من المواطنين أدي إلي وقوف الناخبين في طوابير طويلة أدت لإعاقة حركة السير, الأمر الذي دعا الشباب إلي تنظيم وتسيير حركة المرور بالتعاون مع رجال القوات المسلحة والشرطة. وعلي الرغم من هذا الزحام فإن اللجان شهدت هدوءا ولم يحدث أي نوع من أنواع الشغب أو ما يؤثر علي سير العملية الانتخابية. ومن الظواهر الايجابية خروج السيدات وربات البيوت مصطحبين ابناءهم وأطفالهم الصغار. كما حرص المسنون وذوو الاحتياجات الخاصة علي المشاركة والإدلاء بآرائهم في هذا الاستفتاء. وأكد طارق زيدان منسق حركة ائتلاف شباب25 يناير أن هذا الاقبال الشديد من المواطنين علي المشاركة في الاستفتاء يؤكد أن الحكومات السابقة ظلمت الشعب المصري حينما قالوا عنه إنه غير ناضج سياسيا لضعف مشاركته في كل الانتخابات التي جرت في السابق, مشيرا إلي أنه حينما شعر المواطنون بأن إرادتهم السياسية لن يتم تزويرها خرجوا في لحظة صدق حقيقية للتعبير عن آرائهم بحرية تامة.