الاستماع الجيد للرؤساء والمرءوسين وأي شخص تتعاملين معه هو سلاحك السحري للتعامل مع الآخرين.. ولكن الانصات لايعني مجرد السكوت بل له أصول وفوائد كما يؤكد الخبراء, الذين ينبهون الي اهمية عدم الوقوع في شرك الظن بأن بعض الناس ذو غباء متأصل لأن التعامل مع الآخرين بناء علي هذا الافتراض أمر خطير, وانما الافتراض الأفضل هو أن كل شخص مهما كانت منزلته الاجتماعية أو مكانته الادبية لديه قصة شيقة من نوع ما يريد أن يحكيها أو معلومة قيمة قد لا يتمكن من الحصول عليها من شخص آخر, فكل شخص لديه قيمة من نوع ما كانسان, لذا فهو جدير بالاحترام, فهناك مقولة يرددها أهل الشرق أن كل شخص تلتقي به يعرف شيئا لا تعرفه والاستماع اليه بعناية هو الذي يعطيك الفرصة للاستفادة من هذه المعلومة. ولكن ليس الحصول علي المعلومة وحده هو الغرض من الانصات والاستماع للآخرين, فالانصات يمكننا أيضا من اكتشاف نظرة المتحدث للعالم, أي اكتشاف المزيد عن هذا المتحدث فنعرف طبيعته وكيفية التأثير فيه. وبرغم ان الانصات يبدو كأنه مهمة سهلة إلا أنه من الامور التي قد لا يجيدها الكثيرون ولا يعرفون كيفية استثماره لتحقيق علاقات جيدة لانهم يجهلون الاساليب المناسبة لذلك. ومن بين هذه الاساليب التي حددها براندو توروبوف الذي يعد واحدا من الكتاب الذين تحقق مؤلفاتهم اعلي نسبة مبيعات في العالم في كتابه فن ومهارات التعامل مع الناس: قبل الإجابة أو التعقيب علي اقتراح شخص ما عليك باعادة ما قاله بعبارتك الخاصة كي تتبيني فهمك الكامل لما قاله ثم دعيه يأخذ زمام المبادرة مرة ثانية في المحادثة. وجهي أسئلة ذات نهاية مفتوحة بالفعل والتي يتطلب الاجابة عليها نعم أو لا. عندما تشعرين بان في اقوال محدثك ما يجعلك تصنفيها بانها خطأ أو غير دقيقة فلا تنفعلي وانما اطلبي منه توضيحا قبل مصارحته بذلك, ودعيه يعرض كل التفاصيل الضرورية. خلال أوقات التوتر والصراع يجب أن يكون كلامك عبارة عن جمل خبرية لا أسئلة توحي بانها هجوم. انظري في عيني محدثك وابعثي باشارات مفادها الاستمرار في الكلام اما اذا وقعت فريسة لمن لا يقدر الوقت فعليك بكتابة ما يقول فتدوين الملاحظات قد يبدو امرا هينا إلا أن له مميزات مهمة ومنها تشجيع المتحدث علي الكلام ويمنح المستمع فرصة لفعل شئ اثناء الوقفات المحرجة التي قد تحدث من وقت لآخر وتوجه المستمع نحو الحقائق التي أصبحت مثبتة بعد تدوينها وتمكن المستمع من ان يصبح في الوضع المثالي لاقتراح ما يجب ان يحدث في المرة التالية كنتيجة للمعلومات التي جمعها. والمهم ادراك ان الانصات وان كان لا يعني مجرد السكوت في بعض الاحيان يعتبر مكانا جيدا يمكن أن نبدأ منه. وفي النهاية يجب أن نتذكر انه ليس ابلغ مما قيل عن الشخص الذي ينصت بان المستمع الجيد متحدث جيد.
