لليوم الرابع علي التوالي, واصل الأقباط مظاهراتهم السلمية أمام مبني الإذاعة والتليفزيون بكورنيش النيل, حيث احتشد الآلاف من أقباط قرية صول التابعة لمركز أطفيح بحلوان. وانضم إليهم مجموعات أخري من الأقباط الذين جاءوا من مختلف المناطق بالقاهرة الكبري, ورفعوا شعار لن نرحل حتي تعود كنيستنا, وقاموا بافتراش الأرض والمبيت في الشارع ونصب الخيام, مؤكدين أن الاعتصام مستمر حتي تتحقق مطالبهم ويتم البدء في بناء الكنيسة في نفس مكانها, مشيرين إلي أن كل الوعود التي حصلوا عليها والتصريحات التي خرجت من قبل بعض المسئولين في القنوات الفضائية لم تتحقق حتي الآن. وقد بدا المشهد أمام مبني الإذاعة والتليفزيون كميدان التحرير أثناء الثورة, حيث قامت مجموعات من الشباب بفرض كردون بشري حول مكان الاعتصام, وطلبوا التحقق من الأشخاص الذين يريدون الدخول إلي المتظاهرين من خلال رؤية البطاقة الشخصية, لكل فرد يريد الدخول إلي مكان تجمع المتظاهرين للتأكد من شخصيته, والحرص علي عدم اندساس عناصر مخربة بينهم, وأغلقوا طريق الكورنيش في الاتجاهين وتم منع مرور السيارات, وقامت القوات المسلحة بنشر الجنود والدبابات حول مقر المبني لتأمينه, وتم وضع الأسلاك الشائكة حوله لعدم وصول المتظاهرين إليه. وقد أكد القس سيلا عبدالنور أن الساكت علي الحق شيطان أخرس, مشيرا إلي أنهم لن يسكتوا علي الظلم الذي يتعرضون له, لأن الشعب المصري بكل طوائفه مسلمين ومسيحيين لن يقبلوا أن يتعرضوا لأي نوع من الظلم بعد ثورة25 يناير حتي لا نعود للقهر الذي كنا نتعرض له من قبل النظام السابق. ودعا جميع الأقباط إلي أن ينزلوا من بيوتهم ويحضروا حتي يشاركوا إخوانهم في المظاهرة والاعتصام الذي يهدف إلي البحث عن مطالبهم العادلة, كما دعا إلي مظاهرة مليونية اليوم أمام مبني الإذاعة والتليفزيون يشارك فيها جميع الأقباط في مصر حتي تتحقق مطالبهم المشروعة علي حد قوله, مؤكدا أن مطلبهم الأساسي هو بناء الكنيسة في نفس مكانها وبنفس مساحتها, بالإضافة إلي تأمين عودة المسيحيين إلي القرية وعدم تعرضهم للإيذاء. وأشار إلي أنهم لن يرضوا بأي بديل عن كنيسة الشهيدين بقرية صول حتي لو عرضت عليهم بناء10 كنائس بديلة في أي أماكن أخري, لأن هذه الكنيسة بالتحديد تمثل لهم العدالة. ولخص الراهب أنطونيوس جوارجي حديثه في أن جميع المعتصمين الموجودين أمام مبني الإذاعة والتليفزيون لن يرحلوا حتي يشاهدوا البدء في بناء الكنيسة, مؤكدا أن أي محاولات بديلة لهذا المطلب لن تجدي معهم, مشيرا إلي أنه معتصم منذ اليوم الأول من بداية الاعتصام, ولن يترك المكان حتي تتحقق مطالبهم بعد تعرضهم للعديد من المساومات والالتفاف علي مطالبهم علي حد قوله, وأكد ضرورة الافراج عن القس متاؤس وهبه كاهن كنيسة العذراء بفيصل المسجون منذ أكتوبر.2008 ومن جانبه أكد القس بيمن شاكر كاهن مطرانية شبرا الخيمة أن مطالب الأقباط لم يتحقق منها شيء حتي الآن بالرغم من أن الاعتداء علي كنيسة الشهيدين كان منذ ما يقرب من أسبوع, بل زاد الوضع سوءا بأن تم طرد المسيحيين من أهالي قرية صول التي تقع بها الكنيسة, وأن من احتلوا أرض الكنيسة مازالوا موجودين حتي الآن عليها, ومدججين بالسلاح دون اعتبار لهيبة الدولة. وقال إن مطالب الأقباط محددة وهي إعادة بناء الكنيسة في نفس مكانها وبعدد أدوارها وليس في مكان آخر, وعودة أقباط القرية إلي منازلهم فورا وتعويض من تضرروا, ومحاسبة الجناة ومرتكبي أحداث الشغب والاعتداء علي الكنيسة ومنازل الأقباط, بالإضافة إلي ضرورة إصدار بيان رسمي من القوات المسلحة بمناقشة قانون بناء دور العبادة الموحد فور بدء جلسات مجلس الشعب الجديد. وأوضح أن سبب احتقان الأقباط في مصر هو البطء الشديد في محاسبة من يعتدون عليهم, مشيرا إلي أن محاكمة مرتكبي حادث نجع حمادي استغرقت أكثر من عام, ولم يكن حكمها مرضيا أو شافيا لحجم الجريمة التي ارتكبت. وقال إن شباب ثورة25 يناير علي اتصال بإخوانهم المسيحيين وبالقساوسة, وأنه تم التنسيق معهم علي تنظيم اعتصام تضامني مع الأقباط بميدان التحرير اليوم. وشدد القس شاكر علي أن الأقباط لن يتاجروا بالحدث, وأن مطالبهم محددة رغم وجود تراكمات منذ سنوات عديدة, وطالب القوات المسلحة بسرعة تنفيذ هذه المطالب. وعن التعديلات الدستورية وما أثير حول المادة الثانية قال إن الأقباط في مصر لا يسعون لإلغائها وإنما يطالبون بإضافة ملحق عليها يفيد بأنه يتم الفصل بين من يدينون بشريعة أخري غير الإسلام طبقا لنصوص شرائعهم وكتبهم السماوية حتي يشعر الأقباط بأنهم جزء من نسيج الوطن, وأنهم مواطنون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم, وكنوع من مراعاة المشاعر وأن الدستور وحده هو القادر علي تنفيذ تلك العلاقة بين المسلمين والأقباط. ومن جانبهم أكد بعض المعتصمين أمام مبني الإذاعة والتليفزيون أنه منذ احراق وهدم الكنيسة الأسبوع الماضي وعدهم المسئولون بتحقيق مطالبهم إلا أنه لم يحدث أي شيء حتي الآن وكلهم مصرون علي عدم فض الاعتصام إلا بعد أن تتحقق مطالبهم المتمثلة في بناء الكنيسة في مكانها الأصلي, وبأقصي سرعة, وضرورة توفير الحماية لهم بالقرية حتي يعودوا إلي منازلهم دون التعرض لهم ومحاسبة المتسببين في حرق وهدم الكنيسة والقبض عليهم بالإضافة إلي رحيل محافظ حلوان لدوره السلبي في الأزمة علي حد تعبيرهم. وظل المتظاهرون يرددون الهتافات المطالبة بتحقيق مطالبهم ومن بينها مسلمين ومسيحيين مين هيفرق بينا مين, وعلي وعلي وعلي الصوت اللي بيهتف مش هيموت, وارفع رأسك فوق أنتي قبطي, ويا مشير فينك فينك. وفي سياق متصل تجمع نحو2000 شخص في بداية محور26 يوليو منذ مساء أمس الأول وقاموا بإغلاق الطريق أمام المارة في الاتجاهين مما تسبب في توقف حركة المرور تماما بين القادم من أكتوبر والقادم من ميدان لبنان, وقد حدثت مشاجرات بين المتظاهرين وأصحاب السيارات بسبب توقفهم قرابة الست ساعات. وعلي قرابة5 كيلو مترات بالمحور وبالتحديد منتصف المحور خرج1000 شخص من الأقباط أيضا وقاموا بقطع الطريق اعتراضا علي ما يحدث لإخوانهم في قرية صول بأطفيح وهدم الكنيسة, وقد انتقل اللواءان فاروق لاشين مساعد الوزير لأمن الجيزة, وكمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة, وحاولا تهدئة المتظاهرين وطلبا منهم أن يتركوا السيارات تعبر, إلا أن المتظاهرين أكدوا أنهم سوف يظلون معتصمين في أماكنهم حتي عودة جميع إخوانهم الذين طردوا من منازلهم, مؤكدين أنهم يريدون الحماية من الجيش والشرطة ليستطيعوا تأمين بناء الكنيسة ورفع المتظاهرون الصليب وظلوا يرددون بالروح بالدم نفديك يا صليب, واستمروا في تظاهرهم حتي ظهر أمس وحاولوا منع الأتوبيسات المتجهة إلي مدينة أكتوبر إلا أن اللواءين عمرو الفرماوي مساعد الوزير لأمن أكتوبر وجمال عبدالباري مدير المباحث اقنعا المتظاهرين بأن يتركوا الأتوبيسات تذهب إلي عملها حتي لا تتعطل حركة الإنتاج ثم يستمروا هم في مظاهرتهم, وقد طلب المتظاهرون بعزل محافظ حلوان الذي لا يستمع إلي مطالبهم بينما حيوا القوات المسلحة التي حرصت إلي الذهاب إلي قريتهم وقامت بالتحدث إليهم, وقرر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري بناء الكنيسة في موقعها إلا أن المتظاهرون اضافوا أن هناك من يحاول منع بناء الكنيسة والاعتداء عليهم.