كتبت: إنجي البطريق أطاحت ثورة 25 يناير بالفاسدين وكل أذيال النظام إلا أن البقية منهم مازالت تهيمن وتسيطر علي بعض الأمور ويتحكمون في مقدرات الأفراد. آية حامد منتصر فتاة لا يتجاوز عمرها 19 عاما ورثت تركة ثقيلة بصفتها الإبنة الكبري, وهي مسئولية رعاية شقيقاتها الأربعه بعد أن أصاب والدها الشلل فأصبح طريح الفراش. علي مدار8 سنوات كافحت آية بكل ما أوتيت من قوة ولم تترك بابا تجد فيه ضالتها إلا وطرقته, وفي نهاية المطاف حصلت علي ترخيص لبيع الحلوي بمنطقة مسطرد بشبرا الخيمة بمساعدة محافظ القليوبية. ظنت آية أنها وصلت إلي بر الأمان إلا أن القدر كان يخبئ لها شيئا.. في ظل الاحتياجات المتزايدة لأخواتها الأربعة استدانت آية قرضا من أحد البنوك وضمنها فيه والده المشلول. سارت الحياة مع آية بلا مشاكل وداومت علي سداد أقساط القرض من إيراد الكشك حتي جاء يوم 30 يناير الماضي حيث قام عدد من البلطجية بحرق الكشك علي مرأي ومسمع من آية وأخواتها وأمهن ولم تفلح صرخات الفتيات في إيقاف البلطجية وأصيبت الأم بكسر في الذراع وأصبحت آية أمام تهديد بالحبس نتيجة تعثرها عن السداد. عبر الهاتف جاء صوت الأب المشلول باكيا خوفا علي ابنته من السجن وليس خوفا علي نفسه بصفته الضامن لآية في القرض, كان صوت الأب يتقطع بسبب أنات المرض وقال أنه لا يجد قوت يومه بعد أن فقد مصدر رزقه الوحيد وهو كشك العيش. طلبات أسرة آية ليست كثيرة, فالكشك بعد حرقه يحتاج إلي دهانات فقط وبعض البضائع التي تعين آية وأسرتها علي سداد أقساط القرض وتدبير قوت يومهم وتحميهم من مصير مجهول فهل تجد من يحميهم؟