غياب الوجود الأمني أطلق يد البلطجية في كل مكان فانتشرت الممارسات غير الأخلاقية انطلاقا من الاحساس بعدم وجود رجال الأمن في الشارع فلا عقاب ولا رادع, والاتاوات تفرض من جانب هؤلاء البلطجية. علي المواطنين أصحاب المحال وسائقي سيارات الاجرة والسرفيس بالاضافة للسرقات بالإكراه والسطو المسلح علي المنازل. إنها حالة من الارهاب يمارسها هؤلاء البلطجية علي المواطنين في مناطق عدة فماهي حقيقة مايحدث؟ في منطقة المقطم هناك حالة هلع بسبب البلطجية الموجودين في منطقة المساكن المخصصة لضحايا الزلزال ينطلقون منها إلي العمارات في أحياء المقطم. شاهدة عيان تروي قائلة: فوجئنا بمجموعة منهم أرادوا اقتحام العمارة المواجهة لنا وكانت البوابة الحديدية مغلقة فمعظم سكان العمارات منذ أحداث الفوضي وهجوم البلطجية عقب الثورة قاموا بعمل بوابات حديد يتم إغلاقها بالجنزير والقفل ليلا ومع ذلك لم نسلم من هجومهم وقد صعد بعض سكان العمارة التي أتحدث عنها إلي السطح وحاولوا قذف هؤلاء البلطجية اللصوص بالزجاجات الفارغة لمنعهم من كسر البوابة خوفا من صعودهم للشقق وعدم القدرة علي مقاومتهم خاصة وهم يحملون أسلحة بيضاء واستمرت حالة الفزع والصراخ وتم الاتصال بالقوات المسلحة والشرطة وحتي الآن مازلنا في حالة رعب ونناشد رجال الأمن سرعة الوجود في الشوارع لإلقاء القبض علي الخارجين علي القانون الذين يروعون الناس. ويقول أحمد صاحب محل في وسط البلد: مع غروب الشمس يختفي رجال الشرطة تماما ويبدأ خروج البلطجية من أوكارهم لممارسة الإرهاب علي زصحاب المحال بفرض اتاوات عليهم بالقوة وبتهديد السلاح والتهديد بسرقة المحال وتخريبها إذا لم ندفع الإتاوة التي قرروها بصفة مستمرة بحجة حماية المحال. وفي منطقة المظلات يقول أحد السكان: المنطقة ينتشر بها البلطجية ولا نستطيع أن نسير في الشارع في آمان وطلبت من أولادي عدم النزول من البيت ليلا وقد شاهدت بعيني السلاح الأبيض يرفع علنا من البلطجية للتهديد والإرهاب وفرض إتاوة علي سائقي الميكروباص فموقف السيارات هنا في حالة غير آمنة ولابد من وجود الشرطة وإلا فسوف تصبح البلد كالغابة يعلو فيها صوت البلطجة علي صوت القانون والأمن. تروي مواطنة قصة أخري في حي المعادي وبالتحديد شارع77 حيث يوجد البلطجية بعدد كبير يقومون بإيقاف السيارات وفرض الاتاوة علي أصحابها بالقوة والويل لمن لايدفع! وفي منطقة أخري يقول مواطن: كنت أستقل سيارتي وفوجئت بسائق دراجة بخارية يقترب مني وينهال علي بالسباب دون سبب وبينما أقوم بتهدئة السيارة لايقافها علي جانب الطريق لأعرف السبب فوجئت بدراجتين أخريين وعلمت أنه كمين لاجباري علي الوقوف وسرقتي وسرقة السيارة فأسرعت بالسيارة ونجوت منهم. وفي منطقة الزاوية الحمراء لا يختلف الوضع كثيرا عن المناطق الأخري ونفس الكلام في معظم محافظات الجمهورية, فهناك حالة غياب أمني واضح وانفلات الشارع. والسؤال المطروح: هل استمرار عدم وجود رجال الأمن في الشارع نوع من العقاب للمواطنين أم خوف من مواجهتهم؟