فاجأنا الشباب بتحقيق أحلام أمة عجز كل الكبار المخلصين بجميع ألوانهم علي مدي عشرات السنين عن تحقيقها, وبصرف النظر عن كل محاولات ركوب موجة الحدث داخليا وخارجيا وتشويه روعته بتصفية حسابات أو البحث عن مكاسب أو تفعيل مؤامرات سابقة التجهيز حتي ولو كان الثمن تدمير الأمة بأكملها. ويصبح السؤال الملح: كيف نحمي المكاسب ونبني فوقها ونحمي الأمة من هلع الدمار؟!ولذلك أقول لكل الثائرين الغاضبين انتبهوا وفعلوا كل طاقات العقل والحكمة وخبرات التاريخ لتعبر السفينة في أمان. انتبهوا لنيات وسلوك وأهداف كل المتداخلين في الأحداث, سواء كان متضامنا أو معارضا. لا تجعلوا أزمة الثقة هي النار التي تقضي علي الحوار ومحاولات ولادة الحلول, والمخرج هو توثيق الضمانات لسد ثغرة الثقة المفقودة.لقد دارت عجلة التغيير ولن تتوقف إلا عندما تلمس الغالبية بيدها ووجدانها التغيير في رزقها وحل مشكلاتها وإطفاء نار ظلم قاست منه يوما مضي, وتفجير كل قضايا الفساد والفاسدين علي كل مستوياته والقصاص من كل من أفسد, وبكل تأكيد هذا أمل رائع, ولكن يأتي السؤال الصعب كيف وهل يمكن أن يحدث هذا توا؟ والإجابة: الوقت المدروس هو المفتاح والرؤية الحادة الفاهمة والإصرار وهزيمة التحديات وجدولة التنفيذ هي الطريق.إنني أتخيل وبعيدا عن مضمار السياسة أن هناك من الأفكار الوارد طرحها لاستثمار هذه الثورة بأيدي صناعها من أجل بناء مصر الجديدة: 1 إنشاء وزارة للشباب يقودها شاب. 2 السماح بإنشاء حزب للشباب. 3 تمثيل الشباب في كل مجالس المؤسسات العامة والخاصة يضمن تمثيل رأيهم وأحلامهم. 4 القصاص من كل الفاسدين والمفسدين علي كل مستويات الدولة, واستعادة كل أموال الشعب والدولة بمن فيهم أصحاب رواتب الملايين, وتنحية ومحاسبة كل من اعتبر منهم أي مؤسسة أو هيئة يقودها عربة يركب فوقها وما تبعها من تصرفات له مشكوك في أمرها. 5 تقليل الفوارق بين الرواتب للمؤهل نفسه, والدرجة الوظيفية نفسها في الوزارة نفسها أو وزارات أخري. 6 إعادة هيكلة شخصية القادة في كل مواقع الدولة, بما يضمن كامل اقتناعهم بأنهم خدام لتلك المواقع وأفرادها, وليسوا فراعنة لها مع تأكيد إنشاء أجهزة رقابة شعبية داخلها تتبع هيئات حقوق الإنسان, وتفعيل قانون من أين لك هذا, وتحديد مدد ملزمة لشغل المواقع القيادية. 7 كشفت الأحداث عن انعدام الثقة بين القاعدة والقمة, وهو الذي عقد الحل, ومن ثم فإن عودتها هو أمر حتمي وإجباري. إن تحقيقه لن يحدث إلا بتوافر العدل المطلق والشفافية والمصداقية والحرية العاقلة, وتفعيل القانون بلون واحد علي الجميع. 8 التربية السياسية ومهارات الحوار والتفاوض أمور لزم التركيز علي تنميتها في التربية والتعليم والإعلام, وبالممارسة اليومية في كل مواقع ومجالات الحياة, بالإضافة إلي ذلك الإصرار علي الدفاع عن الحق ورفض الخطأ وإعلاء الحقيقة وهزيمة الخوف في كل صوره. 9 لكي نسهم جميعا في البناء يجب أن نمحو من قاموس حياتنا أقوالا مشهورة مثال أنا مالي دي بلدهم إن شفت بيت أبوك بيتخرب خد منه طوبة.. كل تلك الأقوال تخريبية وتدعو إلي قتل تحمل المسئولية والانتماء. 01 إن ثمار الثورة يجب أن تنعكس علي إعادة بناء منظومة القيم والأخلاقيات والمبادئ والعمل والإنتاج والتي تعتبر السبب الرئيسي لما نعانيه الآن, وهو ما أدي إلي حدوث الثورة, علما بأن الجميع مشارك في هذه الخطايا. 11 كما كان الفيس بوك هو محرك الانتفاضة, فعلي الشباب أن يدرسوا جيدا كيف يمكن توظيف الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لتطوير الأمة بنفس الروح والإصرار يفعلونها.آخر الحديث.. الشباب طاقة هائلة قادرة علي تحقيق المعجزات بشرط تحقق الرعاية والتنمية في مناخ يظلله العدل والشفافية والحرية وتعليم وإعلام راق وأمل في مستقبل مشرق يحقق أحلام الجميع.