حملات شبابية لتجميل المحافظات من رصيف إلي رصيف, ومن ميدان إلي آخر, خرج شباب الجامعات والمدارس في عواصم المحافظات بتلقائية لازالة آثار التخريب الذي استمر علي مدي الأسبوعين الماضيين. الشباب الذي خرج ثائرا لإعادة الروح للدولة المصرية عاد إلي الشوارع والمدن لتجميلها وإعادة بناء ما دمره البلطجية وقطاع الطرق. شعاراتهم تشير إلي لون مستقبلهم بعد تحقيق الاحلام والطموحات إعادة البناء بورسعيد والحلم الأخضر في قنا, والأجمل أنهم استخدموا الفيس بوك ورسائل الموبايل لإنشاء مجموعات النظافة والتجميل, كما سبق لهم استخدامها للإعداد لثورة التحرير. الإسماعيلية سيد إبراهيم: تتواصل أعمال اللجان الشعبية والجمعيات الأهلية لرفع وازالة آثار أعمال التخريب التي طالت العديد من المنشآت والتي نتج عنها خسائر تصل الي100 مليون جنيه, وفقا للتقديرات الأولية التي أعلن عنها محافظ الإسماعيلية. كما يشارك1000 طالب وطالبة من جامعة قناةالسويس ومدارس الإسماعيلية في أعمال نظافة الشوارع والاحياء, كما يشارك مجموعة من شباب25 يناير في أعمال رفع المخلفات, واعادة المنشآت الشرطية الي حالتها الطبيعية, وصيانة وتأهيل المباني ورفع كفاءتها, وكان عدد من المواطنين قد قاموا بدهان الأرصفة والمطبات الموجودة امام منازلهم مشاركة منهم في التخفيف من آثار الدمار الذي لحق بالعديد من المؤسسات العامة. المنصورة عطية عبدالحميد: بدأ أمس أكثر من فريق طلاب جامعة المنصورة وأهالي المدينة في تنفيذ حملة نظافة لاعادة المنصورة عروسا للدلتا وذلك تحت شعار في حب مصر بالتنسيق مع ادارة النظافة بمحافظة الدقهلية التي وفرت معدات النظافة والدهانات حيث نزلوا إلي ميدان المحطة ومدخل السكة الجديدة وقاموا بتنظيفهما. كان عمرو طارق الطالب بكلية طب المنصورة قد بدأ الدعوة إلي نظافة المدينة بعد الاحداث الاخيرة علي الفيس بوك وانضم اليه في البداية12 طالبا, ثم تزايد العدد حتي وصل خلال يومين إلي250 طالبا وطالبة. وقالت نيرما اشرف الحسيني الطالبة بكلية طب أسنان المنصورة إنها تشارك مع زملائها في هذه الحملة من منطلق شعورها بضرورة اعادة الجمال الي المنصورة بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها البلاد, مستلهمة روح ثورة شباب25 يناير, وأضافت أنهم يقومون أولا بتنظيف الشوارع وغسلها وازالة الملصقات ودهان أعمدة الانارة والاشجار والحوائط الملوثة. وأشار مصطفي البابلي ومحمد الكومي الطالبان بطب المنصورة إلي استمرار الشباب في هذه الحملة طوال الأيام القادمة حتي يتحقق الهدف منها وهو تنظيف الميادين والشوارع الرئيسية والفرعية. وقال أحمد يوسف مدير إدارة النظافة إن المحافظ سميرسلام أمر بتوفير جميع المعدات والدهانات اللازمة للمشاركة مع الطلاب في إزالة القمامة وتنفيذ حملة التنظيف. بورسعيد خضر خضير: في تطور ايجابي وثمرة رائعة من ثمار ثورة الشباب بدأت في بورسعيد أمس أكبر حملة في تاريخها يقودها الشباب وانضم اليهم الرجال والنساء لتنظيف شوارع وميادين المدينة والجميل ان الحملة لم تقتصر علي منطقة واحدة بل شملت جميع الاحياء الشعبية والراقية مع الحملة التي انطلقت علي الفيس بوك تحت شعار يلا نبني بلدنا وقد دفعت المحافظة بسيارات النظافة لتشارك في حملة الشباب ووزعت مجموعة من الشابات منشورات علي المارة وراكبي السيارات تتضمن سلوكيات لبناء مصر الجديدة بعدم إلقاء القمامة في الشوارع أو كسر اشارات المرور أو دفع رشاوي أو اللجوء للتزوير وعدم الخوف من أي جهة كانت ومجموعة أخري من السلوكيات الايجابية التي يمكن ان تبني مجتمعا جديدا يعود لمصر إلي الريادة التي تستحقها وبدأت التفاعلات تتزايد من أبناء المدينة للمشاركة في هذه الحملة التطوعية. حلوان إبراهيم عمران: حملة نظافة واسعة قادها أهالي حلوان الذين تجمعوا عبر رسائل الموبايلات العفوية للمشاركة في عمل تطوعي لتنظيف شوارع حي المعادي. وتقول دكتورة منة نشأت مصرية أمريكية إنها رفضت دعوة السفارة الأمريكية بترك مصر والعودة إلي أمريكا بحجة الاحداث التي يمر بها البلد, وقالت بانها مصرية ولدت بمصر وتموت بمصر وان المنظر الذي رأته من هؤلاء الشباب في نظافة الشوارع شجعها علي الاشتراك معهم في حملة النظافة ورفع القمامة, حيث قسم الأهالي أنفسهم إلي مجموعات تولت كل مجموعة تنظيف عدد من الشوارع. وقالت ان هذا العمل تطوعي يعبر عن حبنا لبلدنا وشجع الكثير من الشباب والأطفال علي الاشتراك في هذه الحملة وذلك باعتبارة واجبا وطنيا. وتضيف أمينة ربيع مصرية كندية ان هذه الدعوة جاءت عفوية للتنظيف من شخص إلي آخر خلال الرسائل القصيرة علي الموبايل وقالت ان هذه الحملة لإعادة السياحة إلي مصر, وإعادة الوجه الحقيقي لشعب مصر المتحضر الذي يسهم في بناء الحضارات في العالم وهي تمسك في يدها مكنسة, حيث شاركت في أعمال النظافة مجموعة كبيرة من المتطوعين من مختلف الاحياء والطبقات الاجتماعية. وتشير الدكتورة كوثر محسن ألي أنها تقطن في احد الاحياء الراقية وهي تريد تغير الفكرة باننا لانختلف احد وهي تمسك المكنسة في يدها وتقول باننا لابد ان نفخر باننا مصريون وباننا قادرون علي تغيير الواقع إلي أفضل وكذلك نسهم في البناء. ولذلك ادعو العالم لمشاهدة الوجه الآخر للشعب المصري الوجه المتحضر الذي يظهر في وقت الازمة وقفنا جنبا إلي جنب في الازمة وذلك بالتغير في سلوكنا وعدم السلبية, وعلينا ان نعمل لهذا الوطن العظيم ونثبت للعالم اننا أمة كبيرة متحضرة يعمل لها مليون حساب. الشرقية من نرمين الشوادفي: تحت عنوان معا ننظف محافظتنا ونكافح الفساد بدأ عدد كبير من الشباب من أبناء المدارس والجامعات بمحافظة الشرقية حملة تطوعية قاموا خلالها بتنظيف عدد كبير من الشوارع وجمع القمامة التي تصدرت بعض الشوارع والميادين في محاولة للمشاركة الإيجابية والإسهام بفاعلية في الثورة والنهوض بمجتمعاتهم. كما قام عدد من الشباب بزيارة بعض المصالح الحكومية والعمل علي توعية المواطنين بضرورة التزام النظام والهدوء لتمكين الموظفين والعاملين من القيام بمهامهم علي الوجه الأكمل بعد انتظام العمل, كما تم توزيع مجموعة من المطبوعات تحض علي الإخلاص في العمل. ومن جهته, أكد الدكتور محمد حسني محافظ الشرقية انتظام العمل بجميع المصالح الحكومية والوحدات المحلية. وقال: إن حركة النقل انتظمت وكذا المواصلات, كما استأنفت البنوك والبريد تقديم خدماتها وقام المواطنون بصرف رواتبهم ومعاشاتهم, كما أكد توافر السلع والاحتياجات الغذائية لفترة تصل إلي ستة أشهر مقبلة. وكان عدد كبير من المواطنين قد توجه لديوان عام المحافظة للتقدم بطلبات للتشغيل, وكذا الحصول علي وحدات سكنية. سوهاج من محمد مطاوع: يشهد الشارع السوهاجي هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا في درجة النظافة في الشوارع والميادين في إطار الروح الجديدة التي دبت في نفوس المصريين بعد نجاح ثورة شباب25 يناير في إسقاط النظام. فبالرغم من مطالبة عمال النظافة والسائقين بالاحياء والمدن بزيادة الاجور وتثبيت العمالة المؤقتة فإنهم يقومون حاليا برفع المخلفات والقمامة والاتربة من الشوارع والميادين أولا بأول بكل همة ونشاط وشعور المواطنين بذلك وقد بدأ العديد من المواطنين في ظل الروح الجديدة يهتمون بنظافة الشوارع التي يقيمون بها والحرص علي إلقاء القمامة في الاماكن المخصصة لها, والقيام بأعمال النظافة أمام مساكنهم حتي تظهر مدنهم بشكل حضاري. قنا من أسامة الهواري: طواعية وبلا استحياء ويدا بيد نظم العشرات من شباب محافظة قنا صفوفهم لاطلاق مبادرة الحلم الأخضر والغد المشرق من رصيف الي رصيف ومن مدينة الي مدينة امتدت الايادي بالمكانس وادوات الدهانات لاصلاح الشوارع وتنظيفها جنبا الي جنب وبلا مقابل باستثناء حب الوطن, ومن داخل الجامعة انطلق المئات من الشباب من اسوار الجامعة الي خارجها شبابا وشابات كلا يعرف طريقه من اجل مستقبل افضل. من رصيف الي رصيف ومن بلدورة الي اخري تشابكت الايادي من شارع الي شارع ومن مركز الي مركز لتبدأ من مدينة قنا وصولا إلي مركز أبوتشت شمالا آخر حدود محافظة قنا مع سوهاج. الشباب القائمون علي مبادرة الحلم الأخضر اكدوا ان الثورة تعني البناء وهو ما عكفوا علي تحقيقه.