قالت هالة عبدالحافظ إنها قررت النزول اليوم لأول مرة للميدان لأنها تدرك أهمية المرحلة القادمة, فالاحتفال انتهي وقررت المساعدة في حملة تنظيف الميدان بعدما وصلتها رسالة علي الفيس بوك تدعوها للمشاركة. ويقول حسام حنفي إنه اتجه مع زوجته وطفليه للميدان حتي يحتفل لأنه يوم عيد لكل المصريين خاصة بعدما تقرر تعيينه بعد سنوات من العمل المؤقت ليعتبر نفسه أحد المستفيدين من ثورة الإصلاح كما وصفها. ويلتقط كريم أيمن منه أطراف الحديث, مؤكدا أن المصريين يشهدون أياما تاريخية ما كان أحد ينتظر أو يتوقع حدوثها أبدا بعد أن استطاع الشعب تغيير النظام. ويؤكد في الوقت نفسه ضرورة استمرار هذه الروح التي سيطرت علي الشعب كله. ويضيف أنه شاهد أهم حدث في حياته وهو وضع النصب التذكاري لشهداء الثورة وسط الميدان حتي لا تضيع دماؤهم هدرا. وتقول نوال محمد إنها لم تكن من المنتظرين تنحي مبارك وكل ما كانت تتمناه استمرار الإصلاحات وكشف الفساد الذي استمر سنوات طويلة, وطال كل مصري وعاني منه. ويقول كريم رفعت الصفتي, من ميدان التحرير, إنه يوم عيد لكل المصريين في جميع المحافظات. وفي زيارة لميدان الشهداء, وسط دوي الهتافات والزغاريد وفرحة المواطنين التي لم تتكرر من قبل, أكد أحمد بدوي أن هناك شباب وعائلات من جميع أطياف مصر جاءوا ليشاركوهم في عملية تنظيف وتجميل ميدان الشهداء ووضع النصب التذكاري للشهداء. ووسط ذلك أشار هيثم أحد عناصر حركة شباب25 يناير مدرس ألماني إلي أنهم لن يخلوا الميدان وسيظلون في حالة استنفار دائم حتي تتحقق مطالبهم التي طالما باتوا يحلمون ويتطلعون إلي تحقيقها للاطمئنان علي انجاز أهداف ثورتهم. وتقول إنجي عبدالهادي التي خرجت إلي ميدان طلعت حرب إن الفتيات والرجال خرجوا من داخل شرفات المنازل يهتفون( النصر لمصر) في الميدان وسط أنغام وموسيقي الراحل عبدالحليم حافظ. وبدأ الأطفال والشباب بطلاء الأرصفة وتجميلها حيث شاركتهم الطفلة منة عطا الله البالغة من العمر ثلاث سنوات هي وعائلتها لتجميل الميدان. وبينما نحن مستغرقون في جولتنا ذكرت( هالة عبدالله),( محمد عانم) أنهما يشعران بالحرية وسمعا تعليقات الزائرين مثل: أصبحنا أحرارا ومصر باتت حرة ديمقراطية, ويقول الفنان الشاب كريم مغاوري: اعتبر هذا اليوم الذي حصدنا فيه حريتنا بثمن دماء الشهداء الأبرياء في هذا الميدان وكل جموع الشعب الذي أتي خصيصا إلي هذا الميدان لاستخدام طاقاته المتفجرة في تنظيف هذا الميدان الذي أصبح أشبه بخلية نحل يعمل فيها كل فرد. وقال إنه أشترك مع الشباب الموجود لإزالة القمامة المتراكمة في الميدان, وأوضح أنه شاهد جموعا أخري من الشباب يقومون بطلاء الأرصفة حتي تعود لشكلها الجميل. ويضيف الفنان الشاب أحمد ابراهيم: الذي أصبح يلقبه البعض بالهتاف الذي كان يقوم بالهتاف خلال أيام الاعتصامات بالتحرير وبث روح التماسك بكل الموجودين بالميدان يقول: أجمل ما شاهدته خلال هذا اليوم هو تضامن جميع طوائف الشعب باختلاف أعمارهم, وقيام أطفال صغار يمسكون بالفرش لطلاء الأرصفة, فهذا أكبر دليل علي غرس آبائهم معني الانتماء والوطنية داخل نفوسهم, وأعرب عن أمله في تكون مصر الجديدة التي تنعم بالخير والأمن والاستقرار من خلال هذا الحدث التاريخي وتعاون كل جموع الشعب يدا واحدة.