كتب: دعاء خليفة هل سمعتم أن هناك إضرابا في هيئة النقل العام, نعم وكمان موظفو السكة الحديد معتصمون, وفي أسيوط أغلق عمال شركة أسمنت أسيوط طريق أسيوط/ الوادي الجديد, وموظفو السجل المدني مضربون وينادون بالتحقيق في الفساد, وآخرون في بنك التسليف الزراعي, يطالبون بعدالة الأجور حتي رجال الشرطة يعتصمون. عشرات من الاضرابات والاحتجاجات أضرمت نيرانها في أنحاء المحروسة تصل خسائرها اليومية إلي8.3 مليون دولار بحسب وزير المالية سمير رضوان. رؤساء أقسام وعمال بوفيه في كثير من الشركات والمكاتب قرروا التوقف عن العمل للمطالبة بحقوقهم. ولسان حال الجميع يقول هذه فرصتنا وكأنها فرصة لن تتكرر للتعبير عن حقوق ومطالب طالما نادوا بها. وكل من له مظلمة أو يطالب بحقه في العمل في أجر عادل أو في سكن آدمي, يخشي أن تمر المرحلة دون أن يجني ثمار ثورة, يتصور الكثيرون أن تحقيق مطالبها الاجتماعية, أيضا يجب أن تحدث الآن.. والآن فورا. مظاهره متوقعة, كما يقول د. أحمد يحيي عبدالحميد, أستاذ الاجتماع السياسي, نظرا للتاريخ المؤسف الذي عاشه الشعب المصري من إحباط وحرمان, وعدم عدالة اجتماعية, أدي بالكثيرين إلي البحث عن أي مكتسبات شخصية, وآنية للثورة, موضحا أن غياب الأهداف القومية لفترات طويلة لدي أفراد المجتمع, حولت الجميع للبحث عن مصالح وأهداف شخصية. فهذه المرحلة ما بعد الثورة يعتبرونها فرصة للتعبير عن الرأي والحصول علي فوائد سريعة. ويقترح تشكيل لجنة فورية لرصد هذه التظاهرات الفئوية وبحث مسبباتها وكيفية معالجتها, ومن ناحية أخري, تغير القيادات التي أساءت إلي هذه الجماهير علي المستوي التنفيذي وغيرها. كما أنه آن الأوان أن تقوم مراكز البحوث العلمية بإعداد دراسات حقيقية عن مشكلات المجتمع المصري, بأسلوب علمي وتقديمها لصناع القرار لكي يتخذوا الإجراءات المناسبة. بينما تقترح الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي أن يقوم المجلس العسكري ورئيس الحكومة بالتأكيد علي أن الفساد, والخلل في الدخول سوف يتم علاجه بأسرع ما يمكن. يجب أن يطمئنوا الناس خاصة أن الكثيرين عانوا لسنوات طويلة من ظلم الدخول الصغيرة في مقابل ملايين يتقاضاها الرؤساء. وهي أحد أهم أوجه الخلل ونقص الكرامة نتيجة لفقدان العدالة الاجتماعية. وتضيف أن الخلل الجسيم في الناحية الاجتماعية انعكاس للخلل السياسي والدستوري, لذلك فإصلاحه جزء مهم, واستمراره مرفوض شعبيا. وعود حقيقية بالإصلاح وتحقيق عدالة الأجور وتعقب الفساد حتمية, ولكن أيضا حملات توعية يجب أن تقوم بها المؤسسات الأهلية, بالإضافة للإعلام ليكون الهدف هو بناء مصر, كما يؤكد د. يحيي عبدالحميد. دعوة للوعي, حتي لا نفقد ما قمنا به, فمصر أهم من أي مطالب شخصية, فلقد آن الأوان, لكي نقول نحن ولا نقول أنا, يقول دكتور يحيي مضيفا أنه يجب علينا أن نساعد القيادة الحالية علي تنفيذ ما وعدت به من إصلاحات حتي يتم تحرير مصر سياسيا, واقتصاديا, وأيضا اجتماعيا, وثقافيا, ولا يمكن تحقيق ذلك في ظل إضرابات دائمة عن العمل, وإضرار بالصالح العام. فلكي لا نجهض أقوي وأشرف ثورة في تاريخ مصر الحديث, يجب أن نعلي المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية حتي نجني جميعا ثمار تحول ديمقراطي واقتصادي حقيقي, من المؤكد أن آثاره سوف تمتد لمناحي الحياة, الذي تحمل الظلم لعقود طويلة, فلنتحمل بضعة أشهر أخري في سبيل التحرر والعدالة والتغيير.