كتبت:عزيزة فؤاد يظهر معدن المصريين دائما في وقت الشدة.. والكل يد واحدة وقلب ونفس وشريان واحد.. انها مصر الحقيقية بجيناتها واولادها ونسائها وشيوخها.. جميعهم صمموا وانتبهوا لمخطط الانزلاق الي الهاوية. انهم اولاد مصر ابناء الارض الغالية والتراب.. كلهم جميعا شكلوا من اجسادهم دروعا بشرية من اجل ان يحموا كل شيء.. حولهم الجميع.. الكل في واحد.. اقسموا علي ان يصونوا شرفهم وعرضهم وأرضهم لحظة غياب الأمن والداخلية. من مصر الجديدة التي اسكن فيها لأول مرة اري ذلك التلاحم الانساني الرائع الذي لم اره قط من قبل للهدوء القاتل الموجود والذي تتميز به هذه المنطقة والتي فجأة صارت خلية نحل رأيت شبابا مثل الورد واطفالا في عمر الزهور ورجالا اكفاء رغم اختلاف مناصبهم ومراكزهم الاجتماعية فقد رأيتهم جميعا يجلسون بالشارع وتقاطعاته يضعون سياراتهم الفخمة كسدود لهذه التقاطعات والمنحنيات كي لا يمر احد. كنا جميعا نعيش في حالة رعب لاننا طوال الليل كنا نسمع صوت ضرب النيران حولنا بصورة مفزعة.. كل الرجال نزلوا الي الشارع بالعصي والجنازير.. رأيت اخي الصغير فؤاد ممسكا بيديه جنزيرا وعصا وكذا اخي الكبير ناصر رغم مرضه ينزل لينضم الي كتيبة الرجال والشباب.. لم يغمض لهم جفن حتي بزوغ الصباح جميع الرجال الموجودين تعرضوا بالامس لضرب النار لكن الله سلم ولم يصب احد منهم بل العكس لقد سلموا سيارة وبها بعض المنشقين عن القانون لقوات الجيش المصري ومازالت اللجان الشعبية مستمرة للدفاع عن الناس. وفي مدينة القاهرةالجديدة التي يسكن بها أخي الأكبر وابن عمتي كما يصفان لي الوضع نزلا إلي الشوارع برفقة أصحاب الفيلل والاسكان العائلي واسكان الشباب ولم يغمض لهم جفن وكونوا دروعا بشرية في أنفسهم ومن سياراتهم لسد الشوارع المؤدية إلي منازلهم يعرفون بعضهم جيدا وكأنهم اتفقوا بالمشاعر والروح الوطنية.. الكل كان في واحد.. كل شخص كان يقوم بدوره بالحراسة الليلية والنساء والجيران كانوا يساعدها أيضا بإنزال الشاي والطعام إليهم, ليس هذا فحسب إنما أعدت النساء والشباب زجاجات بالبنزين وأيضا المياه الساخنة ومعها الزيت للدفاع عن أنفسهم واستطاعوا أيضا القبض علي سيارتين وتسليمهما لدورية جيش قريبة. وتصف رحاب طه من سكان القاهرةالجديدة المشهد المثير لحرق وهدم قسم القاهرةالجديدة ثالث واستبسال رئيس المباحث ويدعي شريف زهران والعسكري المناوب معه اللذين كانا يدافعان عن عملهما باستبسال ويواجهان المنشقين والخارجين عن القانون الذي اصروا علي خروجهما مؤكدين انها تعليمات لخرق القسم كما ابلغه المجرمون رسالة ان يتركا القسم وإلا سيحرقان الا انهما لم يرضخا لهم بل اظهرا شجاعة وحاول الاستنجاد بنقطة حلوان, واستمر لاخر وقت في الدفاع كما علمت من الاهالي الذين التفوا لحمايتهما. ويقول نبيل الدمراني وهو من سكان مساكن السعودية بمنطقة حدائق القبة اني اسكن ببرج به60 شقة كلنا شباب ورجال تناوبنا العمل كل فرد كان يناوب لمدة3 ساعات حراسة وكانت المساجد المحيطة بنا ايضا تنبهنا بالميكروفونات عند وجود خطر أو الاحتياج الينا في شيء وكذلك كانت بيننا اشارة كانت تربطنا بالجيش كاشارة انذار للاستعداد لأي خطر او تهديد قادم علي المنطقة.. استطعنا ان نقبض علي منشقين سارقين سيارتي مرسيدس وكان بحوزتهم اسلحة بيضاء وزجاجات بنزين وبنادق وتم ايضا تسليمهم للجيش المرابط معنا بالمنطقة. واتمني ان يبدأ وزير الداخلية الجديد مهامه لتكون الشرطة مع الجيش لحماية امن مصر الداخلي. ويقول سيد برماوي من سكان الاميرية وهي من المناطق الشعبية بمصر ويتمركز بها شباب وأولاد البلد الجدعان كل اهل الحارة يقفون لحماية نسائهم واولادهم المرعوبين من طلقات النيران والسنج والمطاوي التي يحملها الخارجون عن القانون, فهذا المشهد متكرر في كل انحاء مصر وكأن الجميع اتفق علي ان يقوم بنفس العمل. واليوم وكل الايام القادمة سنقف وبشدة في وجه كل الذين يحاولون تدميرنا ويقول عادل خليفة من سكان القاهرةالجديدة: نحن لا ننام ولن ننام في هذه اللحظة التي يحتاج الينا فيها الوطن.. نحن مصريون نعشق ارضنا ونفديها بأرواحنا ولابد ان نبرهن للعالم اننا لن نحتل ولن نكون ابدا مثل بعض الدول العربية التي نهبت واصبحت دمارا.. مصر غالية جدا مصر التي اوصي الله بها بالقرآن الكريم4 مرات. ورأيت طفلا هو احمد مجدي عمره13 سنة بالصف الثاني الاعدادي قال لي: صحيح كما يقولون اننا شباب الفيس بوك لكننا تربينا علي ان الوطن غال ولن نسمح بأن يعتدي علينا احد. وبحماس انطلق محمود الهواري موظف والذي كان جالسا بين اهل الحي بوسط الشارع الذي اعتبره بيته الذي لن يسمح لأحد بالاقتراب منه مهما كان وقال لي كيف نترك بلندا للبلطجية والمجرمين ارواحنا فداء لهذا الوطن اذا كان علي حساب أمن اهل بيتي وأولادي وأولاد الوطن. قال أيضا اننا مثل السمك إذا خرج من المياه مات وحبنا لبلدنا مثل خروج السمك من الماء نموت من اجله لانه غال وتراب مصر غال جدا. اما علي محمود فقال لي بالعصي والشوم والطوب سنقاتل المجرمين والمنحرفين ولن يهمنا ما يحملونه من اسلحة نموت نموت فداء للوطن. اما محمد فوزي موظف فيري ان هناك تجاوزات كبيرة حدثت ومصر لا تستحق ما تعرضت له من دمار أو قتل او حرق فان ما حدث هو شيء مخطط له ومنظم ايضا ومن يحرك هؤلاء القتلي لا دين له ولا اخلاق وفي النهاية فإننا ندفع ثمن ما ارتكبه هؤلاء المجرمون وان البسطاء هم الذين سيدفعون هذه الفاتورة الكبيرة جدا. اما مني دمراني موظفة فقالت لي انها تسكن بالقاهرةالجديدة وكانت خائفة جدا لان البلطجية وكذلك سكان الزلزال جاءوا واحتلوا الشقق المغلقة بعد ان سرقوا كل ما فيها وكانوا يرهبون الناس هناك ويستخدمون السلاح. اما منال محمود فقالت: انا أصلي من جل ان تخرج مصر من كبوتها وظلم كبير ما تعرضت له مصر فهي لا تستحق منا ذلك فلصالح من هذا الخراب؟!.