قال الشارع المصري الذي يقود المظاهرات الداعية للتغيير كلمته واضحة, فيما لم تتفق المعارضة السياسية علي كلمة سواء تجاه التحديات المصاحبة لهذا التغيير. فقد أعلن ائتلاف أحزاب المعارضة أنه لم يفوض أحدا للتحدث باسمه أو قيادة جماهير المتظاهرين من الشباب, مؤكدا استعداد قواه لقيادة حوار شامل داخل المعارضة من أجل التقدم بأجندة واحدة للمقترحات الخاصة بالإصلاح السياسي بجوانبه المختلفة, بما فيها تشكيل الحكومة الجديدة. بينما دعت أحزاب الوفد والتجمع والناصري والغد جبهة أيمن نور, جميع قوي المعارضة السياسية الي اجتماع صباح اليوم لإعلان موقف موحد للمعارضة من الأحداث التي تمر بها مصر. وفي تصريحات خاصة لالأهرام, أكد سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري, أن الحزب ينحاز لانتفاضة الشباب والتي سماها الانتفاضة البيضاء, مؤكدا أن مطالبها مشروعة. وأقر سامح عاشور بعجز المعارضة عن اقناع الحكومة بقبول التفاوض وفتح مساحة أكبر للاصلاح بسبب اصرار الحكومة السابقة علي دفن رأسها في الرمال. وأكد سامح عاشور أن أهم ملامح الاصلاح التي تطالب بها المعارضة, إعادة انتخاب مجلسي الشعب والشوري والدعوة لتشكيل جمعية منتخبة ترسم ملامح الاصلاح السياسي والطريق اليه. وأعلن النائب الأول للحزب الناصري أن أحزاب المعارضة في حالة انعقاد دائم, وأننا علي يقين أن هناك يد خارجية تود العبث في الشأن المصري. وأصر علي أن كل سعي للاصلاح من جانب الحكومة الجديدة مرفوض لكونها جزءا من الحكومة القديمة, فقد استطاعت الحكومة المقالة أن تجعل المواطنين في حالة رعب وتحالفت مع المجرمين لترويع الشعب المصري. وأشار سامح عاشور الي مطالبة المعارضة بتشكيل حكومة انقاذ وطني من شخصيات محايدة وتكنوقراط تقوم بتسيير الأعمال مع العمل علي وضع آلية جديدة لمستقبل مصر ومحاكمة رموز الفساد. وضمن هذا السياق, أكد بيان حزب التجمع أن الدكتور البرادعي كان قد صرح وعلي غير الحقيقة, لعديد من الفضائيات, بأن الأحزاب الجماهيرية فوضته بالتحدث باسم المعارضة, وأن التجمع لم يفوضه بالتحدث باسمه, وقال سيد عبدالعال أمين عام الحزب لم نفوض أحدا عنا, والحقيقة أن الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية قد حضر اجتماع الأحزاب والقوي والشخصيات السياسية, الذي عقد ظهر أمس الأول طالبا تفويض البرادعي ورفض الحاضرون بالاجماع, ويهم التجمع أن يعلن للفضائيات والصحف أن تتأني قبل ترويج مثل هذه الأقاويل التي تسهم في تردي الأوضاع وارباكها. حيث ان كلام الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع محدد وقاطع بشأن مشاركة حزبه في حوار وطني مع الحكومة الجديدة, قائلا اذا كانت هناك دعوة جادة للحوار وفق أسس وقواعد حاكمة لن نتردد في المشاركة. لكن علي هذه الدعوة أن تكون دعوة وطنية خالصة وصادقة تعكس صدق النيات وتحول دون تشويه العمل الوطني الذي يرفع شأن المجتمع والدولة ويكون تحت سمع وبصر الناس. وقد خالف أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري موقف عاشور من خلال المشاركة في حوار وطني مع الحكومة الجديدة وعلي حد قوله نحن في حاجة جادة لاعادة بناء واقع الوطن ومستقبله ومادام جاء هذا الحوار وفق أجندة وطنية جادة تضع رؤي وأفكار تحقق الاصلاحات السياسية فلا مانع من المشاركة فيه. نحن نمر بمنعطف خطير علينا تجاوزه وتجاوزه لن يتحقق دون تكاتف القوي السياسية الفاعلة التي تضع في اعتباراتها المصلحة الوطنية. ويقطع أحمد حسن الشك باليقين في مسألة ما دعا إليه الدكتور البرادعي قائلا لم نفوضه ولن نفوضه في حديث سياسي. لكنه منح لنفسه شرعية لم يعطها إليه أحد.. الحزب الناصري موقفه واضح ومحدد من الدكتور البرادعي لكنه جاء يحمل اجندة خارجية هدامة ليغلق بها منافذ المستقبل أمام الاجيال والمجتمع والانقضاض علي الحياة السياسية التي لم يشارك فيها يوما ما. ومن جهته يقف الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية بعيدا عن المشاركة في الحوار السياسي, وقال في كلمة مقتضبة يقيني ان الحوار غير محقق للآمال ولذلك أرفضه ولا أفضل المشاركة فيه. وفي السياق ذاته كشفت أحزاب المعارضة تفاصيل الاتفاق السري الذي أبرمه الدكتور أسامة الغزالي حرب مع الدكتور محمد البرادعي اثر حضوره المفاجيء إلي اجتماع دعت إليه قوي أحزاب المعارضة لتدارس الموقف السياسي في ظل الاوضاع الراهنة ويطالب الجميع بضرورة مبايعة الدكتور البرادعي ليتحدث باسم الاحزاب والقوي السياسية والانسياق وراء أفكاره. ووقف الحضور من الاحزاب علي موقف واحد من رفض مطلبه بعدما كشفوا تفاصيل ما دار في اتفاق قد عقده رئيس حزب الجبهة الديمقراطية مع الدكتور البرادعي فور عودته إلي مصر. إلا ان حزب العدالة الاجتماعية, شذ عن هذا الاتجاه العام, مؤكدا أن القرارات التصحيحية التي أصدرها الرئيس حسني مبارك باقالة وزارة رجال الاعمال برئاسة أحمد نظيف واقالة المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني كان لها فعل السحر لدي المواطنين. وأشاد الحزب, في بيان أمس بقرار تعيين السيد عمر سليمان نائبا للرئيس وتعيين الدكتور أحمد شفيق رئيسا لمجلس الوزراء.. وقال ان القرارين أثلجا صدور المواطنين. بينما أكد أحمد أبو عبدالله أمين عام حزب الجيل, أن الحزب لن يتخلي عن قيادة الرئيس مبارك وطالبه بالاستمرار في السير في الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية, أما فيما يتعلق بالحواربين أحزاب المعارضة, فدعا رئيس الحزب ناجي الشهابي أن هذه الفترة تتطلب حوارا بين الأحزاب بما فيها الحزب الوطني مؤكدا أنه لايمكن تجميع هذه الأحزاب تحت قيادة أو زعامة واحدة لان كل حزب له قائد وبرنامج سياسي, ولكننا جميعا نتفق في انقاذ الوطن مما يدبر له. وأكد أحمد الفضالي رئيس حزب السلام أن ماأعلنه الدكتور البرادعي يعد من المزاعم غير الصحيحة وأن تأييد قوي المعارضة له كاذب جملة وتفصيلا ونفي أن قوي الاحزاب لم تفوضه بالتحدث باسمها لتشكيل مايسمي بحكومة انقاذ وطني. وأشار أن الأغلبية العظمي من الاحزاب تؤيد الشرعية ومؤسسات الدولة مؤمنا بايمانه العميق بحق التظاهر السلمي. وأعلن حزب التكافل أنه حزب مستقل ولاينتمي أشخاص في اشارة إلي الدكتور محمد البرادعي. وأكد زعيم التكافل أسامة شلتوت ان الانتهازيين يسرقون مجهود الشباب المتظاهر فالتظاهر السلمي حق مشروع. وأكد أنه لايمانع في أن تشكل المعارضة مجتمعة ائتلافا ويتم تشكيل الحكومة من خلالها. كما أكد وحيد الأقصري رئيس حزب مصرالعربي الاشتراكي أن البرادعي يحاول ركوب الموجة وأن موقف الحزب من البداية هو الرفض الكامل لشخصه.وأوضح أن الحزب يساند الشعب تماما ولايمكن ان يتخلي الحزب عن ارادة الشعب.