أذا كانت هوجة تحويل الأفلام الي مسلسلات باتت أمرا متعارفا عليه ولم يعد بها أي جديد, فإن الجديد الآن أصبح في تحويل الفيلم الي فيلم آخر, واذا كان تحويل فيلم أشاعة حب الي إشاعة واحدة لا تكفي هو أول الأفلام المتحولة فأعتقد أنه لن يكون هو الأخير, ولأن هذا الفيلم يعد واحدا من نوعية الأفلام العزيزة علي قلوبنا, لذلك سيصعب علينا أيضا أن نتقبله بوضعه الجديد وعلي غير هيئته الأصلية القديمة, ولو افترضنا أن كاتب القصة أو مقلدها يوسف معاطي قد نجح في تحويلها مرة أخري فهل ينجح باقي أبطال الفيلم الجدد في تقمص نفس أدوار الأبطال الأصليين, عموما فكل أدوار هذا الفيلم يصعب تكرارها ولكن نفترض أننا قد نتقبل أحمد عز في دور حسين عمر الشريف وكذلك دنيا سمير غانم التي قد نقبل بها في دور سميحة سعاد حسني لأن هذين الدورين سواء سعاد أو عمر لم يتركا بصمة كما في أفلام أخري لهما, أما فيما عدا ذلك فهناك ثلاثة نماذج في الفيلم يصعب ويندر بل ويستحيل حتي تكرارها وأولها طبعا دور الأب يوسف وهبي فهذا الدور ومع كل احترامي لنجمنا الكبير عمر الشريف لا يمكن أن يقدمه مثلما قدمه من قبل يوسف وهبي لأنه كان هو الفيلم والفيلم كان هو, فهو البطل الحقيقي والسبب الرئيسي والمباشر لنجاح هذا الفيلم ويأتي بعده الممثل العبقري عبدالمنعم إبراهيم فمن من الموجودين يستطيع أن يقدم نفس دور عبدالمنعم في الفيلم وأخيرا وليس آخرا فمن من الموجودات يمكن أن تقدم دور هند رستم التي كان دورها في هذا الفيلم ورغم صغر حجمه إلا أنه تفوق علي دور البطولة لسعاد حسني نفسها, بل ويظل هذا الدور من علامات هند رستم في السينما وحتي الممثلة التي قامت بدور بنت صلطح بابا في الفيلم كانت علامة هي الأخري ويصعب تكرارها. لكل ذلك أري من الآن فشل تجربة تحويل هذا الفيلم وليت عمر الشريف يدرك أن إقدامه علي هذا الفيلم لن يضيف له بقدر ما سيسحب منه, وفي النهاية نتساءل لماذا إعادة الأفلام القديمة وهل نضبت كل الأفكار أو القصص, ولم يعد أمامنا إلا الماضي لنعيش علي أطلاله, وكانوا قديما يقولون من ليس له ماضي فلا حاضر له, فماذا سيقولون عنا الآن ونحن لا نملك إلا الماضي فقط من غير حاضر ولا مستقبل!. وبمناسبة الحديث عن إعادة الأفلام والأدوار التي تركت بصمة فقد كتب الاستاذ والناقد الكبير كمال رمزي في عموده بجريدة الشروق اعتراضا علي رأي أبديته في المسألة وهو أن الأدوار التي تركت علامة لا يمكن تكرارها وكان يقصد رفضي لاداء هيفاء وهبي لدور حميدة شادية في فيلم زقاق المدق, وقال إن دور حميدة ليس بصمة يصعب تكرارها وعلل ذلك باداء سلمي حايك التي قامت بنفس الدور ونفس الفيلم ولكن بنسخته المكسيكية, ومع احترامي لاستاذنا وناقدنا الكبير الذي أحترمه وأقدره, أذا كان هذا رأيه فلا نملك إلا أن نحترمه, ولأن حرية الرأي مكفولة للجميع فأنا أيضا متمسكة برأيي وعموما فالخلاف في النقد يا أستاذ كمال لن يفسد لودي واحترامي لك أي قضية!. ويبدو أن الاشاعة لن تكون وحدها هي التي لن تكتفي بواحدة, فقد قالها الراحل أحمد زكي من قبل وأعلنها صراحة بأن امرأة واحدة لا تكفي فأحب بطلات فيلمه الثلاث يسرا وفيفي عبده وسماح أنور وساعتها قامت الدنيا عليه ولم تقعد إلا بعد أن أقعدت كل الأدوار النسائية علي دكة احتياطي أفلام السينما, وهاهو الزمن قد يعيد نفسه مرة أخري علي يد نجومنا الشباب الذين يبدو أنهم حنوا الي مبدأ التعددية مرة أخري, فلم يعودوا يكتفون ببطلة أو حبيبة واحدة في أفلامهم بل ساروا علي نهج أحمد زكي ولم يكتفوا ألا بثلاثة مثله وربما أكثر منه, وكانت البداية مع حلمي في فيلمه الأخير بلبل حيران فبعد أن كاد يستغني عن العنصر النسائي تماما في أفلامه عاد في هذا الفيلم بثلاث بطلات أو حبيبات زينه وشيري عادل وأيمي سمير غانم, وكذلك الحال في فيلم أحمد عز الجديد563 يوم سعادة حيث يعيد في هذا الفيلم تقديم دور الشاب صاحب العلاقات النسائية المتعددة وإن كان عز في هذا الفيلم سيكتفي في النهاية بحبيبة واحدة فإن هاني سلامة لن يكتفي في فيلمه القادم بواحدة في علاقاته بل سيفعل ما فعله حلمي ومن قبله زكي, حيث لن يكتفي بامرأة واحدة بل ثلاث أيضا, وعلي أي حال رغم رفضنا لفكرة التعددية في العلاقات إلا أننا نرحب بها في السينما لأنها ستعيد الأدوار النسائية الي شاشة أفلام الرجال مرة أخري وربما تعيد معها الأفلام الرومانسية التي خرجت من سينماتنا منذ زمن بعيد ولم تعد فأهلا بعودة المرأة عموما الي أفلامنا مرة أخري حتي لو كان دورها مجرد كسر وليس واحد صحيح, وعلي أي حال فوجود امرأة واحدة في الفيلم هو الذي لا يكفي!.