رغم الأحزان التي عاشتها جماهير الكرة المصرية بسبب هزيمة منتخبنا أمام نظيره القطري إلا أن فرحة فوز الأفلام المصرية في المهرجانات قد يكون فيها بعض العزاء أو التخفيف ولو قليلا من هذه الأحزان, فقد فاز أبطال فيلم678 تحرش في مهرجان دبي, فحصلت بشري علي جائزة أحسن ممثلة عن دورها في الفيلم, وكذلك ماجد الكدواني الذي فاز هو الآخر بجائزة أحسن ممثل عن دوره في نفس الفيلم. وعموما فالحياة ماهي الا مجرد هزيمة هنا أو فوز هناك! أثبتت الأيام والتجارب أيضا أن الجماهير أصبح لديها من الوعي والثقافة والتذوق الفني ما يجعلها تقيم الفيلم بجودته وليس بنجمه, الأمثلة عديدة نذكر منها علي سبيل المثال ما حدث مع إيرادات أفلام الصيف الماضي, حيث جاءت الايرادات العالية من نصيب الأفلام الجيدة وليس أفلام النجم الأوحد مثلما حدث مع السقا وسعد حيث تراجعت إيرادات فيلميهما بسبب فشلهما, نفس الشيء حدث أيضا مع أفلام العيد التي تفوق منها فيلم زهايمر وحقق أعلي الايرادات ليس لأنه فيلم لعادل إمام ولكن لأن الفيلم كان هو الأفضل بالفعل, بينما علي العكس فشل فيلم بلبل حيران لأنه لم يكن علي نفس مستوي أفلام حلمي السابقة الذي لم تشفع له نجوميته, فتراجعت ولأول مرة إيراداته.. وإذا كان صناع السينما يتباهون في السابق بإيرادات أفلامهم حتي وإن كانت هابطة, فإن الحال قد تغير ولم تعد هذه الايرادات تذهب لغير مستحقيها من أفلام, وهاهي أصبحت وعلي رأي الست نظيفة الايرادات مبتكدبش! انتصار آخر لزمن الفن الجميل, يؤكد ضرورة العودة إلي أفلام البطولة الجماعية, هو ما يحدث الآن من مشاركة أكثر من نجم في فيلم واحد, فبعد الإعلان عن بدء تصوير فيلم المصلحة الذي يضم اثنين من نجوم الشباك معا السقا وعز, أصبح هناك مشروع لفيلم آخر يضم أكثر من نجم تحت عنوان مبدئي هو الجريح والمفروض أن البطولة فيه لعز أيضا الذي يبدو أنه استساغ موضوع البطولة الجماعية فوافق علي مشاركة النجم عمرو عبدالجليل في بطولة هذا الفيلم, كما لم يمانع عمرو أيضا رغم أنه يصور الآن ثاني بطولة مطلقة له في فيلم صرخة نملة بعد أن كان فيلم كلمني شكرا هو أول بطولة مطلقة له! وأعتقد أنه طالما فتح باب التجارب علي هذه النوعية من الأفلام, فإن هذا الباب وبدخول نجوم بحجم السقا وعز وعمرو سينفتح أكثر وأكثر علي مصراعيه للمزيد من البطولات الجماعية خاصة بعد أن اتضح نجاحها في الآونة الأخيرة. وعلي أية حال فإنه وبعد الأزمة المالية العالمية وبعد تقلص عدد الأفلام وتقلص معها أيضا عدد النجوم, أصبحت عودة هؤلاء النجوم إلي البطولة الجماعية أمرا إجباريا وليس اختياريا, وإذا كان النظام المعمول به الآن في الأفلام يعتمد علي النجم أو البطل الواحد فقد آن الأوان لتتعدد النجوم. والفيلم واحد! بعد أن استمعنا وعلي مدار اسبوعين واستمتعنا خلالهما بأجمل أغاني العندليب في تلك المحطة الجديدة التي عوضتنا بعض الشيء عن المحطة القديمة المعروفة بإذاعة الأغاني والتي أنشئت خصيصا لكبار مطربينا, لكن يبدو أن المسئولون عن المحطة القديمة والحديثة لا يرحبون باستمتاعنا, لذلك وبعد أن قضوا علي الأغاني القديمة راحوا بقدرة قادر وإمعانا في غيظنا يمنعون بثها لتحل محلها الأغاني الشبابية والميوزك بوكس وكأن الاعجاب بكل ماهو قديم أصبح جريمة يعاقب عليها المسئولين عن الإذاعة والتليفزيون, ويبدو أن أغاني الكبار لن يكون لها وجود لا في الإذاعة ولا في التليفزيون والتي هي غير موجودة في الخدمة فيه من أساسه!