خطر كبير يداهم الأطفال حديثي الولادة وغير مكتملي النمو في محافظة البحيرة سببه النقص الشديد في حضانات الأطفال المبتسرين مما يجعلهم عرضة للاختلالات الصحية . والتي قد تودي بحياتهم للتتحول لحظات الفرحة والسعادة بالمولود الجديد الي رحلة من العناء والشقاء بحثا عن حضانة لانقاذه ثم حزن وألم لفقده عن المشكلة يقول وليد علي عليش: نعاني في مدينة النوبارية من نقص شديد في الخدمات الصحية خاصة فيما يخص حضانات الاطفال المبتسرين, حيث لا يوجد حضانات بالنوبارية وأقرب مركز لنا هو وادي النطرون الذي لا توجد في مستشفاه حضانات ايضا بسبب اعمال الاحلال والتجديد بمبني المستشفي وخلال الشهر الماضي رزق الله شقيقتي بطفل بعد ولادة متعسرة ونظرا لعدم اكتمال نموه شدد الدكتور علي ضرورة وضعه في حضانة ويؤكد أنه واصل الليل مع النهار مع بقية أفراد الأسرة بحثا عن حضانة للطفل دون جدوي ويضيف: كلما اتصلنا بمستشفي يخبرنا المدير بشغل كل الحضانات ويطلب منا الانتظار لمدة3 الي4 أيام, وأمام المشكلة لجأنا الي أحد المستشفيات الخاصة بالاسكندرية واكتوينا بأسعاره الاستثمارية حيث سدد والد الطفل300 جنيه عن الليلة الواحدة ناهيك عن المعاناة والمبيت في الاستراحات وعلي المقاعد بالمستشفي والسفر يوميا للاطمئنان عليه. ويوضح الدكتور سمير دغش رئيس لجنة الصحة بالمجلس المحلي أن عدد سكان البحيرة يبلغ نحو5 ملايين نسمة وأن المواليد في تزايد فيما تقدر نسبة الأطفال المبتسرين في مصر21% من اجمالي المواليد بما يعني أن هناك نقصا شديدا في عدد الحضانات بالمحافظة, ويكشف أن الولادة المبكرة أو الحمل في توءم أو اصابة الأم بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها من أمراض الحمل مثل تسمم الحمل والوضع غير الطبيعي للجنين جميعها يحتاج أطفالها الي حضانات مجهزة وفي حالة عدم التوفير قد يتعرض الطفل للعديد من المشاكل الصحية مما يحتم سرعة توفير الحضانات خاصة في ظل قلة عدد المستشفيات الخاصة بالبحيرة التي تحتوي علي حضانات وعدم قدرة الكثيرين علي تحمل تكلفتها العالية. أما جمعة منيسي عضو المجلس المحلي فيكشف عن وجود107 حضانات فقط في مستشفيات الصحة بالمحافظة بعضها معطل وهو ما لا يكفي اطلاقا حاجة المحافظة و يتسبب في معاناة كبيرة للأسر, ويضيف أن المؤسف في الأمر هو وجود40 حضانة في الكراتين مغلقة منذ سنوات طويلة داخل مستشفي كفر الدوار ولم يتم استغلالها حتي الآن بسبب عدم تسليم المبني ويطالب بتوزيع هذه الحضانات علي المستشفيات بالمراكز لحين تشغيل المستشفي. كما يكشف عن عدم وجود حضانات علي الاطلاق بمراكز ايتاي البارود ووادي النطرون النوبارية والرحمانية ويتم تحويلهم الي مستشفيات رشيد ودمنهور وادكو التي تعاني هي الأخري الطلب الشديد حتي أصبحت الحضانة بالدور وتحولت الي حلم بعيد المنال يسعي الجميع الي الفوز به واستغلال النفوذ والواسطة للحصول عليه وقد يضطر بعض أولياء الأمور الي البحث في المحافظات المجاورة. أما محمد عبد الهادي صباح رئيس لجنة الشئون القانونية فيقول30 عاما مرت علي البدء في أعمال انشاء مستشفي كفر الدوار الجديد وتجهيزه بالمعدات الطبية بتكلفة تجاوزت128 مليون جنيه ولا يزال المستشفي خارج نطاق الخدمة حتي أوشك الصدأ أن يصيب الأجهزة والمعدات الطبية به ويعرضها للتلف بسبب طول فترة تخزينها بما يعد اهدارا للمال العام ويشير الي الحاجة الماسة للانتهاء من المستشفي الذي طال انتظاره لتقديم خدمة علاجية للمواطنين. أوضح الدكتور زكريا عبد ربه وكيل مديرية الصحة بالبحيرة أو موضوع الحضانات مهم للغاية حيث تم زيادة عدد الحضانات من65 حضانة عام2005 الي180 حضانة في2001 لكن مع الأسف الشديد يوصي عدد من الأطباء بوضع الأطفال الحديثة الولادة في الحضانات برغم عدم حاجتهم لذلك مما يحدث طلبا وزحاما شديدا علي الحضانات مشيرا الي قياما المديرية بعمل خط ساخن خاص بهذه الخدمة علي مدار24 ساعة وتخصيص الهاتف رقم3318114 لتلقي الطلبات والرد علي استفسارات المواطنين وذلك بالتنسيق مع الاسعاف لسرعة تقديم الخدمة وانقاذ حياة طفل لا يستطيع المقاومة.