في الآونة الأخيرة انتشرت بمحافظة الدقهلية ظاهرة ولادة أطفال ناقصي نمو( مبتسرين) ومع قلة عدد حضانات الأطفال خاصة تلك المجهزة بأجهزة وتكنولوجيا عالية. ونقص عدد مشرفات التمريض المدربات علي رعاية هذه النوعية من الأطفال من خلال أقسام العناية المركزة ازدادت حدة هذه المشكلة, وأصبح الآباء الذين يولد لهم أطفال مبتسرون أو يعانون من مشاكل في الجهاز العصبي أو عيوب في القلب أو مشاكل جراحية أو الذين يحتاجون إلي تغذية وريدية لأسباب متعددة يقعون في حيرة شديدة من أمرهم, خاصة أنهم في كثير من الأحيان لا يجدون أماكن شاغرة لإيداع أطفالهم بالحضانات التابعة لمستشفيات وزارة الصحة أو جامعة المنصورة أو التأمين الصحي ويضطرون إلي إيداع أطفالهم في حضانات بمستشفيات خاصة, وهو الأمر الذي يكلفهم أعباء مالية كبيرة تفوق طاقتهم.. وأصبح الأمر يتطلب حلا لهذه المشكلة الصارخة.. بزيادة عدد الحضانات المجهزة وعدد مشرفات التمريض المدربات علي رعاية الأطفال المبتسرين. الأهرام رصدت صرخات عدد من المواطنين الذين واجهوا هذه المشكلة من بينهم عامل بسيط من مدينة المطرية رزقه الله بتوءم آدم وجنة ولم يجد أمامه بعد رحلة عذاب إلا مستشفي خاصا بالمنصورة لإيواء طفليه واستمر علاجهما23 يوما وطلب المستشفي15 ألف جنيه قيمة العلاج ولكن العامل لم يستطع السداد وتدخل المحافظ سمير سلام وتحمل5 آلاف جنيه في حين تحمل المستشفي5 آلاف أخري, وداخ الشاب الدوخات السبع في سبيل تدبير باقي قيمة العلاج. شاب آخر أستمر لمدة يوم كامل يبحث عن مكان بجميع المستشفيات الحكومية لإيداع طفله إحدي حضاناتها وهو يحمله علي يديه ويدور به علي المستشفيات ولكنه لم يجد مكانا شاغرا بالحضانات. ويطالب أحد الآباء بضرورة تطبيق النظام المتبع مع مرضي الغسيل الكلوي علي الأطفال المبتسرين الذين يتم علاجهم من خلال مستشفيات خاصة رحمة بهؤلاء الآباء الذين لا تكتمل فرحتهم بولادة أطفالهم ويشقون بسبب ذلك لعدم قدرتهم المالية. الدكتور محسن خريبة مدير الطب العلاجي بالدقهلية يؤكد أن مستشفيات مديرية الصحة تضم234 حضانة أطفال منها153 حضانة للعلاج الضوئي للأطفال المصابين بالصفراء و21 حضانه فقط مزودة باجهزة التنفس الصناعي ويتردد علي هذه الحضانات جميعا أكثر من9 آلاف طفل سنويا. هناك عدد كبير من أهل الخير يرغبون في التبرع لشراء حضانات إلا أن هناك تعليمات تقف حائلا دون ذلك تقضي بان يكون التبرع من خلال وزير أو محافظ ويبلغ ثمن الحضانة المجهزة نحو60 ألف جنيه. فيما يفجر الدكتور محمد خشبة رئيس وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة بجامعة المنصورة مشكلة في غاية الخطورة تتعلق بهذه القضية عندما يؤكد ان المشكلة لا تكمن في نقص عدد الحضانات فقط وإنما تكمن في عدم كفاية إخصائيات التمريض بالمستشفيات الجامعية ومنها وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة بمستشفي الأطفال الجامعي ويرجع سبب المشكلة إلي قيام وزارة الصحة بتكليف خريجات كليات التمريض إخصائيات التمريض بالعمل بالمستشفيات الجامعية لمدة عام واحد يتم بعده نقل تكليفهن الي مستشفيات وزارة الصحة ويطالب بضرورة تغيير نظام تكليف مشرفات التمريض بحيث يتم توفير العدد الكافي منهن للعمل بوحدات الرعاية والعناية المركزة والتي تتطلب هذه النوعية من إخصائيات التمريض.