استيقظت ايران صباح أمس وسط أجواء احتفالية ضخمة بمناسبة الاحتفالات بالذكري الحادية والثلاثين لعودة أية الله روح الله الخميني الي طهران, واقامة الجمهورية الاسلامية عام1979. ودقت كل أجراس المدارس وانطلقت صفارات إنذار المدن والمصانع والقطارات والبواخر في تمام الساعة9 بتوقيت القاهرة، وهو الموعد الذي هبطت فيه طائرة الامام الخميني العائد من منفاه في فرنسا في مطار طهران مهراباد في الأول من فبراير1979. فيما تعد إشارة انطلاق لعشرة أيام من الاحتفالات الرسمية ستبلغ ذروتها مع تنظيم تجمعات وتظاهرات كبري في جميع أنحاء البلاد في الحادي عشر من فبراير الحالي, التاريخ الرسمي للاطاحة بنظام الشاه. وبهذه المناسبة, طالب اثنان من أبرز قادة المعارضة هما رئيس الوزراء الأسبق مير موسوي ورئيس مجلس الشوري السابق مهدي كروبي انصارهما بالنزول الي الشارع في11 فبراير ودعوا الي مشاركة شعبية كثيفة في التجمعات الرسمية الكبري المقررة في ذلك اليوم. وردا علي هذه الدعوة, أعرب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارته صباح أمس ضريح الامام الخميني جنوبطهران عن ثقته بأن الشعب الايراني سيخيب امال أعداء الجمهورية الإسلامية في ذلك اليوم. يأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت فيه السلطات الايرانية تحذيرات عنيفة من استغلال المعارضة لهذه الفرصة لإشعال المزيد من التظاهرة المناهضة لحكومة نجاد. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وكالة الأنباء الايرانية الرسمية( إرنا) أنها حصلت علي معلومات تؤكد أن عملاء للمخابرات الاسرائيلية يديرون محطة مراقبة الكترونية متطورة من إحدي القواعد العسكرية بالمنطقة للتجسس علي شبكات الاتصالات في إيران وسوريا. ومن جانبها أحجمت اسرائيل عن التعليق علي الكشف عن قاعدة الاستخبارات السرية الاسرائيلية والتي بدأت تتسرب معلومات عنها لوسائل الاعلام المختلفة. وتزامنت هذه التطورات في المنطقة مع تأكيد جيمس جونز مستشار الأمن القومي الامريكي في تصريحات صحفية أن اسرائيل والولاياتالمتحدة تتشاوران عن كثب بشأن البرنامج النووي الايراني ووصف سلوك إسرائيل تجاه طهران بأنه مسئول. وأشار جونز في خطاب أمام أحد مراكز الأبحاث في واشنطن إلي إيران تسعي لتخفيف الضغوط الدبلوماسية عليها بتوجيه الأوامر بشن هجمات بالوكالة علي حدود إسرائيل. وقال جونز إنه عندما تشعر النظم بالضغوط كما هو الوضع مع إيران داخليا وكما ستكون خارجيا في المستقبل القريب فإنها في الغالب تضرب من خلال اتباعها بما فيهم في حالة إيران حزب الله في لبنان وحماس في غزة. ومن ناحية أخري, نفي مصدر مسئول بوزارة الدفاع الكويتية مابثته وكالات الأنباء بشأن موافقة دولة الكويت علي نصب أنظمة دفاعية أمريكية مضادة للصواريخ علي أراضيها لصد أي هجوم إيراني محتمل. وأكد المصدر نفسه عدم صحة هذه الأنباء, وقال إن الولاياتالمتحدة لم تطلب من الكويت نصب مثل هذه الأنظمة الدفاعية إطلاقا. كما أكدت السفارة الايرانية بالكويت أمس عدم وجود استقالات جماعية في الخارجية الايرانية, نافية تقارير حول لجوء27 دبلوماسيا إيرانيا الي الدول الاوروبية, واعتبرت السفارة هذه الأنباء جزءا من الحرب النفسية والضغوط التي يمارسها الغرب علي الجمهورية الاسلامية. علي صعيد آخر, حذر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من أن النزاع بين الصين والولاياتالمتحدة الذي اندلع كرد فعل علي صفقة الأسلحة الأمريكية لتايوان, قد يعقد بعض الشيء المساعي لضم بكين الي معسكر المؤيدين لفرض عقوبات دولية علي إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. علي صعيد المحلي, كشفت وكالة إرنا الايرانية للأنباء عن أن إيران تستعد لبناء7 معامل لتكرير البترول والغاز الطبيعي, في محاولة للاكتفاء ذاتيا في مواجهة أي عقوبات دولية من شأنها وقف إمدادات البنزين لإيران, وعلي الرغم من أن إيران إحدي الدول التي تمتلك أكبر احتياط للبترول في العالم, إلا أنها لا تمتلك معامل التكرير اللازمة لتصنيع البترول الخام.