فانوس صيني سجادة صلاة صيني قميص صيني طبيب صيني حلاق صيني, مطعم صيني, حتي بعض منتجات خان الخليلي أصبحت صيني.. ظاهرة وإن لفتت الانتباه في البداية إلا أنها أصبحت واقعا ملموسا في الشارع المصري. سناء صليحة بدء العد التنازلي لافتتاح معرض القاهرة للكتاب المستشار الثقافي الصيني:مدينة تشان شو حكاية عربية في الصين حركة الترجمة بين العربية والصينية زادت ولكن مطلوب دعم أكبر [email protected] فانوس صيني سجادة صلاة صيني قميص صيني طبيب صيني حلاق صيني, مطعم صيني, حتي بعض منتجات خان الخليلي أصبحت صيني.. ظاهرة وإن لفتت الانتباه في البداية إلا أنها أصبحت واقعا ملموسا في الشارع المصري الذي لم يعد يثير فضوله ولا دهشته أن يفتح الباب, فتطالعه ابتسامة مهذبة لشاب أو شابة صينية تعرض خدماتها بلغة عربية فصيحة, تتحول لإنجليزية متكسرة في الأحياء الأكثر ثراء, ولكن النبرة في كلتا الحالتين هادئة آسرة بحيث يصعب معها رد الطارق خائبا. واليوم حيث بدأ العد التنازلي لافتتاح دورة جديدة من معرض كتاب القاهرة الذي اختار الصين ضيف شرف لهذا العام من الواضح أن المثابرة و الصبر والدأب الصيني ستأتي بثمارها لينضم الكتاب والناشر والفنون الشعبية الصينية للقائمة التي تحمل شعار صنع في الصين, لتنتهي سنوات من تغييب التواصل بين أقدم حضارتين بسبب حاجز اللغة وضعف حركة الترجمة للعربية التي جعلت من رائعة بيرل باك الأرض الوثيقة الوحيدة المتاحة لدي القاري العربي عن الحياة الاجتماعية والثقافية في الصين في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل العشرين. وعن استعدادات ضيف شرف معرض كتاب هذا العام للمشاركة في المعرض واستمرارية هذه الأنشطة علي مدي السنوات القادمة وتاريخ العلاقات العربية الصينية كان لنا حوار مع المستشار الثقافي الصيني د. إتشين دونج يونج أو ديما كما اختارت أن تطلق علي نفسها عندما جاءت لمصر مثلما اختارت مساعدتها اسم ليلي. في بداية حوارنا عرفت أن د. يونج قد أمضت في مصر عدة سنوات في فترة صباها المبكر حيث درست في مصر وعاشت مع أسرة مصرية في إطار برنامج صيني للتبادل الثقافي بدأ في السبعينيات لإرسال الأطفال لدراسة اللغات العالمية المختلفة, وأن عشقها للأدب العربي وللشرق( الغرب بالنسبة لهم طبقا للموقع الجغرافي) دفعها لدراسة اللغة العربية والأدب حتي نالت درجة الدكتوراه في نفس التخصص من إحدي جامعاتالصين. تحدثت د. يونج عن النشاط الثقافي الصيني في مصر خلال العامين الماضيين موضحة أن المركز الثقافي الصيني بالقاهرة بسعي لتعريف المصريين بالثقافة الصينية من خلال دورات تعليم اللغة والرياضات الصينية التقليدية والمكتبة التي تضم كتبا باللغات العربية والصينية والإنجليزية. شرحها المفصل واستطراداتها المتأنية لتوضيح كل نشاط جعلتني أتساءل عما إذا كانت حركة الترجمة, علي الأقل من الجانب الصيني, قد ازدادت في السنوات الماضية وعن أسباب الاهتمام بالانفتاح علي منطقة الشرق الأوسط وتحديدا مصر. فقالت د.يونج إن حركة الترجمة من العربية للصينية و بالعكس قد شهدت طفرة في السنوات الأخيرة وإن كانت تري أنها ليست بالقدر المناسب الذي يعكس عمق وأهمية وتاريخ التواصل الثقافي والاقتصادي بين الحضارتين الشرقيتين اللتين تعدان من أهم وأقدم الحضارات الإنسانية. وأشادت بجهد د. حابر عصفورفي ترجمة بعض الكتب الصينية للعربية وبجهد عدد من المترجمين الصينيين الذين نقلوا للقارئ الصيني معظم كلاسيكيات الأدب العربي. وعن نوعية الكتب التي تتم ترجمتها وإذا ما كانت تقتصر علي الأدب كان سؤالي, فأجابت: بعض الصينيين يقومون بالترجمة في كل المجالات, كالاقتصاد والسياسة والتقاليد والعادات والفنون الصينية المختلفة ونستعين في ذلك بدارسي اللغة العربية في الصين وبالخبراء لتعريف الصين للقارئ العربي, وبالنسبة لترجمة الأدب تتم من خلال المتخصصين سواء من الجانب العربي أو الصيني, طلاقة لسانها وهي تنطق و تعبر عن نفسها بعربية باتت أثرا بعد عين علي لسان أهلها شجعتني أن أسألها عن تقييمها الشخصي لدقة هذه الترجمات, فقالت بدأت الترجمة بين اللغتين العربية والصينية منذ القرن السابع,عندما درس الصينيون العربية وترجموا عددا من الكتب والقرآن الكريم ثم بدأ تدريس اللغة الصينية في العالم العربي منذ النصف الثاني من القرن السابق وكثرت في الألفية الثالثة المراكز الثقافية وأقسام تدريس اللغة الصينية بالجامعات, خاصة في مصر, وبرغم ذلك فحركة الترجمة بين اللغتين مازالت قليلة بالمقارنة للترجمة بين اللغات الأخري, خاصة إذا ما نظرنا لثراء كل من الحضارتين, الأمر الذي يتطلب الدعم الحكومي والأهلي لتشجيع الترجمة المتبادلة, ليس فقط لنقل تراث الماضي, بل ولملاحقة وفهم ما يحدث في الشارع في كلا الجانبين. حاولت أن أقفز معها للوراء, وتحديدا للقرن السابع الذي جاء ذكره علي لسانها, للتعرف علي مصدر هذا الاهتمام بالثقافة العربية, رغم بعد المسافة وبرغم ازدهار الحضارة الصينية وما عرف عن الصينيين من ميل للعزوف عن الذوبان في الثقافات الأخري, فقالت: التواصل الثقافي بين الصين ومصر وبين العرب عموما بدأ قبل ألفي سنة ثم ازداد التواصل الثقافي الحضاري عبر طريق الحرير. الاهتمامات في البداية كانت منصبة علي التجارة ثم انتقلت للتواصل الثقافي بين الحضارتين سواء عن طريق الحرير البري في القرن السابع ثم البحري قي القرن الثامن, ومنذ ذلك الوقت اهتم الصينيون بالتوجه لغرب الصين( منطقة الشرق الأوسط), ومنذ القرون الوسطي بدأت رحلات لتوثيق علاقات الصين بهذه الدول من خلال تبادل التجارة والثقافة والمعرفة, اليوم نجد علي أرض الصين آثارا تعكس هذا التواصل,فمثلا توجد مدينة أسماها العرب زيتون(حاليا تشان شو وتعني زيتون باللغة الصينية) وهي بداية طريق الحرير البحري بالصين ولا تزال مبانيها تعكس الطراز العربي وفيها مساجد ويقال إن أهلها هم أحفاد ساكنيها من العرب القدامي. كذلك فقد دخل الإسلام الصين عبر هذه التنقلات, فمن بين ال56 قومية صينية عشر تدين بالإسلام. وفي العهد الحديث كانت لنا مواقفنا السياسية في المحافل الدولية التي تعبر عن تقارب في القلوب والاتجاهات السياسية والثقافية. أثناء التقاط الزميللصور محدثتي بدا وكأن أبخرة قدح الشاي المصري الأسود قد أعادت لد.يونج(أو بمعني أصح ميادة بالطبعة المصرية) ذكريات الفترة الأولي التي قضتها في مصر, فتحدثت عنها باستفاضة وحنين وأضافت: رأي قادة الصين أن تعلم لغة الآخر ليست فقط وسيلة للتفاعل الثقافي وفهم الآخر والانفتاح علي العالم, بل أيضا تأكيد لاحترام اللغة الأم والهوية. وعن التناقض بين صورة الصيني المنغلق علي ثقافته والذي يفضل أن يعيش في الغرب في أحياء يطلقون عليها المدينة الصينية, وبين حالة الانفتاح الحالية التي تتمثل في الإقبال علي تعلم اللغات الأخري وزيادة الأقسام الجامعية التي تدرس أكثر من11 لغة أفر وآسيوية كان سؤالي, فأجابت: هذا أمر حقيقي فالثقافة الصينية منغلقة علي نفسها إلي حد ما بسبب طبيعتها الجغرافية حيث المساحات الشاسعة المحاطة بسلاسل الجبال والهضاب والبحار والسهول الممتدة شمالا التي أحاطها سور الصين لحمايتها من غزوات قبائل الشمال, التي جعلت الوصول للصين أو النظر لما وراءها صعبا. مع ذلك فالثقافة الصينية ليست منغلقة علي نفسها بدليل ما سبق أن أشرت إليه عن علاقاتها التاريخية منذ ثاني أسرة ملكية في الصين قبل ألفي سنة ثم في أسرة تان من القرن السادس إلي الثامن وقد سجلت المراجع أخبار تلك البعثات والتواصل مع الفرس والعرب عبر طريق الحرير وتأثير الثقافة العربية علي الفنون والحياة اليومية بل أسماء بعض الأطعمة مثل كلمة الطماطم آلة الفيبا التي تشبه العود الصغير. والوضع هنا يشبه وضعكم, فالثقافة الصينية تقبل الثقافات الاخري والمؤثرات ولكنها تستوعبها دون طمس لملامح هويتها, فالثقافة الصينية لم تنقطع عن تاريخها منذ5 آلاف سنة وتركت لنا موروثا قويا في قلوب وعقول أبنائها وهو ما لابد أن نحتفظ به لمواجهه التأثيرات التي بدأت تتسرب للأجيال الجديدة عبر الوسائط الحديثة والإنترنت وتخالف شعائر و قيم الثقافة الصينية و تعاليم كونفوشيوس التي وضعها من ألفي عام. وفي النهاية أشارت د. يونج إلي ضرورة التنوع الثقافي وقالت العالم يحتاج لأكثر من ثقافة واحدة مهيمنة والتالي فالتواصل الثقافي والتبادل المعرفي بين الشعوب مع الاحتفاظ بالشخصية المميزة ستكون رسالتنا خلال المعرض وستمتد لما بعده عبر المزيد من الأنشطة الثقافية.