السينما هذا الفن الجميل الذي يتسلل إلي النفوس والعقول عندما يكون راقيا, فيغير من أفكارنا ويغير من تصرفاتنا.. وتشعر عند خروجك من مشاهدة هذه الأفلام أنك إنسان آخر. أما الوجه الآخر للسينما الذي يغيب العقل ويحول الإنسان إلي ما يشبه الحيوان.. لا يفكر ولا يتحلي بالحكمة والرزانة والخلق الحميد.. إنما يندفع في تصرفاته وأفكاره نحو الشر. السينما التجارية التي لا هم لأصحابها إلا الحصول علي ما في جيب المتفرج من مال, وفي نفس الوقت يسلبونه عقله وانسانيته والمشاعر الرقيقة التي خلقنا الله بها أما آن الأوان لكي تتغير هذه السينما.. لقد دمر الإرهاب حياتنا.. كلنا خائفون.. كما ساعدت هذه الأفلام التجارية علي إشاعة البغضاء بين الناس.. كما أصبح الكثيرون يسعون لتدمير الآخرين أو علي أقل تقدير تسكن أرواحهم مشاعر الغل والحقد والكراهية. أصبح كثير من الناس لا يتمني الخير للآخرين وزادت من هذا أزمات الحياة ومتاعبها.. والسينما في غفلة لا تفكر إلا في المكسب بأي اسلوب.. هكذا أصبحت السينما بتأثيرها تحتاج لوقفة.. فلا يمكن الاستمرار بهذا الاسلوب.. أين السينما الاجتماعية التي كنا نتميز بها.. وأين الأفلام الرومانسية.. وأين القيم التي كانت تدعو إليها الأفلام حين كانت السينما المصرية تتربع علي العرش في المنطقة. أين الأحلام الجميلة.. وأين الحوارات الراقية.. وأين اسلوب المعالجة الذي كان يميز أفلامنا. لقد أصبحت السينما التجارية ومن يدعون أنهم يقدمون سينما واقعية كأنها شريك آخر لهؤلاء الارهابيين ليحولوا ما تبقي لنا من احساس بالهدوء والزمالة والأخوة والصداقة والجيرة والحب إلي جحيم من العلاقات غير الإنسانية. كيف يمكن للسينما المصرية, وهي تعلم وكل القائمين عليها مدي تأثير السينما علي تصرفات الناس أن تعود إلي ما كانت تتميز به عن الآخرين. لقد أصبحنا لا نريد هذه الأفلام التي تدفع للشحناء بين الناس.... أصبحنا نريد أفلاما تبرز أجمل ما في الإنسان.. وهي انسانيته.. أم أن هذا الحلم لم تعد السينما الحالية تقدر علي تقديمه.من السهل أن يكون الإنسان شريرا أو حاقدا أو كائدا أو غيورا أو حاسدا, لكن أصعب الأشياء أن تكون انسانا.. والأصعب الذي يمكن للسينما أن تحققه أن تساعد الناس علي العودة لآدميتهم.. ونتمني لها ان تنجح في هذا الدور