أيا كانت النتيجة التي سيتوصل إليها رجال الأمن عن هوية مرتكب جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية, فهو بالفعل مختل عقليا, أقول ذلك عن قصد واقتناع, وهذا الشخص وأمثاله يحتاجون علاجا نفسيا أولا وليس علاجا أمنيا فقط. فمن يقدم علي قتل عشرات الأشخاص, وإصابة أكثر منهم, وربما قتل نفسه, وهو لا يعرفهم ولا يوجد بينه وبينهم سابق عداء أو خصومة, معتقدا أنه سيدخل الجنة, هو بالتأكيد يعاني خللا عقليا ونفسيا, ويعتنق عقيدة فاسدة, حيث يجمع علماء المسلمين علي أن الإسلام يحرم القتل بهذه الطريقة وغيرها ووصفه شيخ الأزهر بأنه محرم شرعا. وإذا كان أصحاب العقول الخربة يتعاملون مع المصريين كلهم وليس الأقباط بهذه القسوة والوحشية, فإنه ينبغي, بل من الواجب معاملتهم بالقسوة نفسها حتي يتم اجتثاثهم من جذورهم, واتقاء شرورهم قبل أن يستفحل أمرهم ويصبح من غير الممكن السيطرة عليهم, وهذا ما قد يحدث قريبا, إذا لم يتم علاجهم عقليا ونفسيا وأمنيا بشكل عاجل وجاد. والشيء المؤكد أن هذه الجريمة بينت الكثير مما كان خافيا علي الكثير من الأقباط, وهو أن أغلبية المسلمين تحبهم حبا حقيقيا, وإن كان هناك البعض لا يحبونهم, وهؤلاء يخالفون تعاليم الإسلام حسب إجماع معظم علماء المسلمين. وأعتقد, وقد يخالفني البعض, أن تعبير الوحدة الوطنية لا ينطبق علي المسلمين والأقباط في مصر, لأن الوحدة تحدث بين طرفين, ونحن في مصر طرف واحد, ونشترك في مصير وآمال واحدة. نحن هنا في مصر في سفينة واحدة إذا غرقت فسوف يغرق الجميع.