المنيا حجاج الحسيني: قديما قالوا عنها عروس الصعيد ولكنها الآن أصبحت عجوز الصعيد.. فلم تعد شوارعها نظيفة وانتشرت بها الحفر والمطبات, ولم يعد هناك سوي شارع واحد فقط يمكن السير فيه بسهولة ودون مشاهدة أكوام القمامة وهو شارع الكورنيش الذي كان ميلاده علي يد اللواء عبدالفتاح فؤاد أول محافظ للمنيا في الستينيات ثم أعاد اكتشافه وجدده اللواء حسن حميدة محافظ المنيا الأسبق بعد أن أضاف اليه عدة كيلو مترات شمالا وجنوبا. وقبل أن نخوض في عرض أمراض الشيخوخة التي أصبحت تعاني منها المنيا كان علينا أن نعرف ماذا يدور في رأس محافظها الدكتور أحمد ضياء الدين حتي تستعيد المنيا لقب عروس الصعيد مرة أخري. سألت محافظ المنيا عن أسباب انتشار الحفر والمطبات في الشوارع برغم مرور فترة طويلة علي انتهاء أعمال الغاز الطبيعي في منطقة وسط المدينة. فكان رد المحافظ: مديرية الطرق تقوم بتحصيل أعمال إعادة رصف الشوارع من الشركات التي تقوم بالحفر لتوصيل المرافق مثل مياه الشرب والصرف الصحي والغاز الطبيعي وأنه سيتم إعادة الرصف ورد الشيء لأصله في مناطق الحفر فور الأنتهاء من توصيل المرافق حرصا علي أن تظهر مدينة المنيا بالمظهر الجمالي اللائق. وقد تقرر تخصيص مبلغ27 مليون جنيه لدعم وحدة الرصف بالمحافظة حيث تم بالفعل شراء معدات جديدة بتكلفة7,23 مليون جنيه وجار التعاقد علي شراء معدات أخري بتكلفة3,3 مليون جنيه. قلت للدكتور أحمد ضياء الدين.. وماذا عن تدني مستوي النظافة وانتشار أكوام القمامة في الأحياء الشعبية والشوارع الرئيسية؟ فأجاب قائلا: بداية أود أن أوضح أن إجمالي رسوم النظافة التي يتم تحصيلها من المواطنين في جميع مراكز المحافظة التسعة لا تتعدي9 ملايين جنيه, وللنهوض بمستوي النظافة في مدن المحافظة قامت المحافظة بشراء معدات نظافة بلغت50 مليون جنيه تشمل لوادر وقلابات ومكابس وحاويات ومعدات نظافة وانشاء3 مصانع جديدة لتدوير القمامة بمراكز مغاغة وأبو قرقاص ودير مواس, كما قامت المحافظة بتعيين500 عامل نظافة وتوزيعهم علي مراكز المنيا, وكان نصيب مدينة المنيا120 عامل نظافة وتم تقسيم أحياء مدينة المنيا إلي قطاعات يتم المرور عليها للوقوف علي حالة النظافة بالشوارع بمعرفة مستشار المحافظ للنظافة والتجميل أما بالنسبة لحي غرب المدينة فتقوم الهيئة الأنجيلية بنظافة الحي مقابل205 آلاف جنيه شهريا طبقا لإتفاق مبرم بين الهيئة ومركز ومدينة المنيا. تلك هي الردود الرسمية للمسئول الأول عن المحافظة.. فماذا يقول المواطن عن المشهد اليومي في شوارع المنيا.. يقول الدكتور أحمد محمد عثمان رئيس قسم الإنتاج الحيواني كلية الزراعة جامعة المنيا أمتلك منزلا بشارع6 المتفرع من شارع بديع الزمان غرب مدينة المنيا وقد حاولت الأقامة به ولكن فشلت المحاولة بسبب وجود مقلب قمامة ومخلفات هدم علي مساحة4 أفدنة مجاورة للمنطقة مما أدي الي انتشار الذباب والحشرات القاتلة مثل العقارب والثعابين التي تهدد حياة السكان كما أصبحت المنطقة مأوي للصوص والذين يتعاطون المخدرات ويمارسون القمار ليلا ثم يقومون بسرقة المنازل. ويضيف ساكن آخر بشارع الأمل بنفس المنطقة أنه عثر علي ثعبان في مدخل منزله وقتله وأن هذا الواقع مستمر منذ عام2000 حتي قامت الهيئة الانجيلية برفع القمامة عام2005 ثم عادت القمامة مرة أخري وحتي الآن برغم وعود مستشار المحافظ لشئون النظافة. والسؤال الآن.. إذا كان هذا هو حال النظافة والحفر في شوارع المنيا بعد أن قامت المحافظة بتخصيص77 مليون جنيه لشراء معدات جديدة للرصف والنظافة بالإضافة الي تعيين500 عامل نظافة.. فماذا كان يمكن أن يكون عليه حال الشوارع بدون الأعتمادات الضخمة وتعيين عمال النظافة أو بمعني أدق وأوضح متي تعود المنيا عروسا لصعيد مصر؟! سؤال في انتظار الاجابة علي أرض الواقع وليس من خلال تصريحات المسئولين!