علي مستوي محافظة الغربية كلها لايوجد سوي19 حضانة مزودة بالتنفس الصناعي بمستشفي جامعة طنطا ومستشفي المنشاوي العام بطنطا وبعض المراكز الطبية الخاصة. في الوقت نفسه توجد12 حضانة مجهزة بالتنفس الصناعي بأكبر صرح طبي فندقي للتأمين الصحي بالغربية كلها, إلا أنها لم تعمل حتي الآن, رغم أن تكلفة انشاء هذا المجمع الطبي تقدر بنحو100 مليون جنيه.. والسبب هو عدم وجود الكوادر البشرية المدربة لتشغيل هذه الحضانات مما دفع التأمين الصحي بالغربية إلي التعاقد مع المستشفيات والمراكز الطبية الأخري التي لا تتبع الهيئة العامة للتأمين الصحي, مما يعد اهدارا للمال العام وزيادة في معاناة المرضي وذويهم, خاصة محدودي ومعدومي الدخل من الذين ابتلوا بقدوم مولود يعاني عيوبا خلقية في القلب أو ضمورا في المخ, ويضطرهم الأمر في حالة عدم وجود حضانة مجهزة بالتأمين إلي إدخال اطفالهم بحضانات المراكز الطبية الخاصة, والتي يعجز فيها الإنسان عن سداد كامل مستحقاتها, لأنها في نهاية الأمر مشروع تجاري بحت يهدف إلي الربح. التقينا عبدالحميد السيد مشهور, من قرية منشأة جنزور التابعة. لمركز طنطا وخال الطفلة منة شعبان عبدالحميد المغربي المولودة في2010/11/19 ورقم تأمينها4509 وتعاني من عيب خلقي بالقلب يعتمد علي الوصلة بين الشريان الرئوي والأورطي, ويحتاج لعمل قسطرة ووضع دعامة بالوصلة للمحافظة علي وضع الطفلة( كما جاء بالتقرير الطبي), حيث أكد انه تم إدخال الطفلة مستشفي المبرة التابعة للتأمين الصحي بطنطا يوم2010/12/2 لوضعها بحضانة تنفس صناعي لحاجتها إلي الأكسجين, إلا أنهم فوجئوا بأن الحضانة الوحيدة الموجودة لهذا الغرض بالمستشفي لا تعمل عطلانة, ونظرا لعدم وجود مكان في الحضانات الموجودة بالمستشفيات والمراكز الخاصة المتعاقد معها التأمين الصحي, تم تحويل الطفلةإلي مركز حياة لرعاية حديثي الولادة والمبتسرين وذلك في2010/12/3 وتم وضع الطفلة علي أكسجين منذ دخولها, واعطاؤها العلاج اللازم, ويشمل البروستين, كما تم عمل جميع التحاليل اللازمة. ويضيف خال الطفلة أنني فوجئت بعد أسبوعين من وجود الطفلة بحضانة مركز حياة, بالمركز يطالبني بسداد قيمة الحضانة والعلاج وقدرها7 آلاف و728 جنيها و75 قرشا.. وهنا تصببت عرقا ولم أدر, ماذا أفعل, فالعين بصيرة واليد قصيرة.. خاصة أن والد الطفلة لا يملك من حطام الدنيا شيئا, وعنده ولدان آخران هما محمد بالصف السادس الابتدائي, وشيماء بالصف الرابع الابتدائي بالاضافة إلي شقيقتي أم منة, فماذا نفعل؟ واستطرد قائلا: ونظرا لضيق ذات اليد, فقد قام موظف بحسابات المركز الخاص بأخذ اقرار علي بدفع المطلوب, ولم يكتف بهذا وإنما وتحت ضغوط شديدة من المسئولين عن المركز وظروف الطفلة المريضة أجبرني علي التوقيع علي إيصالي أمانة, أحدهما بمبلغ6 آلاف جنيه والآخر بمبلغ ألف جنيه!! وعلي الفور, توجهت والكلام لخال الطفلة المريضة إلي المسئولين عن التأمين الصحي بالغربية, فأفادوا بأنه سيتم دفع التكاليف وفقا للائحة التأمين الصحي التي لا تزيد علي20% من القيمة المطلوبة, وسيكون ذلك بعد خروج الطفلة من المركز الطبي الخاص, وقاموا بالاتصال بمستشفي أطفال مصر أبو الريش لتحويل الطفلة إليه لاجراء الجراحة اللازمة, وقرروا استمرار الحالة ويتم عمل استرداد بعد خروج الحالة, نظرا لظروف عدم امكانية نقل الحالة إلي وحدات مملوكة. ومازالت منة ذات ال50 يوما, تنتظر وهي داخل حضانة التنفس الصناعي, من يدفع تكاليف علاجها بمركز حياة لرعاية حديثي الولادة والمبتسرين بطنطا, والتي تجاوزت حتي الآن15 ألف جنيه.