عندما تمر الأيام تبدو الأحداث باهتة أو أحيانا كثيرة متألقة.. وعندما يختفي عام ويحل مكانه عام جديد تكبر أشياء ويهرم أشخاص.. ولكن يظل الفن متألقا فهو كالأشياء النفيسة كلما مضي عليها الزمن ازدادت قيمتها ولم يعد باقيا غير يومين علي نهاية عام2010 ولعلنا نتذكر بعض أهم أحداثه: كان من أهم الأحداث علي المستوي المحلي استضافة الرئيس محمد حسني مبارك لمجموعة من الفنانين ووزير الثقافة ودعوته للاهتمام بمشاكل السينما.. وعودة عيدالفن وكذلك انتقال تبعية السينما من وزارة الاستثمار إلي وزارة الثقافة, وبينما كانت الأفلام المصرية تتألق في المهرجانات هذا العام فقد انهارت أسطورة أفلام الصيف وأرباحها وظل المنتجون وشركات الانتاج في حيرة وتخبط من الأمر ولكن الشيء الرائع أن الظروف هي التي ساعدت علي انتهاء تلك الحمي المسماة بأفلام الصيف وسيضطر الجميع إلي عرض الأفلام في كل الأوقات.. ولماذا لاتعرض الأفلام كل شهر مثلا؟.. إن هوليوود بجلالة قدرها لاتعرض أفلاما في المواسم فلماذا لاتقلدها شركات الانتاج كما يقلدون أفلامها؟ وحظيت مشكلة قرصنة الأفلام باهتمام وزارة الداخلية وأيضا الندوة الهامة التي عقدت في مهرجان القاهرة ولكن مازالت مشكلة حق الاداء العلني للفنان لم تحسم حتي هذه اللحظة. كما أن هذا العام2010 حفل بظهور اسماء لمخرجين جدد وممثلات وممثلين شباب لأول مرة علي الشاشة الفضية. أما علي الصعيد الخارجي فقد فازت المخرجة الأمريكية كاترين بيجلو بجائزة أوسكار أحسن اخراج لأول مرة في تاريخ أكاديمية العلوم والفنون السينمائية( الأوسكار) عن فيلم( خزانة الألم). وحقق فيلم( آفاتار) بخاصية الD3 في أول عرض لفيلم بهذه الخاصية أرباحا طائلة حول العالم ولم ينافسه في الايرادات سوي الجزء الثالث من فيلم( قصة لعبة). وحدثت مظاهرات في اليابان بسبب فيلم( الخليج الصغير) الوثائقي عند عرضه في اليابان والفيلم فائز بأوسكار أحسن فيلم وثائقي عام2010 وذلك لاعتراض بعض الناس والمطالبة باحترام الخصوصية وقسم آخر كان يدافع عن حرية التعبير, أما في مهرجان كان فقد قامت مظاهرات بسبب الفيلم الجزائري خارج عن القانون لرشيد بوشارب الذي كان يدين الاحتلال الفرنسي للجزائر. وفيلم( اسمي خان ولست ارهابيا) هو أول فيلم يدافع عن الإسلام ويشرح بأسلوب بسيط وراق الأخلاق السامية للمسلمين التي يدعو لها الإسلام وهو فيلم هندي أمريكي. أما تراجع أصحاب شركةART وروتانا عن الانتاج فقد أحدث هزة عنيفة في سوق الانتاج حيث اعتمد الجميع علي سلفة الانتاج التي كانوا يحصلون عليها من هذه الشركات وحق العرض التليفزيوني وقد أثر هذا الأسلوب علي جودة الانتاج السينمائي المصري ورب ضارة نافعة. اما فوز المخرج رومان بولانسكي بجائزة الدب الفضي2010 في مهرجان برلين عن إخراج فيلمه( الكاتب الشبح) وكان قيد الاقامة الجبرية لاتهامه في جريمة أخلاقية فقد أحدث فرحة في الأوساط السينمائية العالمية لقيمة المخرج العالية في فن الاخراج السينمائي. هذه ملامح بعض من أشهر الأحداث وأهمها هذا العام وسوف تمر الأيام ويأتي العام الجديد2011 بأحداث أخري نأمل وندعو أن تكون سعيدة ومثمرة علي الجميع.