كتب : وجدي رزق لايعاني الأطفال المصابون بمرض السرطان من هذا الوحش القاتل فقط, وإنما أيضا من قلة المستشفيات وندرة الطبيب المتخصص وارتفاع تكلفة العلاج التي تصل إلي180 ألف جنيه التي تتضاعف في حالة زرع النخاع. بينما يعاني الأطباء من تدني مرتباتهم وعدم دعمهم علميا وماديا بالشكل الذي يتناسب مع هذا التخصص الدقيق برغم تزايد الإصابة بسرطان الأطفال بعشرة آلاف حالة سنويا. في البداية جاء اللقاء مع الدكتور شريف عبدالعزيز أستاذ جراحة الأورام بمعهد الأورام القومي الذي قال: إن سرطان الأطفال يمثل5% من نسبة الإصابات بمصر, وتساوي هذه النسبة نحو10 آلاف إصابة جديدة سنويا بين الأطفال. ويشير إلي أن مرض السرطان ينقسم إلي سرطان أورام الدم وسرطان الأورام العادية, كما أنه لا يوجد سبب مباشر يؤدي إلي الإصابة بالسرطان, ولكن هناك بعض الأسباب التي قد تساعد علي حدوث مثل هذه الأمراض مثل حدوث نوع من التغيير للجينات يتسبب في تحول الخلية من خلية سليمة إلي سرطانية مريضة. يؤكد الدكتور شريف عبدالعزيز أن معرفة سبب المرض تؤدي إلي الوقاية الأولية وهذا غير متوافر بالنسبة للأمراض السرطانية عامة, ولكن نلجأ إلي ما يطلق عليه الوقاية الثانوية, وذلك من خلال التشخيص المبكر للأورام بما يؤدي إلي كفاءة العلاج وارتفاع نسبة الشفاء التي قد تصل إلي ما بين95 و98%. ويشير الدكتور شريف إلي قلة الأماكن المتخصصة لعلاج سرطان الأطفال وارتفاع سعر العلاج, وقلة التمويل الذي يجب مضاعفة ميزانيته أربعة أضعاف الوضع الحالي لضمان الاستمرار في العلاج, واستيعاب الحالات الجديدة. ندرة الأطباء في اللقاء مع الدكتور أمية عبدالحميد, أستاذ جراحة الأورام بمعهد الأورام القومي بجامعة القاهرة, يؤكد أن المشكلة الأساسية في علاج سرطان الأطفال ترجع إلي ندرة وجود الطبيب المتخصص سواء كان ذلك في أطباء علاج الأورام السرطانية أو أطباء العلاج الكيماوي, مشيرا إلي أن الأطباء المتخصصين في العلاج بالكيماوي لا يتجاوز عددهم المائة طبيب, بينما الأطباء المتخصصون في جراحة الأورام250 طبيبا فقط. ويضيف د.أمية أن سبب ندرة الأطباء يرجع إلي أن الباحث في مجال الأورام يأخذ وقتا أطول في الدراسة وصعوبة التخصص مقارنة بالتخصصات الطبية الأخري خاصة في مجال جراحة أورام الأطفال التي تتطلب مهارة جراحية عالية وإلماما بوظائف أعضاء الطفل. زيادة البعثات يطالب د.أمية عبدالحميد الأمر هكذا بدعم الأطباء الشباب علميا بزيادة عدد البعثات الخارجية إلي الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ما لا يقل عن خمسة أطباء من الشباب سنويا في كل تخصص ودعمهم ماديا دعما يتناسب مع قيمة العمل والجهد الذي يبذلونه بهدف التحصيل العلمي واكتساب الخبرات حتي لا يلجأوا إلي العمل في نفس وقت الدراسة. أجور.. وتأمينات يؤكد د.أمية عبدالحميد أيضا أن أجور الأطباء في مشروع التأمين الصحي زهيدة جدا ولا تتناسب مع ما يقدمونه من جهد وينعكس ذلك علي جودة الخدمة الطبية التي تقدم للمريض ويري أنها لا تقدم إلا برفع المرتبات مع ما يتناسب مع الجهد والعطاء. أما الدكتور سمير فياض مستشار وزير الصحة السابق فيري أن تعددية النظم العلاجية الحالية هي السبب في تدني مستوي الخدمة الطبية وضياع الوقت والجهد وإهدار المال العام والخاص لأنه في ظل نظام التعدية يتردد المريض علي أكثر من طبيب في ذات التخصص وفي ذات السؤال لأنه لا يتوجه الوجهة الصحيحة. ويطالب بوجود نظام طبي موحد يكون معلوما لجميع الأسر والأفراد ويكون قوامه طبيب الأسرة الذي يقوم بالفحص وتحويل المريض إلي الطبيب المتخصص في حالة الأمراض الخطيرة كالسرطان وغيرها, وبذلك يقوم طبيب الأسرة بعملية التوجيه والإرشاد للفرد والأسرة وهو الأمر الذي يترتب عليه توفير الوقت للأطباء أصحاب التخصص الرفيع والأموال للأسرة والدولة.