يلعب الطريق دورا أساسيا في الحفاظ علي أمن وسلامة الراكب, خاصة في أثناء السفر, ومن ثم وصوله إلي هدفه بأمان لتتحقق هنا مقولة طريق السلامة. خبراء الطرق يكشفون عن حجم الدمار والإهلاك الذي يلحق بالطرق من جراء عدم مناسبة الحمولة للمقطورة للطريق الذي تعبره, وكذلك المواصفات السليمة للطرق ونظم الحركة عليها. في البداية يقول المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب وخبير الطرق والكباري: لاشك أن سيارات النقل والمقطورات لها تأثير سييء جدا علي الطرق السريعة خاصة بالنسبة لتلك التي لا تلتزم بشروط الموازين, فهذه أهم مشكلة نواجهها متمثلة في زيادة حمولات الشاحنات عن الحمولة المسموح بها في الطرق, حيث إن الطرق لدينا مصممة علي استيعاب حمولات محددة وزيادة هذه الحمولة علي حمولة التصميم يسبب تأثيرا سلبيا علي الطريق يؤدي إلي وقوع العديد من الحوادث المروعة التي أصبحت تتكرر الآن يوميا بصورة مفزعة نتيجة زيادة تلك المخالفات. وفي كثير من الأحيان يتم نوع من المصالحة مع إدارة الطريق في حالة وجود وزن زائد بعد أن يقوم صاحب المقطورة بسداد الغرامة المطلوبة, وهذا خطأ كبير لأنه يؤثر بالسلب علي الطريق, فيجب الالتزام بالحمولات المقررة وتشديد العقوبة مع رفع قيمة الغرامة لمبالغ كبيرة لمكافحة تلك المشكلة مما سوف يساعد كثيرا علي الحفاظ علي سلامة الطرق, وبالتالي سلامة المواطنين والحد من وقوع العديد من الحوادث المروعة. كما أنني أري أن إلغاء المقطورات سوف يعطي دفعة كبيرة في انخفاض حجم الحوادث إلي حد كبير, لذلك نجد أن موضوع المقطورات في معظم دول العالم قد تم إلغاؤه لما يسببه من خطورة بالغة سواء بالنسبة لسلامة الطريق نفسه أو لأسباب أخري أهمها صعوبة التحكم في قيادة المقطورة لأنها في حالة الفرملة الفجائية يمكن أن تحدث حادثا هائلا إذا كانت لا تتبع شروط السلامة وهذا ما يحدث كثيرا. ويضيف المهندس إبراهيم محلب قائلا: هناك نقطة أخري مهمة بالنسبة للمشكلات التي تعانيها بعض الطرق السريعة وهي مشكلة النقط السوداء التي تعني الأماكن التي تتكرر بها العديد من الحوادث بصورة دائمة. يجب مراجعة تلك النقاط لعلاج السبب المباشر الذي يسبب تكرار الحوادث بها, وغالبا ما يكون ذلك نتيجة وجود هبوط في الطريق بسبب مطب فجائي أو منحني نفذ خارج المواصفات الهندسية أو وجود تقاطعات تسبب العديد من الحوادث المروعة نتيجة افتقادها لكل العوامل الهندسية السليمة. ومن جانبه, يقول د. عماد نبيل استشاري الطرق والمرور: إن مشكلة سوء حالة الطرق لدينا تكمن في شركات النقل التي تقوم بتحميل السيارات والمقطورات بضعف الحمولة المطلوبة ضاربين عرض الحائط بالغرامات التي تفرضها الموازين الموجودة علي طول الطريق السريع, حيث إنهم يقومون بتحصيل تلك الغرامات من العميل, وهي لا تمثل شيئا بالنسبة لقيمة الحمولة, وهذا ما يدمر القوي الإنشائية للطرق المصرية ويتسبب في عيوب عديدة ظاهرة للعين مثل الأخاديد تحت مسار العجل, وتموجات للطبقة السطحية ودمج زائد للطبقات السفلية للطرق مما يسبب الحوادث وإهدار المال العام, ولذلك يجب تغيير نظام الغرامات بأن يتم تفريغ الحمولة الزائدة مع رفع قيمة الغرامة لمبالغ كبيرة, وإذا تكررت المخالفة للشركة نفسها صاحبة السيارة أو المقطورة يتم إيقافها عن العمل لفترة مع توجيه إنذار لها بسحب الرخصة منها نهائيا, بالإضافة إلي إلزامها بسداد الغرامة كما هو متبع الآن مع رفع قيمتها. ويضيف د. عماد نبيل قائلا: هناك مشكلة أخري تتعلق بأنصاف أقطار الدوران والعروض اللازمة للمناورة, حيث يوجد في بعض الطرق استخدام حركة الالتفاف للخلف غير مناسب لسيارات النقل الكبيرة, حيث تقوم بغلق الطريق عند الالتفاف. أما بالنسبة لوسائل الأمان المروري علي الطرق السريعة ولأن معظم حركة النقل الثقيل تبدأ بعد الساعة السادسة مساء فإنه لابد من التأكد من جودة انعكاس الإضاءة من الدهانات الأرضية والعواكس المرورية وعين القط مع توافر إرشادات كافية ومتدرجة خاصة في أثناء الإنشاء والعمل علي الطرق السريعة ووضع تحذيرات مناسبة قبلها بفترة حتي يتمكن قائد السيارة من تهدئة سرعته والمناورة السليمة علي الطريق. كما ينصح بمراجعة مداخل ومخارج المدن من حيث حارات التهدئة وزيادة السرعة والميادين ومختلف عناصر التصميم الهندسي الدقيق حتي تستوعب أكبر حجم من سيارات النقل. وخير مثال للطرق المطابقة للمواصفات الهندسية القياسية من الناحية الإنشائية هما طريقا القاهرةالإسكندرية الجاري تطويره الآن علي أفضل مستوي من الكفاءة, وطريق العين السخنة الذي تم استخدامه منذ نحو ثلاث سنوات علي المستوي نفسه, فلا يوجد بهما دوران للخلف علي الطريق المباشر ولا يوجد تقاطعات أو مداخل ومخارج مباشرة علي الطريق. وعندما يتصادف وجودك في موقع أي حادث من حوادث المقطورات وتري حجم الدمار والهلاك الذي يلحق بالبشر والمركبات والطرق أيضا.. تدرك عندئذ أن هذا النظام النقل بالمقطورة فاشل لا محالة ويجب أن يتوقف فورا, وأن تبحث كل الجهات عن إيجاد حلول, مع الوضع في الاعتبار حفظ حقوق أصحاب هذه المقطورات ومساعدتهم بكل الطرق لتحويلها إلي تريلات صغيرة أو البحث عن وسائل نقل أخري أكثر أمانا. تحقيقات الأهرام ترصد حجم الخطر وتكشف عن حقيقة الأزمة التي تفجرت أخيرا بسبب الضرائب, وكذلك قرب انتهاء المهلة المخصصة لتحويل المقطورات. هي معركة شد وجذب, والمهم أن تنتصر الحقيقة ويعود الأمان علي الطرقات.