بعث رئيس بوروندي مع مستشاره للشئون العربية والاسلامية روكارا خطابا شخصيا للرئيس حسني مبارك ضمنه ان بلاده تبذل جهودا حثيثة لتقنع دول حوض النيل لتوحيد جهودها لوقف حالة الانقسام بالنسبة لرفض مصر التوقيع علي اتفاقية الاطار القانوني لمبادرة حوض النيل الا إذا ضمنت عدم المساس بحصتها المقررة من المياه بموجب اتفاقية عام.1992 وصرح روكارا بعد المقابلة بأن بوروندي لن تنسي لمصر انها وقفت بجانب كل حركات التحرر الوطني في افريقيا حتي حصلت علي استقلالها, كما اننا لن ننسي لها وقفتها الي جوار بلاده للخروج من مأزق الحرب الاهلية, وان هناك اطرافا خارجية تحقد علي دور مصر وتشوشر علي علاقاتها بدول افريقيا, فما هي هذه الاطراف ؟! إذا رجعنا لصحيفة هاآرتس الاسرائيلية الصادرة يوم25اغسطس2009 نلاحظ نشرها في مكان بارز ان مصدر اسرائيل الاساسي من المياه بدأ ينفد حيث ان منسوب بحيرة طبرية ينخفض كل عام بمعدل45 سم وهذا لا يساعد علي تشغيل طلمبات ضخ المياه من البحيرة بشكل جيد, بعدها بتسعة ايام بالضبط.. وفي3 سبتمبر دعا وزير الخارجية الاسرائيلية افيجدور ليبرمان في اثناء زيارته لأديس ابابا الدول الافريقية للمساهمة في تحقيق السلام بالشرق الاوسط, وذلك في اول يوم من جولته الافريقية التي شملت اثيوبيا وكينيا وغانا ونيجيريا واوغندا واعتبرت اول جولة يقوم بها وزير خارجية لاسرائيل منذ عام1991 الي منطقة جنوب الصحراء الكبري. وقد نظرنا كعرب لهذه الزيارة علي انها محاولة اسرائيلية لدعم علاقاتها الاقتصادية مع القارة الافريقية بعد قطع92 دولة منها علاقاتها بإسرائيل ابان حرب اكتوبر عام1973 ولكن سرعان ما خاب ظننا عندما صرح رئيس وزراء اثيوبيا يو23 نوفمبر2010 بأن مصر لايمكنها ان تكسب حربا معنا حول المياه, وعندما ربطنا بين تاريخ هذه الزيارة وبين مطالبة اربع دول افريقية من اجمالي عشر دول تشكل دول حوض النيل هي اثيوبيا وكينيا وتنزانيا وبوروندي من مصر والسودان في منتصف مايو2009 بالتوقيع علي اتفاقية الاطار القانوني لمبادرة حوض النيل والتي تعتمد علي تعديل اتفاقية عام1929 والتي رفضتها مصر وذلك لحكمة انها تعتمد علي مياه نهر النيل بنسبة95% بينما تعتمد اثيوبيا عليه بنسبة1%, وكينيا بنسبة2% وتنزانيا بنسبة3% وبوروندي بنسبة5% وستحتاج مصر الي71 مليار متر مكعب اضافية الي حصتها بحلول عام2017 والي23 مليار متر مكعب عام2025 بالرغم من ان مصر والسودان لا تحصلان الا علي4% سنويا من مياه النيل مع ان عدد سكانهما يصل الي نصف عدد سكان دول الحوض, وبتحليل ما سبق نستنتج ان اسرائيل بدأت منذ مطلع عام2009 بالايعاز الي دول حوض النيل بالمطالبة بثمن المياه التي تصل لمصر والسودان من منابعها, وتبلورت من مايو من العام نفسه الي اطار لتعديل اتفاقية عام1929 التي فرضها المستعمر عليها, ثم نشرت صحيفة هارتس يوم25 أغسطس ان مصدر المياه الاساسي لاسرائيل بدأ ينفذ واعقبتها بعد9 ايام زيارة ليبرمان لدول الحوض لتهنئتها علي المبادرة, وتوقيع اتفاقيات تعاون معها وبذلك اكتملت الدائرة وتم التعرف علي من الذي يحقد علي دور مصر وشوشر علي علاقتها الطيبة بالدول الافريقية بهدف التعاون معها لزيادة نصيبها من المياه من خلال مشروعات مشتركة تقلل من حجم المياه المهدرة في المستنقعات والفوالق الجبلية.