افتتح سمنار التاريخ العثماني بالجمعية التاريخية موسمه السنوي بعقد ندوة مصر والقدس واسفرت الندوة عن تشكيل لجنة منبثقة عن السمنار. تعكف علي اعداد دليل نقدي للدراسات التاريخية المصرية عن المدينة والقضية الفلسطينية.وفي بداية الندوة تحدث الدكتور عادل غنيم رئيس الجمعية عن الاهمية التاريخية لمدينة القدس. واشار الي انها مرت بثلاث مراحل اساسية من العمران: الأولي في العصر الأموي والثانية في العصر المملوكي والثالثة في القرن الأول من الحكم العثماني. ولفت ايضا الي ان الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والفكرية خلال الحكم العثماني للمدينة لم تحظ بعد باهتمام الدارسين المصريين. وعرض الدكتور عبدالرازق عيسي في ورقته للاتجاهات الرئيسية في الدراسات التاريخية المصرية حول القدس متسائلا عن مدي استفادة صانع القرار في العالم العربي بهذه الدراسات. كما انتقد تجاهل الصحافة المصرية لهذه الدراسات واستخدامها مصطلحات صهيونية من قبيل حائط المبكي بدلا من حائط البراق. وكشفت الورقة عن وجود فجوة في الدراسات التاريخية المصرية عن القدس حيث لاتوجد دراسة علمية واحدة عن القرون16 و17و18. ومع تأكيد الورقة علي ان الدراسات المصرية اكدت غياب اي دليل علمي تاريخي او اثري يعزز مزاعم الصهيونية عن يهودية القدس, فانها انتقدت اتجاه الجيل الجديد من المؤرخين المصريين الي تغليب العاطفة في تناولهم لقضية القدس, فيما ذهبت الي ان جيل الرواد كانوا اكثر وعيا بالقضية والتزمت دراساتهم بالعلمية. وقد اثارت الورقة غياب خطة لتحقيق التراث والمخطوطات بشأن القدس. ولفتت الدكتورة نللي حنا الانتباه الي استيلاء الاسرائيليين علي ارشيف المحاكم الشرعية بالقدس, وطالبت بالحصول علي نسخة من ميكروفيلم لهذه الوثائق لدي الاردن. وتناولت ورقة الدكتور جمال كمال العلاقات الاقتصادية بين مصر والقدس خلال العصر العثماني استنادا الي ارشيف المحاكم الشرعية المصرية. واشارت الي الوجود الحيوي للتجار المقدسيين في الاسواق المصرية ودور قوافل التجارة والحجيج فضلا عن الصناع المقدسيين وحركة التبادل التجاري النشطة. أما الدكتور ماجد إسرائيل فقد قدم في ورقته لرواية تاريخية متكاملة عن قضية دير السلطان, والذي اغتصبته قوات الاحتلال الاسرائيلي في عام1970 من الكنيسة القبطية المصرية وسلمته الي الاحباش. واشار الي ان البابا شنودة كان قد قال انه سيلجأ عبر الحكومة الي المحاكم الدولية. كما اشار الباحث الي تصريح رئيس الوزراء الاسبق كمال حسن علي بان دير السلطان لايقل قداسة عن طابا.