أصبحت مشكلة التلوث بمحافظة الأسكندرية خطرا داهما يهدد حياة المواطن السكندري.. وبات الأمر مزعجا ومشهدا مأساويا.. ترق له القلوب.. فالتلوث البيئي غطي المدينة علي مرأي ومسمع جميع المسئولين بالمحافظة.. دون أن يحرك لهم ساكنا.. بالرغم من صرخات آلاف المواطنين المضارين من جراء تلك الأزمة.. وأعطي المسئولون ظهورهم لكل من ينادي لهم طالبا الاستغاثة.. كما لو كان الأمر أزمة في بلاد الهند.. غير متعلقة بصحة المواطن بالعاصمة الثانية. تجولت الأهرام بين أركان الأزمة كي ترصد معاناة المواطنين, ففي منطقة وادي القمر نجد مصنع الأسمنت قابعا بين منازل المواطنين يبث أتربته المتلاحقة من فواهات المداخن.. غير عابئ بصحة المواطنين الذين ملوا الشكوي.. وأرهقتهم الصرخات دون أن يجدوا مسئولا بالمدينة لبحث شكواهم.. فالتقارير الصحية والبيئية تؤكد أن أصحاب منطقة وادي القمر يعانون ضيقا في التنفس وتحجر.. وأمراض حساسية مزمنة من جراء الغبار المتطاير من المصنع.. فضلا عن حياة منزلية مملوءة بالأتربة داخل البيوت.. فلا رادع لمسئولي الشركة.. ولا قرارات جريئة يتبناها مسئول بالمحافظة لوقف هذا التلوث القاتل الذي أصاب المواطنين في صدورهم بوادي القمر. ويؤكد العديد من المواطنين أنهم تقدموا بآلاف الشكاوي لمحافظ الاسكندرية ووزير البيئة إلا أن تلك الشكاوي ذهبت وتطايرت مع غبار الأسمنت الذي غطي وادي القمر والمناطق المجاورة وطالب المواطنين بإيجاد حل فوري وسريع وإرسال لجنة من وزارة البيئة محايدة للوقوف علي الحقيقة التي يعلمها المسئولون ويتجاهلونها لحسابات خاصة علي حد قولهم. أما المشهد الثاني من سلسلة التلوث البيئي الذي يعانية منه أهالي الاسكندرية فنجده في منطقة الدخيلة التي يقطنها ما يزيد علي مليون نسمة جميعهم يعانون من شركة الحديد والصلب فمن أول مشهد وأنت تطل برأسك علي هذه المنطقة الملوثة تجدها قد إكتسي لونها بالسواد.. وتحولت أسوارها.. وأشجارها وامتلأت بغبار أسود كثيف.. من جراء مادة الحديد الخام البليت المنقولة من ميناء الدخيلة إلي المصنع بطرق بدائية. أهالي منطقة الدخيلة تقدموا بآلاف الاستغاثات البيئية إلي وزير البيئة ومحافظ الاسكندرية فلم يجدوا ردا قاطعا في هذا الشأن وطالبوا لبيب بالعيش معهم لمدة ساعات قليلة كي يعايشهم المأساة بدلا من تجاهل شكواهم.. مطالبين بتوفيق أوضاع المصنع بيئيا.. مؤكدين أن هذه القضية أهم من قضايا تتبناها المحافظة والمسئولون عليها مثل قضايا التدخين في المقاهي والأماكن العامة.. فالأوضاع الصحية لأطفالنا ساءت والحياة أصبحت شبه مستحيلة.. ومسئولو البيئة بالمحافظة رفعوا أيديهم عنا وتفرغوا لقضايا هامشية لا تهم حياة المواطن بالمدينة من قريب أو بعيد مثل تدخين الشيشة. أما المشهد الثالث من تلوث الإسكندرية فتجده في استقبالك علي مداخل الاسكندرية.. معلنا عن وجود تلوث بيئي خطير.. عندها تضطر إلي غلق أنفك وأنت تسير وسط بحيرة مريوط فالشواهد لا تحتاج إلي تبرير أو تعليل.. أما السبب فكما تقول التقارير إن هناك ما يقرب من14 مصنعا تصب مخلفاتها الصناعية بالبحيرة غير عابئة بتلك الكوارث الخطيرة وبالرغم من علم المسئولين بتلك الأزمة إلا فإنهم لم يتحركوا لوقف إغتيال بحيرة مريوط المنسية التي شهدت أكبر نسبة تلوث بيئي وإعدام لثروات الأسكندرية الطبيعية ومازال مسلسل الاهمال مستمرا. محافظات الأهرام تفتح ملف التلوث بالاسكندرية كي تجد له حلا عاجلا وإصلاح ما أفسده صمت المسئولين.. وتسلط الضوء علي الاهمال المتعمد في القضايا البيئية بالعاصمة الثانية التي أصبحت بالأمر المزعج والمرعب لحياة المواطن بمحافظة الاسكندرية!!