تدفق الملايين من المصريين منذ فجر أمس أول ايام عيد الأضحي المبارك علي المساجد والحدائق والمتنزهات مهللين مكبرين فرحين بالعيد. يحاول كل منهم رسم البسمة علي وجوه أطفاله, وبدت مشاهد الأطفال أكثر من رائعة وهم ينطلقون في كل مكان.وكان اللافت للنظر إقبال الشباب الصغير علي الملاهي والحدائق والمساجد الكبيرة والصغيرة وشهدت الساحات تجمعات كبري ابتهاجا بهذا اليوم العظيم. تحقيقات الأهرام تابعت أجواء الفرحة في العديد من الأماكن والساحات والحدائق الكبري مثل مسجد مصطفي محمود والقناطر الخيرية والحدائق الدولية وكورنيش النيل الذي التف حوله المصريون بطول ساحل النيل في محافظات الجيزةوالقاهرة والقليوبية وغيرها وتفاصيل أخري حول فرحة العيد. في جو خريفي أقرب إلي الربيع إنطلق الملايين من الشباب والأطفال والعائلات إلي الحدائق والمتنزهات في مختلف أنحاء القاهرة والمحافظات الأخري... معبرين عن فرحتهم باللعب واللهو والانطلاق, تحقيقات الأهرام رصدت أجواء الفرحة في عيون المصريين في أسطر التحقيق التالي: في البداية شهد كورنيش النيل بطول ساحل محافظات القاهرة الكبري, إقبالا شديدا من المواطنين, احتفالا بعيد الاضحي المبارك, وتميز هذا العيد بزيادة أعداد الشباب المقبلين علي التنزه بشاطيء النيل من الجنسين, وقضي الكثيرون منهم أوقاتهم بين اللهو واللعب, أو تناول بعض الوجبات في الحدائق المطلة علي النهر الخالد. وشهدت صفحة مياه النيل انتشار الاتوبيس النهري, والمراكب من كل نوع التي لاقت إقبالا شديدا من الشباب للتنزه أو الانتقال بين ضفتي النيل والفسحة في عرضه بالمراكب الصغيرة مع ارتفاع الاغاني الشبابية التي ملأت الشاطيء والنهر معا. وأكد المهندس جمال سعدون مدير فرع الاتوبيس النهري أن هناك إقبالا شديدا من الأسر والشباب خاصة الذين يتحركون في جماعات امتلأت بهم وحدات الاتوبيس النهري السياحية والعادية, والتي بلغت هذا العام12 وحدة, وأن الاقبال الشديد عليها يرجع إلي أن سعرها يناسب ظروف المواطن العادي من متوسطي الدخل, بما يناقس الوحدات التابعة للقطاع الخاص, إذ من المقرر أن تصل أعداد الركاب الذين يستخدمون مرفق الاتوبيس النهري فقط نحو01 آلاف مواطن في الوقت الذي تتجه فيه هذه الوحدات في أنحاء منطقة النيل المجاورة من القناطر الخيرية شمالا, وحتي كوبري الجامعة لتقدم خدمات متنوعة في النزهة والانتقال لمناطق احتفالات الأعياد, مع توافر وسائل الأمان والتأمين للمواطنين. في الوقت نفسه أكد سمير فوزي أحد أصحاب المراكب الخاصة أن الكورنيش والمراكب تعتبر شيئا مهما لكثير من المصريين, لأن النيل هو حياتهم وسعادتهم وهو المصيف والمشتي, ولا تكتمل سعادتهم بالأعياد إلا بالتنزه في هذه المناطق, وأن هناك إقبالا شديدا وزحاما علي المراكب لانها فسحة ومتعة وقيمة الفسحة الواحدة بين3 و5 جنيهات حسب المدة. قصر النيل وفوق كوبري قصر النيل ازدحمت أعداد كبيرة من الشباب, وتقول مروة حسين من مصر القديمة إن الكوبري له مذاق خاص في جمع الشباب والتنزه علي الجانبين, وله سحر في التصوير والذكريات, لذلك فإننا نأتي إليه, لنري الوجوه السعيدة والفرحة في وجوه الناس, كما توجد به فرصة لتنفس الهواء المنعش طوال اليوم, ولرؤية المناظر علي جانبي النيل. ويري محمد عمر صاحب مركب أن الكورنيش له طبيعة خاصة في اجتذاب المواطنين والشباب بطول الساحل الذي يمتد نحو55 كيلو مترا, حيث المقاعد, وصانعو الشاي والقهوة, والجلسة الحرة دون قيود, ويمكن للمواطن أن يتناول وجبة خفيفة من باعة الكورنيش مثل الكعك, وتكون له فسحة جميلة بمبالغ محدودة. حدائق الكورنيش وقال عارف صبري من مواطني روض الفرج: إننا تعودنا الجلوس بالكورنيش لوجود حدائق بجانبه, ونحضر معنا احتياجاتنا وطعامنا لتجلس تحت الاشجار, ونعطي فرصة للاولاد لقضاء فترة من الوقت السعيد في أثناء العام الدراسي, والعيد هو المناسبة الطيبة التي تجمع الأسر والأفراد وسط هذه المشاغل, ويطالب أولادنا أحيانا استئجار مركبة صغيرة للتنزه في وسط النيل ثم يمارسون اللعب. ويضيف عم حسنين بائع أن هذه مناسبة سعيدة, حيث أحضر مبكرا جدا لبيع أنواع الحلوي التي يحبها الأولاد, وحتي الشباب, وأجد اقبالا منهم, وأحرص علي البيع بسعر معقول, خاصة أن معظهم من المناطق الشعبية والفقيرة, فهناك بالكورنيش الأسعار معقولة جدا, ويمكن للفقير أن يجلس طوال اليوم بدون مصاريف خارجة علي إرادته. أما القناطر الخيرية فقد استقبلت ما يقرب من مليون مواطن غالبيتهم من الشباب الذين خرجوا في شكل مجموعات, بينما قل أو تكاد تكون الحدائق قد خلت من العائلات بشكل ملحوظ باستثناء منطقة الشلالات علي ضفاف النيل. كما ظهر ذلك بوضوح ايضا بمنطقة الهرم التي ازدحمت بالشباب دون العائلات التي غالبا ما تحرص علي زيارة الأهل والاحتفال بالاضحية في أول أيام العيد, كما يقول شادي عبد الغني وإسلام الطيب من أحد مجموعات الشباب الذي حرصوا علي سماع الموسيقي والغناء. وفي منطقة الشلالات بالقناطر الخيرية يخرج سكان القري المجاورة ويتناولون الفتة والوجبات الشعبية علي ضفاف النيل.. أما الحدائق العامة بمنطقة القناطر الخيرية فقد فتحت أمام الزوار بالمجان, حيث تحولت إلي ملاه مفتوحة للشباب والاطفال الذين يطوفون الشوارع يغنون ويرقصون, وفي جانب آخر أخذت فرقة المزمار البلد مكانا مميزا التف حولها مئات من الشباب والأطفال يرقصون, بينما تعزف أفرادها ألحان العيد. وفي جانب آخر فرقة التنورة تعرض لوحاتها, وغيرها من الفرق الشعبية والفلكلور الشعبي. محمد حسين صاحب الفرقة يقول نحرص علي التواجد في الاعياد في الحدائق العامة, حيث إن الاعياد فرصة لتعريف الجماهير بأنشطتنا التي تدخل البهجة علي الزوار, كما أنها تكون فرصة لتنمية دخل الفرقة, حيث اننا نلاقي استحسانا من الجميع, ويأتي إلينا الاطفال والشباب يرقصون ويلهون معنا طوال اليوم. أما أصحاب الدراجات البخارية فكان لهم نصيب الأسد, حيث يقبل عليهم الشباب بشكل ملحوظ فضلا عن ركوب الخيل, والدواب التي يحقق أصحابها إيرادات كبيرة أيام الأعياد نتيجة إقبال إعداد كبيرة من الشباب عليها, وهو ما أعطي شعورا بالزحام لبعض الشيء, ومعهم عربات الحنطور التي خرجت علي كباري وحدائق القناطر... وزاد الاقبال من الشباب علي الرحلات النيلية بشكل ملحوظ, حيث تبارت اللنشات والقوارب في وضع الزينات, واستخدام الكاسيت لإذاعة الاغاني الشبابية, ولكن يشكو الشباب من المغالاة في أسعار الألعاب الترفيهية, وأسعار اللنشات والحنطور, بينما يري البعض الآخر أنها مناسبة لا تتكرر كثيرا, ويمكن دفع أي أجرة تطلب منهم في هذا اليوم لأنه يمثل يوما سعيدا هروبا من المذاكرة, وتسلط الأهل, كما يقول خالد إبراهيم طالب بكلية الآداب. من ناحية أخري فتح متحف الري أبوابه أمام الزائرين, حيث وجد إقبالا ملحوظا من الزائرين علي شراء الزهور, وكالعادة استغل الباعة الجائلون الشوارع المؤدية للحدائق بشكل واضح, وهو ما يتسبب في الزحام في بعض المداخل المؤدية إلي الحدائق النموذجية علي النيل. وبشكل عام لوحظ التنظيم الجيد, ووجود رجال المرور, وتخصيص أماكن للسيارات, وأماكن أخري يحظر فيها ركن السيارات.