شعب طيب مسالم ومكافح, لاتري عصبية بين أبنائه مسلمين أو مسيحيين.. حاربوا ثلاثين عاما لنيل حريتهم واستقلالهم عن الوصاية الإثيوبية ومن قبلها قاوموا الاستعمار الايطالي من1891 الي1941, كل قرية تقريبا في البلد الذي تبلغ مساحته نحو124 ألف كيلومتر بها مسجد وكنيسة, يعيش سكانها جنبا الي جنب بلا حساسيات عرقية أو دينية. منذ استقلالها عن إثيوبيا عام1993 تحول الكفاح من طريق الحصول علي الحرية والاستقلال الي إعادة بناء ما دمرته الحرب وتوفير المتطلبات الأساسية لأبناء الشعب البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة ينتمون الي تسع مجموعات عرقية من بينها التيجرانية والتيجراي والبجا والعفر.. توافرت الكهرباء بالفعل لما يتراوح بين60% و70% من أبناء الشعب وكذلك المستشفيات ومياه الشرب النقية التي يهتمون بها أكثر من الكهرباء لأسباب صحية.. الشوارع نظيفة وكثير منها معبد ومرصوف.. والعاصمة أسمرة اتسعت كثيرا خلال السنوات العشرين الأخيرة في نهضة عمرانية بفضل أموال العاملين بالخارج.. يوجد بها تمثال لشاعر روسيا الكبير الكسندر بوشكين أهدته موسكو لها باعتباره ابن رجل اريتري ذهب للعمل مع أحد الاقطاعيين الروس وتزوج وأقام هناك, كما توجد بها مقبرة ضخمة لمعدات الحرب التي دمرها الاريتريون للجيش الإثيوبي خلال حرب التحرير ومعظمها روسية الصنع أيضا, وكذلك مقبرة لبعض قتلي الحرب العالمية الثانية بين انجلترا وايطاليا وحلفاء كل منهما والتي شهدت نهايتها مدينة كرن التاريخية. وكما نجح الاريتريون في حملة مكافحة مرض الملاريا وخفضت الاصابة بنسبة85% حيث ان75% من أراضي البلد مناطق معرضة للاصابة بهذا المرض, ويعيش67% من سكانها في مناطق حارة, نجحوا أيضا في حملة التشجير واقامة الغابات الصناعية علي الطرق الرئيسية وحول العاصمة لصد سحب الضباب التي تحجب الرؤية بسبب ارتفاع المدينة عن سطح الأرض بأكثر من2000 متر, واستخدموا الطلاب في زراعة الأشجار خلال العطلة الصيفية كخدمة عامة لمدة شهر كل عام, قال ذلك أحمد محمد عمر مدير القسم العربي بإذاعة اريتريا ل الأهرام مضيفا أنهم نجحوا أيضا في القضاء علي شلل الاطفال والحمي الصفراء, وحفاظا علي الصحة العامة حظرت الحكومة نبات القات والشيشة في الأماكن العامة. ومثل أي شعب, يشكو الاريتريون من غلاء أسعار السلع برغم الدعم الذي تقدمه الحكومة.. فكيلو اللحم ارتفع من60 نقفة(4 دولارات) الي200 نقفة(13 دولارا) في أقل من3 شهور وتراوح سعر البيضة بين جنيهين وثلاثة جنيهات مصرية مع أن متوسط راتب الموظف الحكومي1300 نقفة أي أقل من500 جنيه مصري, وموظف القطاع الخاص ثلاثة أضعاف هذا المبلغ, أما شبكة العروسة ومهرها فتعادل أوقيتين من الذهب أي(750 دولارا) ولم يعد أحد يقدم رءوس الماشية شبكة أو مهرا كما كان يحدث في الماضي. تقدير كبير لدور المرأة الاريتريون ينحدر معظمهم من أصول يمنية حيث هاجر اليمنيون إليها بعد انهيار سد مأرب, أي أن أصولهم سامية بمن فيهم التيجرينيون والتيجراي بينما الكوش من أصول حامية إثيوبية, تحظي المرأة الاريترية باهتمام كبير في الوظائف العامة وتؤدي الخدمة الوطنية العسكرية مثل الرجل, وهناك أربع سيدات يتولين وزارات العدل والصحة والعمل والسياحة من بين15 عضوا تتكون منهم الحكومة تقديرا لدورها في حرب التحرير والعمل العام. وتوجد4 صحف تصدر بالعربية والتيجرينية والتيجراي والانجليزية, ويعتبرها البعض صحيفة واحدة بعدة لغات لتشابه مضمونها الاخباري والتحليلي, تصدر في العاصمة أسمرة التي يعني اسمها المتحدة نظرا لتكونها من ثلاث قري متجاورة, أما النقفة فهي اسم أول بلدة حررها الثوار وصمدوا فيها عشر سنوات, ولم يستطع الاثيوبيون استعادتها منهم أبدا فأطلقوا اسمها علي العملة الوطنية. التعددية الحزبية لم يحن وقتها لم تطبق اريتريا نظام التعددية الحزبية بعد برغم النص عليها في الدستور, وتعهد الرئيس أسياسي أفورقي بتطبيقه في الوقت المناسب, البعض يري أن عدم تطبيقه برغم مرور20 عاما تقريبا علي الاستقلال هو محاولة من أفورقي للبقاء في السلطة بأي ثمن وقمع المعارضة واغلاق الصحف المعارضة وحبس صحفييها, أما الرئيس فيقول إن بناء أمة وإعادة بناء ما دمرته الحرب يحتاجان الي التركيز علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية أولا, فبدونها لن تكون هناك أمة, أما البناء السياسي للأمة فيأخذ فترة طويلة ويحتاج الي هدوء وظرف ملائم ويعتقد أن حكومته تسير في الاتجاه الصحيح وأنها أنجزت الكثير, ورفض الاتيان بقوالب جاهزة من الخارج والمطالبة بتطبيقها في اريتريا لأن لكل بلد ظروفه. كما أكد أفورقي أن السوق الاريترية مفتوحة لكل المستثمرين ورجال الأعمال الجادين بمن فيهم المصريون لتحقيق المصلحة المشتركة. مشروعات تعاون متعددة ويقول إيهاب حمودة سفير مصر في اريتريا إن السلع الغذائية المصرية موجودة بكثرة هناك, وكذلك الأقمشة, خاصة ملابس الأطفال والسيدات والأثاث وبطاريات السيارات واطاراتها والسيراميك والحديد والأسمنت, حيث تتميز برخص سعرها وسرعة وصولها مما يجعلها أكثر قدرة علي المنافسة مع المنتجات الصينية بوجه خاص, كما أن الأدوية المصرية تشكل65% من مجموع الأدوية المعروضة في الصيدليات الاريترية مقابل25% للصين والباقي للهند ودول أخري. ويقول السفير إن قطاعات مثل الأدوية والأسمنت من المجالات الواعدة في الاستثمار حيث ان لديهم ما يكفي من خامات لانتاج الأسمنت والطوب الحراري وغيرها لمئات السنين وفقا لتقدير خبير مصري زار اريتريا أخيرا, وأشار الي أن الصين بدأت في إنشاء مصنع للأسمنت وأن هناك اقتراحا مصريا باقامة مصنع للأسمنت وآخر للطوب الحراري وتجري دراستهما حاليا, كما تقدم مستثمر مصري بمشروع لانتاج الكهرباء من طاقة الرياح علي الطريق بين مصوع وعصب وتجري دراسته, وتقدمت وزارة الكهرباء المصرية بمشروع للربط الكهربائي بين المدن الخمس الرئيسية والمناطق النائية والقري المحيطة بها وتجري دراسته والبحث عن جهة تموله. ويضيف السفير أن الرئيس الإريتري مهتم بالأمن الغذائي وهناك رغبة قوية في أن تشارك مصر مع دول أخري في الانتاج الزراعي في اريتريا.