أسعار الجمبري والكابوريا اليوم السبت 4-5-2024 في محافظة قنا    عمرو أديب عن الفسيخ: "مخلوق مش موجود غير في مصر.. تاكله وتموت سعيد"    مصدر ل تايمز أوف إسرائيل: صبر واشنطن مع حماس بدأ ينفد    8 مستندات لتحديد تاريخ مخالفة البناء.. اعرفها لتقديم طلب التصالح    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024.. عز 24155 جنيها للطن    توريد أكثر من 16 ألف طن قمح بالإسكندرية    أخبار مصر: خبر سار للاقتصاد المصري، فرمان بنهاية شيكابالا في الزمالك، شيرين تثير الجدل بالكويت، أمريكا تطالب قطر بطرد حماس    أسعار الذهب في بداية تعاملات السبت 4 مايو    حسين هريدي: أمريكا لا تؤيد فكرة وقف إطلاق نار دائم في غزة    دبلوماسي روسي ينتقد الاتهامات الأمريكية بتورط موسكو في الهجمات الإلكترونية على أوروبا    بلينكن يقول إن هجوما إسرائيليا على رفح سيتسبب بأضرار "تتجاوز ما هو مقبول    جيش الاحتلال يعتقل 5 فلسطينيين من بلدة سبسطية شمال غربي نابلس بالضفة الغربية    الزمالك يختتم تدريباته استعدادًا لمواجهة سموحة    موعد مباراة الأهلي والجونة والقنوات الناقلة في الدوري المصري    بداية من اليوم.. ممنوع دخول المقيمين إلى مكة المكرمة إلا في هذه الحالة    تصل ل600 جنيه.. سعر اللوحات المعدنية في قانون المرور الجديد (تفاصيل)    حالة الطقس المتوقعة غدًا الأحد 5 مايو 2024 | إنفوجراف    مونودراما فريدة يختتم لياليه على مسرح الطليعة في هذا الموعد    نشرة المرأة والصحة : نصائح لتلوين البيض في شم النسيم بأمان.. هدى الإتربي تثير الجدل بسعر إطلالتها في شوارع بيروت    اكتشاف جثة لطفل في مسكن مستأجر بشبرا الخيمة: تفاصيل القضية المروعة    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    30 دقيقة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية» السبت 4 مايو 2024    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    رسالة من مشرعين ديمقراطيين لبايدن: أدلة على انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعرف صديقك قبل أن يصبح عدوك

أزمتنا مع دول المنبع والحملات العدائية التي تشنها صحفهم ضد مصر، كشفت عن مدي ضرورة أن نقرأ من جديد هذه الدول، التي جعلت من مصر هبة النيل باعتبارها منبعه، حتي لا ينفرط عقد الحوض المائي من أيدينا، ونعرف أصدقاءنا بصورة واقعية وعن قرب حتي لا يصبحوا أعداءنا.
فكان من المهم جدا، أن نقترب وندرس كل طبائع شعوب منابع النيل، خاصة أن شباب الحوض هم من يقودون قوي تغيير الواقع النيلي، وأعداؤنا مثل إسرائيل، وإيران وغيرهما يصورون لهم مصر علي أنها تعيش في رغد وتعطشهم، وتحول صحراءها لأرض خضراء بمياههم التي لا يحصلون عليها ..فهل نستطيع العودة للتأثير من جديد علي قرار هؤلاء. ؟!
1 - أوغندا.. أرض المؤامرات والانقلابات
علي سبيل المثال قراءة التركيبة المجتمعية في أوغندا «2434000كم2»، ربما تكون مفتاحا مناسبا لفهم تحولات مجتمع حوض النيل، أقرب إلي قطع «الموزاييك».. لكل منها لونه الخاص وطريقته في التعامل، فمن حيث التركيبة الدينية، يشكل المسلمون حوالي 52% من تعداد أوغندا والكاثوليك 32% والبروتستانت 12%.. ويتوزع 4% من السكان بين أديان وعقائد أخري مثل اليهودية، والهندوسية والبهائية.. والعقيدتان الأخيرتان نتجتا جراء الهجرات الآسيوية من الهند وباكستان.
وكان للعديد من موجات الهجرات تأثير مباشر علي التركيبة «الديموجرافية» لأوغندا، إذ شهدت هجرات متعددة من دول مجاورة مثل زائير ورواندا.. واختلطت بالسكان الأصليين، حوالي «20 قبيلة».. وينتمون إلي زنوج «البانتو» والنيليين «الحاميين».. و«البانتو» تضم جماعات «الباجندا» «20% من السكان» والباسوجا، والبيانكوري، والكراجوي، إلي جانب جماعات صغيرة منها «أباجسو» و«باتيولي» و«باجوب».. وتضم القبائل النيلية «الحامية»، جماعات : «الأبنوس» و«الكارموجا» و«البادي».. وتشمل القبائل الزنجية إلي جانب «البانتو»، «لو»، و«لانجو» و«الألور»، إلي جانب بعض الأقزام في مناطق العزلة بالغابات، «اللباكو» وبعض قبائل سيرياتل.. وهي تركيبة سكانية لا تختلف في ملامحها عن التكوين الديموجرافي لشرق «الكونغو» حيث الغابات والقبائل التي اعتبرت موئلا للعديد من هذه الأعراق.
ووصلت حملة «الخديوي إسماعيل» إلي هذه البقعة التي اعتبرها امتدادا مهما للحدود السودانية لتأمين منابع النيل.. وهو ما نتج عنه فيما بعد تغيرات جوهرية في الانتماءات الدينية للأوغنديين، إذ بدأ تحول العديد منهم إلي الإسلام، وبدأت الإرساليات التبشيرية تمد يدها إلي المنطقة بعد أن بسط الإنجليز نفوذهم عليها في أعقاب الحملة، وخاصة بعد أن انسحبت مصر من الأراضي السودانية إثر الثورة المهدية هناك، أي بعد الحملة بما يقارب ال 22 عاما.
وفي عام 1971 أطاح الميجور «عيدي أمين» بحكم «أووتي»، وبدأ العديد من حركات التمرد في الظهور، إلا أن سطوة نظام «عيدي أمين» دفعت الكثيرين من مناهضيه إلي الفرار للدول المجاورة.. وساءت علاقات عيدي أمين مع دول شرق القارة، ودخل في مشاكل حدودية مع كينيا، والتي قادت بدورها حملة مناهضة لأمين وعلي نظامه السلطوي.
وسقط حكم الرئيسي الأوغندي بعد أن تم غزو بلاده من قبل تحالف عسكري ضمن القوات التنزانية، والقوات التابعة للجيش الوطني لتحرير أوغندا.. ودخلت القوات التنزانية العاصمة كمبالا، حيث شكل «دابوش لول» حكومة انتقالية من عناصر جيش تحرير أوغندا.. ثم خلفه «قومزي بنسيا»، لكن ما لبث أن أطاح به الجناح العسكري للجبهة الوطنية لتحرير أوغندا.. وفي عام 1980 جرت انتخابات داخلية، فاز فيها حزب المؤتمر الوطني.. وأصبح «أووتي» رئيسا للجمهورية، وفي عام 1985 حدث انقلاب عسكري بقيادة «تيتو أوكلو» أطاح بحكومة «أووتي»، وفي العام 1986 أطاح انقلاب «يوري موسفيني» بحكومة تيتو أوكلو.. واستمر «موسفيني» إلي الآن، لكن لم تهدأ الاعتراضات، وحركات التمرد، وبقي يطارده «جيش الرب».
2 - كينيا..«التوقيع» بأمر نتانياهو
قبل يومين من انضمام كينيا «580367كم2» إلي الاتفاقية الإطارية، التي وقعتها كل من : أوغندا ورواندا وأثيوبيا وتنزانيا، كانت الأنباء تتطاير حول أن رؤساء : كينيا وبورندي والكونغو الديمقراطية، قد تلقوا رسائل من رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو» يحث فيها علي الانضمام للاتفاق الرباعي، وقال نتانياهو للرؤساء الثلاثة أنه كصديق يدعوهم للتوقيع، لأن هذا من شأنه أن يحقق مصالحهم المائية!
فما يقرب من 45% من سكان كينيا «31 مليون نسمة تقريبا» يدينون بالمذهب البروتستانتي، و33% يعتنقون الكاثوليكية، و10% مسلمون، 3,0% بوذيون، و2% يمثلون مزيجا من ديانات محلية مختلفة.
وفي حين ينتمي أغلب سكان كينيا إلي «البانتو»، ويتوزعون بين 40 قبيلة تقريبا، منها «الكيكويو» و«الكاما» و«الكيس» و«ميرو» «التركانا» و«الغاندي» و«الماساي»، فإن هناك مزيجا من الجاليات المختلفة، فريد في تنوعه.. حوالي 50 ألف نسمة ينتمون إلي أصول عربية، ويشكل الباكستانيون والهنود والإيرانيون، حوالي 60 ألف فرد، إلي جانب 40 ألفا ينتمون إلي جنسيات أوروبية مختلفة.ورغم أن العديد من هذه الجاليات تعمل بصورة أساسية في مجال التجارة إلا أن الاقتصاد الكيني زراعي في المقام الأول.. وتعتمد كينيا علي الزراعة بنسبة 78% نظراً «للأمطار الغزيرة التي تتمتع بها المنطقة، حيث تجود زراعات: الذرة والموز والأرز والقمح، والشاي والبن وقصب السكر.
وبينما يشكل البن 25% تقريباً من قيمة الصادرات الكينية، فإن تحولاً صناعياً ملحوظاً بدأ يطرأ عليها بعد أن اتجهت نحو توليد الكهرباء وإقامة عدد من المشاريع المولدة للطاقة. وكينيا وقعت تحت الاحتلال البريطاني عام 1888 عقب توقيع إنجلترا الاتفاقية مشتركة مع ألمانيا لاقتسام شرق أفريقيا، إذ أخذت ألمانيا القسم الجنوبي «تنزانيا» وحصلت بريطانيا علي وسط وشمال «الشرق الأفريقي» حيث كينيا والجزء الأكبر من الصومال. وكان النفوذ البريطاني في هذه المنطقة قد بدأ مستتراً خلف شركة «شرق أفريقيا»، إذ تمكنت هذه الشركة «إنجليزية الجنسية» من إبرام معاهدة مع سلطان زنجبار.. صاحب السلطة الشرعية- آنذاك- علي شرق أفريقيا عام ,1886 وكان بمقتضاها أن تم تحديد مناطق النفوذ بين الاستعمار البريطاني والألماني، وتم تحديد هذه المناطق بمد الخط الفاصل بينهما من شمال «بنجاتي» علي ساحل المحيط الهندي إلي بلدة «شيراني» علي بحيرة فيكتوريا، ثم تنازلت الشركة فيما بعد عن حقها للحكومة البريطانية!.. واستمرت الوصاية البريطانية علي كينيا إلي أن استقلت عام ,1963 وتم إعلان الجمهورية في السنة التالية لاستقلالها.
3 - تنزانيا.. اقتصاد زراعي إلا قليلاً
تتكون تنزانيا.. ثالث الدول الموقعة علي الاتفاقية من 120 قبيلة ينتمون في مجملهم إلي العناصر الزنجية والحامية.
ومن أبرز هذه العناصر «بانتو الوسط» يزيد بينهم المسلمون علي مليونين.. ونسبة المسلمين بشكل إجمالي تمثل حوالي 85% من عدد سكان تنزانيا «28 مليون نسمة تقريباً» والمسيحيون 15%.
والاقتصاد التنزاني هو اقتصاد زراعي وتمثل الصادرات الزراعية 85% تقريباً من إجمالي الصادرات هناك، حيث تجود زراعات الأرز والذرة والنباتات الدرنية.. وتشغل الغلات الزراعية 60% من الأراضي الزراعية، إلي جانب الحاصلات المشتركة بينها وبين العديد من دول المنبع مثل القطن والبن والسيس والكاسافا وقصب السكر ونخيل الزيت.
وتشكل- كذلك- الثروة الحيوانية دعامة رئيسية في الاقتصاد التنزاني، حيث تضم تنزانيا حوالي 11 مليون رأس من الأبقار و10 ملايين رأس من الأغنام والماعز.. إلي جانب أن إنتاجها من المعادن يشمل القصدير والنحاس والفوسفات.. ويوجد بها عدد من الصناعات المهمة، مثل المواد الغذائية والمنسوجات وصناعة الجلود.
4 - الكونغو الديمقراطية.. رهان اللحظات الأخيرة
رغم أن الكونغو «كينشاسا» لم تكن بين الدول الموقعة علي الاتفاق الإطاري بين الدول الأربع، إلا أن المؤشرات الأولية لمواقفها لم تعكس أنها رافضة للاستمرار في الاتفاقية.. وقد كانت الكونغو في كثير من الأحيان مسرحاً للعديد من الاضطرابات الداخلية.
فبعد حصول الكونغو علي الاستقلال، في عام 1959 فاز پاتريس لومومبا زعيم الحركة الوطنية الكونغولية في أول انتخابات نيابية حرة، ولذلك عُين أول رئيس وزراء للدولة المستقلة، وإذ أن منصب رئيس الجمهورية الذي شغله جوزيف كاسافوبو «قائد تحالف باكونكو الموالي للاستعمار البلجيكي» كان شرفياً، وبعد الاستقلال مباشرة قامت بلجيكا بمساندة حركات انفصالية في إقليمي كاتنكا الغني بالبترول «بقيادة مويز تشومبي» وجنوب كاساي، ثم ما لبث أن اندلع خلاف بين كاسافوبو ولومومبا أفضي إلي أن طرد الأول الثاني من منصبه.
وينتمي السكان إلي أربع مجموعات عرقية رئيسية هي: الكنغوليون والباتيكا والمابوشي وجماعات السنغا، وهناك جماعات مهاجرة من الدول المجاورة، وتزداد كثافة السكان في القسم الجنوبي من البلاد.. ويعيش أكثر من ثلث السكان في كينشاسا العاصمة، ومدينة «بوانت نوار»، ويوجد أكثر من ألفين من الأوروبيين، والفرنسية لغة البلاد الرسمية.
ويتنوع أهالي الكونغو دينياً: 3,62% مسيحيون، و7,27% مسلمون، و10% ديانات محلية.. بالإضافة لوجود مجموعات صغيرة من شهود يهوه والمورمون ومن أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
5 - رواندا.. النهضة علي أشلاء «الإبادة الجماعية»
جذبت جمهورية رواندا وتعني «أرض الألف تل» اهتماماً دولياً واسعاً نتيجة عمليات الإبادة الجماعية التي شهدتها أراضيها، بين قبائل الهوتو التي تمثل 80% من السكان وقبائل التوتسي «20%» إذ يعد الاستقرار والسلم الأهلي نادر الحدوث في كل من بوروندي ورواندا حيث دارت عدة حروب قبلية كان السبب المباشر فيها التدخل البلجيكي في شئون السكان ورفع شأن بعض الفئات من التوتسي علي حساب باقي السكان في بعض الأحيان، ومن ثم كسب ود الهوتو الأكثرية والدفع بهم للأخذ بالثأر القبلي من جميع التوتسي.
وفي أبريل 1994 شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من التوتسي، وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قُتل ما يربو علي 800 ألف شخص وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب.
وبعد مرور 25 عاماً علي انتهاء الإبادة الجماعية، خطت رواندا خطوات مهمة في طريقها لإعادة البناء داخلياً، لكنها لاتزال تعاني من آثار تلك الفترة، لقد تركت الإبادة الجماعية آثاراً سيئة علي كل قطاع تقريباً في المجتمع الرواندي.
أما علي الصعيد الديني، فإن 6,49% من السكان كاثوليك، و9,43% بروتستانت، و6,4% مسلمون، و7,1% لادينيون، و1,0% ديانات محلية.
6 - أثيوبيا.. 85% من «نيل مصر»
أثيوبيا أو «الحبشة» كما تعرف في الأدبيات التراثية العربية، كانت هي أحد رؤوس الحربة التي روجت للاتفاق الإطاري بين دول المنبع.. ورغم العلاقات التاريخية والجغرافية التي ربطت بين أثيوبيا ومصر والسودان، إلا أن هذا لم يمنعها من التحرك بشكل مضاد تجاه المصالح المصرية أو السودانية.
وبحسب العديد من المراقبين، فإن التحول الأثيوبي سببه العديد من العلاقات الثنائية التي جمعت بين الدولة الواقع داخل حدودها بحيرة «تانا»، أحد المصادر الرئيسية للنهر، والدولة العبرية التي تسعي منذ فترة طويلة إلي أن تبسط نفوذها علي منطقة الحوض، ليكون لها منه نصيب.
وهي اللعبة التي بدأت تطال قطاعات إعلامية أثيوبية «مؤثرة»، حيث اتجهت صحف أثيوبية إلي الضغط بنغمة «التغيير» ورغبات «الشباب» العارمة في صناعة دولة قوية ذات مواقف مؤثرة، لتمرير رسائل مفادها مزيد من التشدد أو مزيد من المعارضة الداخلية، إذا ما حدث أي تراجع أو تراخ في المواقف!
وفيما تنقسم أثيوبيا إلي 9 أقاليم مختلفة، بحسب العرق هي: عقار وأمهرة وقماز وجاميلا وهرري وأوروميا، وأوجادين، والأمم الجنوبية، وتيجراي، بالإضافة إلي مدينتين ذاتا طابع خاص هما: أديس أبابا وديرة داوا.. يتوزع سكان أثيوبيا وفقاً للديانة : 5,66% مسيحيون، منهم 5,43% يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية، والباقون ينتمون إلي طوائف أخري كالبروتستانتية والكاثوليكية.. و9,30% مسلمون، و6,2% يمارسون المعتقدات التقليدية هناك.
ورغم أن مسيحيي الحبشة حتي عام ,1974 كانوا يتبعون الكنيسة القبطية المصرية، وهو ما كان يدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أن المواقف الأثيوبية، في كثير من الأحيان، لم تكن علي نفس القدر المطلوب.
وكان أن تحالف حكام الحبشة خلال القرنين 16 و17 وما تلاهما من فترات استعمارية للقارة السمراء، مع العديد من البلاد الأوروبية مثل «البرتغال وهولندا وإيطاليا» ضد الدول العربية المجاورة لها أو القريبة منها، مثل مصر واليمن والصومال.
وخطورة الأمر في التحركات الأثيوبية، هي أن 85% من مياه «نيل مصر» مصدرها النيل الأزرق الآتي من هضبة الحبشة.
وتشهد أثيوبيا عددا من التحولات في علاقاتها بدول الجوار، إذ أنها ومنذ أتي إلي الحكم «ميليس زيناوي» قائد جبهة تحرير تجراي «TLF» الانفصالية، عام ,1991 حدث تقارب ثنائي بين الخرطوم وأثيوبيا، وشهدت العلاقات مع الدول العربية في بداياتها تحسناً ملحوظاً، فيما عدا اريتريا التي يحكمها «اساياس أفورقي» قائد الجبهة الشعبية للتحرير التجرينية «TPLF» والتي كانت شديدة القرب عرقياً وسياسياً من جبهة زيناوي خلال سنوات الثورة.
7 - بوروندي..للأقلية «أحكام»
بوروندي، هي جمهورية صغيرة في وسط قارة أفريقيا، وهي دولة داخلية لا سواحل لها، تقع ضمن هضبة البحيرات في وسط أفريقيا، في شمالها رواندا، وشرقها وجنوبها تنزانيا وفي غربها زائير، وتطل علي القسم الغربي الشمالي من بحيرة تنجانيقا، حيث تسير حدودها مع زائير «الكونغو الديموقراطية».
خضعت للاستعمار الألماني نهاية القرن الماضي حيث أضيفت للمستعمرة الألمانية وبعد الحرب العالمية الأولي وضعت تحت انتداب بلجيكا وأعلنت بها الجمهورية بعد عامين من استقلالها.
تبلغ مساحة بوروندي نحو 278000 كيلو متر، وتشرف أرضها من الغرب علي حافة أخدود شرقي أفريقيا وحيث بحيرة تنجانيقا، ثم ترتفع أرضها مكونة سلاسل جبلية بركانية، يصل ارتفاعها إلي أكثر من ألف وثمانمائة متر، ثم تسود أرضها هضبة تمتد حتي حدودها مع تنزانيا، وأبرز أنهارها رويزيزي.. وهناك روافد عديدة تصل إلي نهر كاجيرا، أول منابع النيل من الجنوب. والتركيبة السكانية لبوروندي مكونة من قبائل الهوتو 75% والتوتسي 25%.. والسواحلية هي لغة التجارة هناك.. ويلم بها معظم السكان، فإذا كنت مثلا تتجول في السوق ستجد عبارة «فريبو» وتعني «تفضل» بالعربية علي لسان الباعة أصحاب المحال وهي تدل علي مدي الارتباط اللغوي والثقافي العربي الموجود في دول شرق أفريقيا، وليس من قبيل المصادفة أن تتضمن السواحلية 60% من المفردات العربية.. وبصفة عامة لا يوجد إحصائيات دقيقة لنسب الأديان في بوروندي، ولكنها تقدر علي النحو الآتي: 60% من السكان كاثوليك، 10% مسلمون، و30% مجموعات مسيحية مختلفة وأخري ذات ديانات محلية.
منذ استقلالها عن فرنسا عام ,1962 تحكم بوروندي أقلية التوتسي، وعند إجراء أول انتخابات ديمقراطية عام ,1993 فاز زعيم حزب الهوتو ملكيور نداداي فأصبح أول رئيس من الأغلبية الهوتو، وبعد عدة أشهر قامت مجموعة من الضباط التوتسي بإسقاط طائرته، واندلعت حرب أهلية انتهت ببقاء السلطة في يد أقلية التوتسي، وتحت إلحاح دولي قبل الزعيم الجنوب أفريقي نلسون مانديلا، علي مضض، ترؤس لجنة المصالحة لفترة ثم انسحب لرفض التوتسي مبدأ «لكل شخص صوت» الذي سينتهي إلي احتكار الهوتو للسلطة وبقائهم - أي التوتسي - كأقلية سياسية في الحكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.