إن أعظم مايمكن أن تقدمه مصر للسودان هو الفلاح المصري لأنه ببساطة سيعيد صياغة علاقة الإنسان السوداني بالأرض.. عبارة قالها قبل سنوات قائد جنوبي بارز. فهل ينجح حزب الوفد في أن يحولها الي واقع. بعدما كشف ل الأهرام عن اتصالات بالحكومة السودانية للحصول علي نصف مليون فدان بشمال السودان وتوزيعها مجانا علي الفلاحين المصريين, مفتتحا موسم الوعود الانتخابية قبل أيام من إعلان الحزب الوطني عن برنامجه الانتخابي؟. وعلي الرغم من الضجيج الإعلامي وعدم اليقين الذي عادة مايسيطر علي مثل هذه النوعية من المشروعات, فإن النائب مصطفي الجندي مساعد رئيس حزب الوفد للشئون الافريقية ودول حوض النيل, بدا متفائلا في قدرة حزب الوفد علي انجاز هذا المشروع, بالنظر الي علاقات الأخير التاريخية بالسودان, مشيرا الي ان حزبه تلقي اشارات ايجابية من الرئيس السوداني عمر البشير والحكومة السودانية نحو الموافقة علي منح الأرض للوفد بأسعار تشجيعية, علي ان يخضع المشروع لشراكة سودانية مصرية بما يتيح نقل خبرات الفلاح المصري لنظيره السوداني. وأوضح النائب مصطفي الجندي ممثل مصر في البرلمان الافريقي لأربع سنوات وعراب المشروع, أنه بعد حصول الوفد علي حق الانتفاع بنصف المليون الفدان سيقوم بتوزيعها مجانا علي شركات مساهمة يقوم بانشائها الفلاحون المصريون في القري الواقعة داخل الدوائر الانتخابية لمجلس الشعب, علي أن يمتلك الشباب66% من الأسهم والباقي لأصحاب الحيازة والقادرين ماديا. وقال نائب الوفد الذي تربطه علاقات وطيدة بمسئولين ومعارضين في دول حوض النيل علي رأسها السودان, إنه من المحتمل ان يقوم برفقة رئيس الوفد السيد البدوي قريبا الي السودان لاستئناف المشاورات في هذا الشأن. ولفت الجندي مرشح الوفد في دائرة تمي الأمديد بالدقهلية, الي ان صندوق التأمينات الاجتماعية وافق علي تمويل الجانب السوداني من المشروع, معتبرا نصف المليون فدان بداية علي طريق مشروع ضخم سيسعي الوفد الي تمويله لاحقا من زكاة الأغنياء في البلدين. وتعطلت مشروعات مماثلة في شمال السودان بسبب نزاعات بين حكومة الخرطوم ومواطنين حول ملكية الأرض.