في عالمنا العربي موجات من العنف بأشكاله المختلفة حتي بين أبناء الوطن الواحد للمدي الذي أصبح فيه الاشقاء يتقاتلون ويتناحرون فيما بينهم متناسين قضيتهم الاساسية. وبدلا من أن يوجهوا كفاحهم ضد عدوهم الحقيقي وغاصب وطنهم نجدهم يكرسون سلوك التفاؤل والتناحر مشعلين شرارات النزاعات القبلية والطائفية التي تجهز في النهاية علي وطنيتهم وعروبتهم للدرجة التي جعلت مباراة في كرة القدم بين بلدين شقيقين تتحول الي ازمة سياسية عارمة, ألم يأن الأوان إلي مراجعة وتحليل أسباب التعصب والتشرذم واعتناق سلوك المذهب والطائفة بدلا من تغليب مبدأ التعايش والتسامح وترسيخ ثقافة التنوع للوطن الواحد بكل اطيافه, ولنا في النموذج الأمريكي قدوة حيث يضم ويحتضن اعراقا وثقافات ومذاهب مشددة تمنح لهم كل الحريات والحقوق دون انتقاص أو تمايز بينهم, وبالرغم من تمتع عالمنا العربي بموارد مالية هائلة إلا أنه يتم تبديدها في نواح مظهرية وغير مدروسة بدلا من توجيهها الي تنمية مجتمعاتهم وتعظيم ثقافاتها التي هي في النهاية تشكل سلوك الفرد الواعي والمتسامح القادر علي التعامل مع الآخر وتصدير السلوك الايجابي له. ونعول هنا مسئولية تعظيم هذه القيم علي نظام التعليم في مجتمعاتنا العربية من خلال اعادة تخطيط التعليم, واستحداث مناهج تخاطب العقل وتناشد الفكر وتعلي قيم التنوع والتعدد وليس فقر التلقين والانغلاق. عصام خورشيد المدير المساعد بأحد البنوك الوطنية الهرم