هذا الحكم الغاني الظالم الذي سرق فرحة شعب بحاله.. هو الشعب المصري عندما احتسب هدفا ظالما بيد لاعب الترجي! فمن هم ياتري الذين يسرقون أفراح الناس الطيبين النجاح له الف اب. اب واحد شرعي.. وتسعمائة وتسعة وتسعون أب من حزب سارقي الفرحة!. قال لي ابني كريم 16 سنة ثانية ثانوي: أنا طلعت الأول في سباق العدو في النادي.. وذهبت لاتسلم جائزة المركز الأول.. فإذا بي أجد زميلا آخر لي يتسلم الجائزة بدلا مني رغم أنه سقط علي المضمار في آخر السباق وجاء رابعا! سألته: من هو هذا الفتي الذي سرق منك ومن جميع أبطال فرقتك المركز الأول؟ قال: إنه ابن المدرب! قلت: لا تحزن يابني.. سوف تقابل هذا النوع من النفاق طول حياتك.. ولكنك سوف تنتصر في النهاية حتما.. إنهم يا عزيزي سارقوا الفرحة وهم حزب ينتشر في كل مكان يخطف الفرحة من صدور الناس.. ويسرق النجاح ويخطف الشهادات او حتي يزورها.. ويتسلق الكراسي ويستولي علي مناصب لم يصنع شيئا في حياته لكي يبلغها ويجلس عليها غير النفاق والهتاف في الزفف والموالد والرقص والطبل والزمر في مواكب محترفي اللعب خلف الستار واللاعبين علي الحبال ولا بتوع السيرك وشغل الثلاث ورقات التي يلعبها المحتالون والنصابون في المواسم والأسواق والأعياد: العب العب قبل ما يظهر المخبرين.. الجنيه يكسب عشرة.. الولد فين حط فلوسك.. طارت فلوسك ياجدع!. قال: يعني إيه.. برضه العب وأجري يعني؟ قلت: ياواد.. العب واجري.. المرة الجاية ماحدش هيسرق فرحتك.. لو صممت تطلع الأول حتتطلع الأول.. اجري والعب وكيد الاعادي.. المرة الجاية ماحدش حيقدر يقول إنه طلع الأول لأنه ابن المدرب واللا حتي ابن رئيس النادي.. كل دول هيخشوا جحورهم زي الشفئران لما يلاقوا القط صاحي ومستعد وحافظ كل ألاعيب حزب سارقي الفرحة دول! وعلي فكرة أنا زيك كده قابلت حزب سارقي الفرحة دول من صغري! يسألني: امتي؟ قلت: أصغر منك بكثير لما كنت في أولي ابتدائي في المدرسة الأميرية في شبين الكوم.. كنا نلعب الكرة الشراب في حي اسمه عزبة الملجأ لسه موجود لحد النهارده.. ولابد أن تجد في كل مرة تلعب فيها واحدا من حزب: سارقو النجاح.. في وسط اللعب يدخل ولد كده جتة طول بعرض ويقف في وسط الملعب ويقولنا: لازم العب.. فيها لا اخفيها! ولأنه جتة ورخم وفاقد وعينيه بتطق شرار.. فإننا كنا نشركه في اللعب غصب عننا.. ثم يستولي بعد الماتش علي الكرة التي كنا نلعب بيها وكمان حاجة ساقعة علي حسابنا من مصروفنا! *............. *............. وللعلم.. فإن أعضاء حزب سارقو الفرحة ليسوا أعضاء في حزب أعداء النجاح.. بل هم من أشد أنصار الناجحين والفائزين والواصلين لأعلي المناصب والجالسين علي الكراسي الذهبية في قمة الهرم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.. لا تندهشوا.. فإن أعضاء حزب سارقو الفرحة يهمهم جدا أن تنجح أو تفرح أو تفوز بالصفقة أو المقعد أو الكرسي أو حتي الزيجة الطيبة المريحة والعروس الجميلة.. لكي يقفزوا أمامك أو من خلفك لا فرق. لكي يسرقوا فرحة العيون وسعد القلوب وانشراح الصدور! ازاي؟ أنتم تسألون وهذا حقكم في هذا الزمان العجيب الذي تغير حاله وانقلب منواله. لأنهم ينتظرون اللحظة المناسبة والتوقيت المناسب تماما.. لكي يلتقطوا كرة السلة قبل أن تسقط في شبكة السلة وتسجل هدفا كما قال لي الخبير الاقتصادي سليم رزق الله فيأخذونها حلالا بلالا لهم.. ويحرمونك أنت من أن تسجل هدفا وتفوز بمنصب أو صفقة أو حتي رحلة جميلة! قلت: للدرجة دي! قال: وأكثر.. أليست حكومتنا الإلكترونية الرشيدة تمنح الناس باليمين ثم تسحب منهم ما منحته بالشمال! مدعيا عدم الفهم لافهم أكثر, ازاي ياملك الحسابات والبنكوت والبورصات والورق الأخضر أبو مادنة؟ قال: الحكومة تمنح موظفيها العلاوة.. فيفرحون..ثم تسحب منهم أو بتعبير أدق تسرق منهم الفرحة.. بزيادة الأسعار التي فاقت كل حد.. فمن كان يتصور أن يتجاوز كيلو الطماطم ثمن كيلو التفاح.. وأن يصل كيلو اللحم إلي رقم فلكي فوق الستين جنيها! قلت: أو ربما سرقوا فرحتك بالريموت كونترول بمجرد الضغط علي زرار في يدك! وإذا لم تصدقوا في مكتبي الان وأمام عيني فتاة مثل البدر المنور سرقوا فرحة عمرها.. خطفوا عريسها وحبيبها. تسألون: ومن السارق يا تري؟ هي تقول: أقرب الناس إلي.. أمي! *............. *............. قالوا لي: الحق اتنين ستات ماسكين في خناق بعض في مكتبك وصريخهم جايب ميدان التحرير.. فتحت الباب ودخلت لاجد اشتباكا ولكن بالصراخ والزعيق وليس بالأيدي.. شخطت فيهما شخطة من بتوع زمان: بس هو احنا هنا علي القهوة واللا في سوق التلات! قامت من مقعدها فتاة في عمر الزهور دامعة العينين منكسرة الوجدان والكلمات قالت: احنا آسفين.. أنا اللي كلمت حضرتك بالتليفون.. وقلت لك أنا جايه اشكيلك من أمي! قلت مقاطعا: قامت أمك قالتلك رجلي علي رجلك.. عشان أنا مافهمهاش غلط! قامت الأم من مقعدها: ده حقيقي وهو أنا اسيب بنتي في الموقف ده لوحدها.. ماتهونشي عليا أبدا! الابنة بانكسار مع سيل من الدموع: أهي هانت! قلت: خلاص اتفضلوا اقعدوا.. وخللي البنت تتكلم الأول. طلبت من عبدالنبي أن يعد لنا ثلاثة فناجين قهوة.. طلبتها الأم مضبوطة.. أما الابنة المقهورة التي كشفت عن جمالها بوصفها من شقراوات المنصورة بازاحة الإيشارب الأصفر عن وجهها الذي تكسوه حمرة الشباب وخفرهن.. فقد رفضت القهوة.. لأنه ليسه بدري عليها.. تكلمت القمورة المنصورية قالت: هو زميلي في الكلية.. هو معيد علي وش مدرس.. وأنا طالبة في سنة ثالثة.. بعد قصة حب جميلة شهدتها حدائق الجامعة, وكازينوهات نيل المنصورة الساحر.. تقدم لخطبتي ووافقت أمي من الجلسة الأولي.. وفرحت لدخول أول رجل إلي عائلتنا التي فقدت آخر الرجال العظام برحيل أبي عن الدنيا وأنا مازلت في الإعدادية. ولأن أمي جميلة أو مازالت جميلة كما تري.. فقد بدأت تهتم بخطيبي بزيادة حبتين.. وأنا لم آخذ خوانة فهي أمي وهو خطيبي.. ودارت الأيام وكثرت خطوات خطيبي إلي بيتنا في حضوري وفي غيبتي.. إلي أن حدث مالم أتصوره أواتخيله في حياتي أبدا.. تتدخل الأم التي لم ألحظ كم هي جميلة بل فاتنة في سن السحر بالنسبة للنساء, كأنها إليزابث تايلور أجمل من قامت بدور كليوباترا في السينما عندما كان زوجها ريتشارد بيرتون الممثل الكبير يقول عنها: ليزا لم تكبر أبدا.. أنا مازلت اشتهيها كأننا في ليلة زفافها! قالت الأم: يا سيدي أنا ترملت في سن الخامسة والعشرين.. ورفضت كل عروض الزواج من أجل عيون ميسرة ابنتي. ليس هذا اسمها ولكن ابنتي لم تفهم محسن خطيبها وليس هذا اسمه هو يريد حبا وحنانا وفكرا وعقلانية في كل خطواته كان يحدثني ويسألني وأنا أشير عليه وأرسم له خطوات مستقبله حتي أصبح مدرسا في الجامعة وعلي وشك أن يكون استاذا مساعدا.. أما ابنتي فلم يشغل فكرها غير الهدايا والفسح وكلمات الحب التي لم تكن تسمن أو تغني من جوع في هذا العصر الذي نعيشه.. المهم تعلق بي محسن وفاجأني يوما بقوله: أنا عاوز يا تانت انقل العطا عليكي! لم أفهم وسألته: يعني إيه يا محسن؟ قال: أنا عاوز اجوزك انتي. اصابتني يومها صاعقة شلت تفكيري وعقلي.. ورحت احسبها بيني وبين نفسي.. هل اضحي بابنتي من أجل سعادتي.. أم أكتم مشاعري كما كتمتها ثلاثة عشر عاما؟ الابنة تتدخل صارخة في أمها: وبعدين ضحيتي ببنتك عشان سعادتك! تبكي بحرقة بينما الأم تحتضنها وهي تقول لها: خلاص يا ميسرة نسيبه احنا الاثنين! يخرجان من أمامي الأم تحتضن الابنة وأنا لم أنبس ببنت شفة فما فعلاه دون تدخل مني هو عين الصواب! *............. *............. لكي أفهم وأعرف أكثر من يسرق الفرحة من حياتنا جمعت في مكتبي الاقتصادي الكبير وعالم النفس الأول في الشرق الأوسط كله.. واستاذة الاجتماع الدولي في الجامعات المصرية وأستاذ علم السياسة في الجامعات الأوروبية وكان في اجازة لمدة أسبوع في القاهرة. لا يهم الأسماء.. منعا للاحراج والمساءلة كما اقترحوا.. أو ربما كما اقترحت أنا.. قال السياسي المخضرم: الدول الكبري مثل أمريكا مثلا تسرق فرحة الدول والشعوب باستقلال ونمو قوتها الاقتصادية والعسكرية لصالحها.. بأن تغزوها بحجج ما أنزل الله بها من سلطان.. في العراق كانت حجة الغزو الدامي الذي دمر بلدا عربيا وإسلاميا عظيما وقتل واصاب من ابنائه ثلاثة ملايين انسان.. هذا هو ماجري للعراق.. ومن بعده أفغانستان لوقف المد الإسلامي علي يد طالبان.. وهاهم علي وشق أن يقسمون السودان.. ونحن نتفرج لأننا لا نملك ما يمنع هذه الكارثة التي تحل بمنابع النيل.. حياتنا وطعامنا وأمننا الاقصادي والاجتماعي! وقال الخبير الاقتصادي: الحكومة تقضي علي المشروعات العملاقة التي بناها الشعب بدمه وعرقه حتي ضاعت صناعة الغزل والنسيج والحديد والصلب وفقدنا من كان يملأ البيت المصري بالزغاريد ويزوج البنات ويصرف علي الأبناء في الجامعات.. إنه القطن المصري! وقالت عالمة الاجتماع: قوة مصر في شعبها وابنائها.. ولكن نحو9% منهم يجلسون تحت شجرة الأمل بلا عمل كيف نتقدم والأيدي العاملة القادرة معطلة أو جالسة علي المقاهي.. لتصبح قنبلة موقوتة قد تنفجر إدمانا أو إجراما.! واجمعوا كلهم أن ما يسرق فرحة الشعب المصري تدني حالة التعليم في المدارس والجامعات.. إنهم حقا يسرقون فرحة شعب بحاله! قلت: نحن في حاجة الي معجزة للخروج من هذا النفق الاسود!* *............. *............. آخر ورقة في كراسة سارقي الأحلام سارقي الفرحة.. نقلنها لكم من محضر النيابة وهي تحقق مع سارقة حلم العمر كله.. سارقة الأطفال من حضن أمهاتهم.. لتبيعهم في سوق النخاسة مجرد أطفال للبيع. هي امامي فتاة في نحو الخامسة والعشرين ممصوصة كعود قصب جف عنه الماء.. كانها بلا ملامح نظراتها عبيطة بلهاء.. لا تعرف هل هي حزينة أم راضية أم تائهة بما جنت يداها في حق أمهات حرمتهن من حنايا صدورهن في غفلة من الزمن.. وباعت الصغار إلي نساء عاقرات.. بلا أرحام وبلا قلوب! س: اسمك؟ ج: باتعة.. س: باتعة إيه؟ ج: باتعة بس.. س: اسم ابوكي واسم امك؟ ج: ما اعرفهومش وما شوفتهومش! س: عمرك كام سنة؟ ج: قول عشرين خمسة وعشرين زي ما تحسب! س: ماعندكيشي بطاقة؟ ج: ولا شهادة ميلاد! س: امال اتربيتي ازاي.. مين أمك ومين أبوكي؟ ج: أنا ما اعرفش أبويا مين.. وما شوفتهوش! س: وأمك.. ايه اسمها دواهي واللاايه؟ ج: تضحك وهي تقول: حلوة دواهي دي كانت اسمها بخاطرها وهي اللي ربتني وقالتلي إنها خطفتني من أمي الحقيقية في سوق سيدي خميس في شبين الكوم وأنا لسه في اللفة! س: وايه اللي خلاكي تسرقي الأطفال الصغيرين وتبيعهم للستات اللي مابيخلفوش؟ ج: أنا طلعت لقيت الست اللي أنا عايشة وياها وبتقولي إنها شغالة في كار سرقة العيال وبيعهم.. طلعت زيها.. أنا بقي ليه ما اشتغلش أنا كمان في خطف الأطفال.؟ س: مالكيش قلب؟ ج: أنا قلبي مات من زمان.. مايصعبش عليك غالي يا سعادة البيه أسرق العيل من دول يفضل يعيط كده لحد اما ربنا يرزقنا باللي يشتريه.. وساعات يموت مننا قبل ما نبيعه! س: بتعملي ايه لما يموت العيل؟ ج: أنا مابعملش, بخاطرها هي اللي بتعمل! س: خطفتي كام عيل كده؟ ج: ماتعدش يا سعادة البيه, هو أنا مخي دفتر! لم أكمل محضر التحقيق مع سارقة الأحلام.. سارقة الأطفال من أحضان أمهاتهم.. وهل هناك أكثر من سرقة حلم أسرة بحالها بسرقة ضناها! ياسارقي الأحلام يا سارقي الأفراح.. متي تتوقفون؟ .................. ................. النجاح له الف اب. اب واحد شرعي.. وتسعمائة وتسعة وتسعون أب من حزب سارقي الفرحة ياتري من اي حزب انت.. تسألني مذيعة لمضة.. قلت: انا من حزب صانعي النجاح.. حتي لو سرقوه!{