اعلن السيد عبدالرحمن فاخر سفير إندونيسيا في القاهرة أن مصر وإندونيسيا تسعيان بشكل دائم لتعزيز العلاقات العاطفية في إطار من التعاون المثمر لكلا الطرفين. وقال في تصريحات ل الأهرام إن دعم ومساندة مصر لإندونيسيا يعود إلي ما قبل الاستقلال بزمن بعيد. فمنذ منتصف القرن التاسع عشر وتحديدا في عام1918 توافد العديد من الطلاب الإندونيسيين علي الأزهر وكان يطلق عليهم رواق جاوي. وقد أتوا لمصر ليس فقط للبحث في مناهل العلم والمعرفة الإسلامية وإنما تشربوا وتجرعوا حمية الوطنية وحماسة أبطال الحركات الوطنية المصرية. وقال إن من الزعماء المصريين الرئيسيين الذين رصد التاريخ خدماتهم الجليلة لمساندة كفاح إندونيسيا للحصول علي الاستقلال عبد الرحمن عزام باشا أمين عام جامعة الدول العربية سابقا وصالح حرب وزيرالداخلية سابقا وصلاح الدين باشا ومحمود النقراشي باشا رئيس الوزراء سابقا والسيد محمد عبدالمنعم قنصل مصر في بومباي سابقا. وقال إن مصر بلد الأزهر الشريف قد أسهمت في إنجاب العديد من المحاربين والتربويين والمفكرين والزعماء والدعاة, والآن هناك ما لا يقل عن5000 طالب وطالبة إندونيسيين يدرسون في جامعة الأزهر, تلك الجامعة العريقة والمعتدلة, ونأمل أن يصبحوا بمثابة الجسر الذهبي لتعزيز العلاقات العاطفية بين مصر وإندونيسيا. وأشار فاخر إلي أن حجم التجارة بين البلدين بلغ أكثر من مليار دولار, وأن هناك جهودا لزيادة التعاون خلال العام الحاليتبدأ بزيارة السيد رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة غدا مع وفد من رجال الأعمال برئاسة السيد محمد بركة رئيس مجلس الأعمال المصري الأندونيسي, كما أن إندونيسيا لديها استثمارات في مصر وذلك في مجال المنسوجات والأواني الزجاجية والأطعمة تبلغ قيمتها نحو500 مليون دولار. وأضاف أن القدرات الفعلية لكلا البلدين تؤهلهما للمزيد من التعاون فلديهما علاقات ثنائية حميمة ومتميزة, إلا أننا مازلنا في حاجة إلي بذل المزيد من الجهد وإيجاد طرق مبتكرة لكي نحافظ علي إنعاش تلك العلاقات بين الشعبين. وقال السفير الإندونيسي إنني أتخيل أن يقوم أبطال الدوري لكرة القدم في إندونيسيا بعقد مباريات ودية مع نظرائهم في الأندية المصرية ليشاهدها عشرات الآلاف من المتفرجين في الاستاد أو الملايين في منازلهم من خلال شاشات التليفزيون. كما أتخيل أيضا أن أشاهد كليبات المطرب المصري الشهير عمرو دياب وهو يغني أغانيه بخلفية المناظر الطبيعية الخلابة كالجنة في إندونيسيا المعروفة ب زمردة خط الاستواء. ومن جانبه صرح السيد محمد بركة رئيس مجلس الأعمال المصري الأندونيسي بأن التعاون مع أندونيسيا يعود بالفائدة علي مصر نظرا لتركيزها علي الصناعات الموجهة للتصدير.