حوار:سحر عبد الرحمن تعددت القنوات الاخبارية الناطقة بالعربية وتنوعت مابين تلك التي تبث ارسالها من الداخل وتلك التي يتم بثها من بلاد غير عربية والموجهة للشعوب العربية بوجه خاص والإسلامية بوجه عام وبالطبع يحلو لكثير من المشاهدين عمليةالانتقال بالريموت بين تلك القنوات طوال ساعات المشاهدة وهو مايؤكد حيرته للحصول علي قناة اخبارها يقتنع بها ويثق في معلوماتها واخباره تري بماذا تفسر حيرة المشاهد وعدم ثقته في هذه القنوات علي كثرة تعدد أشكالها وألونها؟ تلك الحقيقة ندركها تماما إذا ماتعمقنا أكثر أو حاولنا ان نفهم طبيعة هذه القنوات وطريقة عملها من خلال الحوار مع الخبير الاعلامي نادر جوهر الذي يقدم صورة متكاملة عن احتياجات المشاهد المصري والعربي من هذه القنوات. ماهي رؤيتك لصيغة القنوات الاخبارية العربية حاليا؟ لاينكر احد سواء كان مشاهدا أو متخصصا في الاعلام انها منذ بدايتها غيرت مفهوم الاخبار التليفزيونية في العالم العربي فبعد ان كانت الاخبار التليفزيونية حكرا علي التليفزيونات الحكومية التي تبدأ بأخبار فخامته وسموه واطال الله في عمره وتنتهي بانجازات المسئولين, إلي الاسلوب الجديد الذي طرحته قناة الجزيرة في الخبر الذي يهم الناس ونقل اخبار إسرائيل من داخلها ووجود شبكة كبيرة من المراسلين في كل مكان ونقل الرأي والرأي الآخر, وهذا كله بسبب الدور الذي لعبه الإعلاميون المصريون الذين يرجع لهم الفضل في تأسيس هذه القناة حيث لعب الحظ دورا كبيرا في بداية ارسالها عندما حدث خلاف بين شبكة أوربت السعودية وقناة البي.بي.سي العربية التي كانت تبث من لندن بالعربية وتمول سعوديا بواسطة شبكة أوربت وذلك بسبب اصرار البي.بي.سي علي عدم تدخل اوربت في السياسة التحريرية للقناة واستمرارهم في نشر اخبار وآراء المعارض السعودي الذي كان مقيما في لندن في ذلك الوقت هو المسعري وهو الامر الذي لم يتقبله السعوديون واعتبروا ان القناة غير حيادية وتم ايقاف البث فجأة وإلغاء التعاقد وهنا قامت ال'B.B.Cس بتسريح كامل طاقم العمل الذي تلقته الجزيرة فورا حيث وجدت طاقما اخباريا تليفزيونيا حرفيا متكاملا كان تم اختياره وتدريبه بمعرفة ال'B.B.C س فنقلت الطاقم بكامله إلي الدوحة ليبدأ العمل بالقناة بقيادة الاعلامي المصري صلاح نجم مع عدد آخر من المصريين لتنطلق قناة اخبارية عربية بمستوي عالمي. تقصد ان طواقم العمل الاخبارية احترفت مع المصريين بالأساس؟ لم يقتصر الدور المصري علي طاقم العمل فقط ولكن أيضا المدير العام للقناة وهو القطري الجنسية محمد جاسم الذي تولي مسئولية إدارة وتنفيذ المشروع والذي كان يؤكد دائما انه تعلم علي ايدي المدرسين المصريين كما انه عمل في شركات إنتاج مصرية وعندما انتقل إلي دبي للعمل في مركز للإنتاج كان متخصصا في إنتاج المسلسلات الدرامية وهكذا اصر محمد جاسم القطري الجنسية المصري الهوية علي قوة الطاقم الاعلامي المصري بالإضافة لبعض الجنسيات الأخري هو الطريق الذي يقود إلي نجاح مشروع قناة الجزيرة وهو ماحدث بالفعل وحققت القناة اعلي نسبة مشاهدة وكانت بحق قناة العالم العربي الاخبارية واستمر هذا الامر حتي تم اقصاء المدير العام بعد تداعيات حرب العراق وتم تسلم القناة إلي إدارة جديدة ينتمي اغلب المدراء فيها ان لم يكن رسميا ففكريا وعاطفيا الي تنظيمات إسلامية مشتددة كالجهاد الإسلامي وحماس والأخوان وبدأت خريطة لجزيرة التليفزيونية تتغير ليصبح رأي الشيوخ هو المهم سياسيا. ماذا لفت نظرك في نوعية الاخبار التي تثبها؟ بدأت اخبار التيارات الدينية تتصدر النشرات والبرامج وظهور قادة حماس وغيرهم علي الشاشة بصفة دائمة بالإضافة إلي النعرة القومية الزائفة التي تصب اللعنة علي هؤلاء القادة العرب وتحميلهم اخطائهم واخطاء إسرائيل وأمريكا بل والشيطان أيضا وقد ادي ذلك إلي فقد المصداقية والخروج عن المهنية الاعلامية وعدم القدرة علي الصمود امام التحدي الاعلامي الذي فرضه السعوديون عليها وذلك في محاولة منهم لسحب أكبر نسبة من المشاهدين منهم سواء بإنشاء قنوات منافسة كالعربية واندماج الحياة وال'B.B.Cس أو بإنشاء قنوات للمنوعات والأفلام والدراما مفتوحة وغير مشفرة لجذب المشاهدين, وقد كان لترك طاقم العمل المصري سواء بالاستقالة أو لإقالة دور كبير في هبوط منتدي الجزيرة المهني. تري ماهي نتائج التراجع؟ لقد استقطبت قناة العربية صلاح نجم رئيس تحرير الجزيرة السابق ليطلق القناة السعودية من الرياض وهي قناة الاخبارية ثم إلي قناة العربية التي كان تأثير المال السعودي قد يجعل منها قناة مستأنسة وظهرت عليها الميول الإقليمية المتمثلة في ترتيب الاخبار والبرامج حيث الاهتمام الأكبر بالاقتصاد والاخبار السعودية فنقلها هذا إلي نوع من الارتخاء عن حدة الاخبار وطبيعتها الساخنة. كيف تري شكل المنافسة الحالية بين القنوات الاخبارية؟ رغم كل ماسبق فان التقدم الكبير الذي حققته تلك القنوات في الفترة الأخيرة مازال غير منافسا علي الساحة العربية ويجب ان ندرك ان مصر وهي تمتلك الذخيرة الاعلامية تستطيع ان تستفيد من أبنائها العاملين بين الدول العرببة والأوروبية لاطلاق قنوات الغير إلي استقطابهم إلي وطنهم لمشاركة زملائهم في المهنة في مصر وتوفير الدعم المادي والحرية التحريرية وهي امور غير مستحيلة لاطلاق قناة بل قنوات اخبارية مصرية ذات وجه عربي محايد. لذلك فلقد آن الأوان لمصر ان تطلق القناة الاخبارية التي يبحث عنها المشاهد العربي.