يعتبر المجلس الأعلي للثقافة أعلي هيئة ثقافية ليس في مصر وحدها ولكن علي مستوي الوطن العربي كله حيث يضم حسب قرار تشكيله61 عضوا من الصفوة وكبار المفكرين. والكتاب والأدباء والفنانين بالاضافة إلي خمسة منتجين ورؤساء النقابات الفنية وتنبثق عنه26 لجنة فرعية تضم كل لجنة24 عضوا في مجالات الفنون والاداب والعلوم الاجتماعية ويرأسه وزير الثقافة فاروق حسني ويتولي امانته العامة د.عماد ابوغازي منذ17 نوفمبر2009. ويقوم المجلس باعضائه الاساسيين 61 عضوا برسم وتخطيط وتوجيه السياسة الثقافية في مصر ومتابعة الخطط والمشروعات الثقافية التي يتولي تنفيذها رؤساء الهيئات والمؤسسات والأجهزة والقطاعات والمراكز الثقافية في ضوء الخطة الشاملة التي يضعها هذا المجلس. وأستطيع القول من خلال متابعتي للدور المهم الذي يقوم به المجلس علي مدي الثلاثين عاما الماضية في تحقيق النهضة الثقافية الشاملة ودعم الحركة الثقافية في البلاد ان أمامه, الآن تحديات كبيرة تحتم عليه متابعة جميع الخطط والمشروعات الثقافية التي نتطلع إلي تحقيقها في المرحلة المقبلة, وحل جميع المشكلات التي تحول دون تنفيذ بعضها, والتصدي لجميع تيارات العولمة الوافدة علينا من الخارج ولا تتناسب مع تقاليدنا وهويتنا العربية, ومهام أخري عديدة نطرحها في هذا المقال مطالبين بان يعقد المجلس الموقر وبكامل هيئته اجتماعين علي الأقل كل عام لمواجهة هذه الظروف والتحديات والاستفادة بمعطياته وما يمكن أن يؤديه خبراؤه من قوة دفع جديدة للعمل الثقافي العام في المرحلة المقبلة ويحقق ايضا طموحات الاجيال المتعاقبة من المثقفين الذين سيظلون ينهلون من فيض عطاء هذه النخبة الذين يضمهم مجلسهم الموقر. في البداية: وقبل ان نعرض هذين الاجتماعين المهمين من وجهة نظرنا نؤكد أن المجلس الموقر وللعلم يعقد اجتماعا واحدا في شهر يونيو من كل عام وذلك للأقتراع علي اسماء المرشحين والمتقدمين لجوائز الدولة الأربع وهي جائزة مبارك وجائزة الدولة التقديرية وجائزة التفوق والجائزة التشجيعية وينفض هذا الاجتماع الوحيد انتظارا للعالم التالي الذي يجتمع فيه في نفس الموعد ولنفس السبب. الاجتماع الأول: اقترح أن يعقد مع بداية العام برئاسة وزير الثقافة ويعرض فيه رؤساء الهيئات والمؤسسات والاجهزة والمراكز الثقافية خططهم ومقترحاتهم ومشروعاتهم الثقافية التي تم اعدادها كل حسب تخصصه ويتم تنفيذها علي مدار العام وأولويات التنفيذ والاعتمادات المالية المطلوبة لها حتي يكون المجلس علي علم بها من البداية وان تودع اصول هذه المشروعات في امانة المجلس حتي يمكن الرجوع إليها في أي وقت ولا مانع من أن يناقش اعضاء المجلس بعض هذه المشروعات والتعرف علي بعض العقبات التي قد تحول دون تنفيذ بعضها, وكيفية تذليل هذه العقبات في هذه الجلسة نفسها وامام الجميع وذلك ضمانا لتحقيق الانطلاقة المرجوة لها وعدم تعطيل تنفيذها. الاجتماع الثاني: أقترح أن يعقده المجلس الموقر في نهاية العام ويكون للمحاسبة والتقييم وتعرض خلاله القيادات الثقافية ما تم إنجازه من هذه المشروعات ومالم يتم وفقا للخطة التي تم عرضها في جلسة بداية العام والاسباب التي حالت دون تنفيذ بعضها وكيفية استكمالها في الخطة الجديدة, وهنا يتبين للمجلس القطاعات التي حققت انجازات هائلة في مجال تخصصها واستحقت تقدير واحترام المجلس بالمقارنة مع بعض القطاعات الأخري التي تعثرت بعض مشروعاتها لأسباب خارجة عن ارادتها, وازالة هذه الاسباب بقرار من وزير الثقافة رئيس المجلس لكي تلحق بالقطاعات الأخري وتحقق انجازاتها المطلوبة وبذلك وجده تضمن الاستفادة الكاملة من معطيات وخبرات وافكار هذه النخبة التي يضمها إلي مجلس ثقافي في البلاد والذي تماثل من حيث أهميته وتكوينه مجلس القضاء الاعلي بالنسبة للمشتغلين بالسلك القضائي. وقفات سريعة البشر والأجهزة: كان وزير الثقافة فاروق حسني واضحا في موقفه بتأكيده للاعلامية مني الشاذلي قبل سفره إلي روما عندما قال ان البشر أهم من الاجهزة ويسبقها في حماسة القطاعات الثقافية, ومن هنا تأتي أهمية اختيار قيادات ثقافية واعية قادرة علي الحفاظ وحماية القطاعات التي تسند اليهم ويؤتمنون علي تطويرها والانطلاق بها إلي الافضل, وقوله انه مسئول عن قطاع الاثار كرئيس لمجلسه الأعلي والهيئة الكتاب لرئيس للمجلس الأعلي للثقافة. محفوظ عبدالرحمن: رائد كتاب الدراما عودتكم بعمل درامي عن بيرم التونسي كسب جديد حققته الإعلامية راوية بياض لقطاع الانتاج مع قصة اسماء بنت أبي بكر لبهاء الدين ابراهيم وشجرة الدر ليسري الجندي ضمن جهودها في الاهتمام بالاعمال التاريخية والدينية. فاستحقت عنها كل تقدير. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى