في خروج صارخ عن استخدام الرياضة لاستيعاب الشباب المغيب سياسيا اندلعت أعمال عنف غير مسبوقة في جزيرة الزمالك أمس الأول بسبب مباراة الأهلي والزمالك لكرة اليد. تجاوزت أعمال العنف المظاهرة السياسية التي حدثت في عابدين من حيث الحجم والعنف المصاحب لها. اندفع آلاف من الشباب الغاضب الذي لم يسمح لهم بدخول المباراة إلا بتذاكر مدفوعة الثمن إلي شوارع الزمالك خاصة المنطقة الجنوبية حيث تقبع مقار سفارات المانيا ومملكة الدنمارك وهولندا ومقر اقامة سفير كندا وسفارة تونس ومقر سيرها والتي تحيط بحديقة الأسماك التاريخية التي بناها الخديو إسماعيل في نهاية القرن التاسع عشر والتي لايزورها الآن إلا العشاق من المراهقين والشباب من صغار السن. كانت اصواتهم هادرة تصم الآذان. يدمرون في طريقهم السيارات التي تقبع في دعة في انتظار اصحابها.. هتافات وصراخات.. وشتائم لم تصل إلي آذان سكان هذا الحي الهادئ من المصريين والدبلوماسيين الأجانب منذ زمن. الحي شوارعه تمتلئ بالأشجار الكثيفة.. وكان مقرا لسكن الأجانب وباشاوات زمان قبل قيام ثورة يوليو في1952 وقبل ذلك كانت جزيرة تمتلئ بالعشش من هنا جاءت تسميتها. اندفع الشباب من المشجعين في حالة عنف جماعي لم تشهدها مصر منذ احداث18 و19 أو احداث الأمن المركزي.. وصل الشباب إلي مقر البناية التي تحتوي سفارة مملكة الدنمارك في حشود هادرة. حاولت عناصر الأمن ان تصدهم عن اعمال العنف.. ولم يتمكنوا. خشي رجال الأمن ان يقتحم الشباب بناية سفارة الدنمارك بعد ان استخدموا زجاجات فارغة وأحجارا في قذف مدخل البناية.. انهارت البوابة الزجاجية الانيقة.. تم تدمير المراية التاريخية بالمدخل.. أفراد أمن السفارة التابعين لاحدي الشركات انتابهم الذعر فهم لايحملون سلاحا. هناك نوع من الالفة بينهم وبين أفراد الأمن المعينين من وزارة الداخلية. قام الضابط شريف عصمت بواجبه هو وأفراد الأمن.. لم يتمكن من مواجهة هذا الهجوم الكاسح.. اضطر الضابط الشاب إلي استخدام سلاحه الميري.. هنا انتاب الذعر الجميع.. وبدأوا في الخروج من منازلهم.. سيدات ورجال وأطفال.. اختلطت الصرخات بالدموع. ساد الفزع الجماعي هذه حالة غير مسبوقة في تاريخ الحي.. ان تخرج الجماهير الغاضبة لاتفرق بين أبيض وأسود وكأنها تحمل اجندة غير متفق عليها للانتقام..ممن؟ من اخوانهم المصريين الآخرين. انهمرت طلقات الرصاص دون معرفة السبب.. قمت بالاتصال بالجهات المعنية,, طلبني علي الفور ضباط من غرفة عمليات الداخلية.. قال لي: ان الاضطرابات سببها مشجعو نادي الزمالك الغاضبون كانوا علي علم بكل التفاصيل رغم انشغال اجهزة الأمن بمواجهة المظاهرات الأخري في ميدان عابدين.. وعدوني بوصول الامدادات اللازمة.. حضر بعض الضباط, اما سيارة الإطفاء فقد وصلت بعد ساعتين من وقوع الحادث. قابلت أحمد الذي يبيع المياه المعدنية والبيبسي لسكان الحي وهو في حالة انهيار قال لي: قابلوني واخذوا زجاجات البيبيسي مني ورموها علي العربيات.. قلت لهم انا منكم,, انا ساكن في بولاق الدكرور.. ارجوكم سيبوني..طبطب علي كتفي شاب قال لي: ماتعيطش ياعم.. خلاص احنا آسفين. انتظرت طوال الليل ان تحضر أجهزة التحقيق.. قيل لي ان النيابة حضرت صباحا وبدأت في سؤال الشهود وتحريز الادلة.