حالة من الشك تسود اعتقاد المواطنين والآباء من جدوي التطعيم ضد انفلونزا الخنازير أو استخدام الأمصال مع أبنائهم. جاء ذلك بعد الأنباء العالمية حول الأعراض الجانبية والأخطار التي قد تسببها للطفل من شلل أو وفاة, مما جعل وزارة الصحة والمتخصصين في مأزق حقيقي.وترك المهمة للآباء للمسئولية عن الرغبة في التطعيم أو عدمه, بما يوحي للمواطنين ان الجدية غير موجودة بالفعل في تطبيق أهداف وزارتي التربية والتعليم والصحة لتطعيم نحو3 ملايين طفل في الابتدائي. بداية تؤكد الدكتورة ليلي الشواربي أستاذ أمراض المناعة بجامعة عين شمس أن الصحة العالمية أكدت أن التطعيم من إنفلونزا الخنازير لم يثبت أي ضرر منه حتي علي السيدات الحوامل, والجنين بالرحم, وأن الآثار الجانبية التي تظهر منه تماثل تماما ما يحدث علي المصل الواقي من الانفلونزا الموسمية العادية وفي صورة احمرار والتهاب موضعي في مكان الحقن, وما أشيع عن احتواء التطعيم علي المادة الحافظة له تحت اسم تيمورسال لاحتوائها علي مادة الزئبق, فتؤكد منظمة الصحة العالمية أن نسبة هذه المادة ضئيلة جدا, وليس لها علاقة بالآثار الجانبية, كما ان هناك عبوات خالية تماما من هذه المادة الحافظة التي توجد في عبوات فئة5 سنتيمترات. وأشارت إلي أن التطعيم يستثني منه من لديهم حساسية خاصة للبيض لأن الطعم تم تحضيره في بيض الأجنة, ولكن إذا كان هناك من يعاني حساسية البيض وتتطلب الضرورة أن يتم تطعيمه يجري اختبار حساسية للتطعيم تحت الجلد ولو ثبت حساسيته لا يعطي أو تجزأ الجرعة علي عدة دفعات, وأن هذا ما دفع الباحثين لاستحداث نوع من التطعيم خال تماما من البيض, أما بالنسبة للسيدة الحامل فإنها أكثر عرضة بهذا النوع من الانفلونزا لأنه في حالة الحمل تتأقلم مناعة الجسم مع الجنين الجديد بالجسم فتهدأ المناعة حتي لايتم رفضه من جسد الام, لذلك فان الفيروس لو دخل جسم الحامل في ضعف مناعتها هذه, فإنه سيكون شديدا لدرجة الفتك بالسيدة الحامل,لذلك فإن تطعيمها أصبح ضروريا. التطعيم وحول أعراض الإصابة بانفلونزا الخنازير أكدت أستاذ المناعة أن كثيرا من الآباء يمنعون ذهاب أبنائهم للمدرسة لمجرد الإصابة بالانفلونزا المنزلية وأن بعضهم يعتقد ان التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية يمنع الاصابة بانفلونزا الخنازير, لان تطعيم الموسمية يحمي من فيروسات بينما الاخر يحمي من فيروس واحد, كما يختلف تماما عن التطعيم الذي تم تحضيره في عام1970, وان أسباب انصراف الآباء عن تطعيم ابنائهم يرجع الي وقائع نادرة إذ إن ما تم تسجيله في عام1976 هو حالة وفاة واحدة لكل مليون فرد تم تطعيمهم. وأشارت الي ان التطعيم مهم للغاية في هذه الظروف مع الزحام وانخفاض المناعة وان هناك نوعين من التطعيم: الأول يعطي بالحقن العضلي ويحتوي جزءا من الفيروس الميت, لذلك يعطي للسيدة الحامل فقط, والثاني عن طريق الأنف ويحتوي الفيروس الحي الذي يتم احتضانه, وتعطي الجرعة للأطفال من سن6 أشهر حتي9 سنوات وعلي جرعتين بينهما4 أسابيع, ولا يعطي قبل هذه السن, بينما تكون هناك جرعة واحدة لمن هم فوق هذه السن ففي هذه الفترة تتكون الأجسام المضادة بعد اسبوعين فقط بينما في مرحلة السن المبكرة تتكون الأجسام المضادة بعد اسبوعين من الجرعة الثانية, لان جهاز المناعة معا يحتاج إلي أكثر من تنبيه, ويمكن التطعيم ضد انفلونزا الخنازير والانفلونزا الموسمية بشرط أن تفصل بينهما فترة4 أسابيع وأن يتم الحقن في مكانين متباعدين. وأضافت انه يمكن أيضا استخدام التطعيم بالحقن بالفيروس لأنه ميت ولا يعطي في الفم في حالة وجود تطعيمات أخري من تطعيم الحصبة والنكاف والجديري ولا يمنع او لايؤثر اي منهما في الطعم الاساسي لإنفلونزا الخنازير بشرط عدم استخدامه عن طريق الأنف لان الفيروس يكون حيا وضعيفا, أيضا في حالات الحوامل والأطفال دون التاسعة وكبار السن والأطفال الذين يعانون من حساسية الصدر والاشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة. أمراض المناعة ويؤكد الدكتور مدحت الشافعي أستاذ المناعة والروماتيزم بجامعة عين شمس أن هناك قائمة من أمراض المناعة والروماتيزم التي تستحق المتابعة والدراسة والعناية لما لخطورة مرض انفلونزا الخنازير علي المرضي به خاصة اذا امتدلأعضاء الجسم فإذا أهمل المريض العلاج أو الطبيب يكون لكل منها أثر خطير, لأن الطبيب المعالج يجب ان ينتبه للآثار الجانبية للعلاج, فإذا كان الهدف هو تثبيط المناعة, يعرض صحة وسلامة المريض للكثير من العدوي البكتيرية والفطرية والفيروسية وعلي رأسها فيروسH1N1 لذلك فقبل تطعيم هؤلاء المرضي يجب العودة للقائمة التي تشمل الذئبة الحمراء والروماتويد, وتيبس الجلد ووهن العظام والعضلات ومضادات الفوسفوليبدات, والتهاب الشرايين العقدي والتهاب الأوعية المناعي ومرض جوجرن الساركوبروز وتيبس الفقرات, والصدفية وهذه الأمراض في تلك المجموعة تزداد أخطارها علي المصابين بعكس الأشخاص الطبيعيين الاصحاء تجاه المرض والعلاج في حالة التعرض للمرض, فنجد المصابين بأحد أمراض القائمة مع التعرض للمرض الفيروسيH1N1 يصابون بالتهاب رئوي حاد وشديد محدثا زرقة في الأطراف مما يصاحب ذلك من جفاف شديد وانخفاض في ضغط الدم. وأشار أستاذ المناعة الي انه لو كان للتطعيم تأثير نشيط لبعض الأعراض المرضية تجاه المرض المناعي الا ان ذلك لا يضاهي الاثر الايجابي والمرغوب من وراء التطعيم, لأن المرض المناعي الذي يستوجب العلاج الدوائي يؤثر سلبا علي الجهاز المناعي واحباطه بشدة عن قدرته لمقاومة أي عدوي تهاجم الجسم, فإذا اصاب الانسان فيروس انفلونزا الخنازير فسيحدث اضطراب في المريض نفسه, لذلك فإن هناك أهمية خاصة لتطعيم المريض بهذه النوعية من الانفلونزا لان الفاكسين أو التطعيم واجب بل آمن لحماية هذا المريض, بشرط ان يتم التطعيم عن طريق الحقن وليس الاستنشاق بالانف لان الأول ميت ولكن الثاني مازال حيا, وان كان ضعيفا وثبت ان تكرار التطعيم ثانية يقلل نسبة الوفيات من انفلونزا الخنازير ومضاعفاتها الخطيرة.