يشهد مقر الأممالمتحدة التجمع الدولي الحاشد والمتجدد كل عام المتمثل في انعقاد دورة الجمعية العامة التي تزدحم, كالعادة, بقائمة طويلة من القضايا السياسية والنزاعات الإقليمية وأهم المشكلات العالمية من الإقتصاد إلي المناخ مرورا بقضايا مكافحة الفقر والأمراض ورعاية الاسرة والطفل بينما الموضوع الدائم علي جدول الأعمال هو كيفية تحقيق الديمقراطية في عمل المنظمة العالمية التي تمر بفترة تراجع من وجهة نظر الكثيرين نتيجة غياب العدالة في مناقشة القضايا الملحة والحرجة. وتحظي مصر بتمثيل رفيع المستوي يتقدمه السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية علي رأس وفد دبلوماسي عال حيث ترأس مصر مجموعة عدم الإنحياز في الوقت الحالي وتقوم بجهد ملحوظ في تحقيق التقارب بين المجموعات الإقليمية المختلفة. وقد إلتقت' الأهرام' بالسفير ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة حول الأجواء المحيطة بإنطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة تنمية الالفية التي تأتي في وقت يمر العالم فيه بأزمات مالية وإقتصادية تعتصر الفقراء وتؤثر في برامج النمو في الدول الصاعدة أقتصاديا. فإلي نص الحديث: * الدورة الحالية للجمعية العامة تتميز بحضور عالمي رفيع المستوي خاصة مع إنعقاد قمة التنمية الالفية وحضور الكثير من الزعماء والملوك والوزراء. ما هي الأهمية الملحة للوجود الدولي الكثيف؟ الاجتماعات الرفيعة المستوي تعقد كل خمس سنوات في دورات انعقاد الجمعية العامة وسبق في أعوام0002 و5002 أن عقدت إجتماعات مماثلة. ففي عام0002 ناقشت الجمعية العامة أهداف الإنمائية الألفية وفي عام5002 تطرقت الإجتماعات إلي التقرير الخاص بالعلاقة بين السلم والأمن الدوليين بالتنمية وحقوق الإنسان, حتي وصلنا اليوم إلي مناقشة أهداف خطة تنمية الألفية في اجتماعات تعقد علي مدي ثلاثة أيام إعتبارا من يوم الإثنين من أجل محاولة التأكد من الدول قادرة علي الوصول إلي تحقيق أهداف تنمية الألفية بحلول عام5102. تلك الدورة تركز بالأساس علي الاقتصاد والبيئة. والقمة ستبدأ بعد غد-الإثنين- بمشاركة041 رئيس دولة وحكومة بالإضافة إلي وزراء خارجية الدول المختلفة. كما يشارك المئات من ممثلي منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص من سائر انحاء العالم. * ولكن هناك تقارير عن دول لم تصل إلي مستوي تحقيق أهداف الألفية؟ بالفعل, هناك8 دول أفريقية علي الأقل لم تصل إلي تحقيق المعايير المطلوبة من أهداف تنمية الألفية وهناك إلتزامات عديدة مطلوبة من الدول النامية التي ينبغي الوفاء بها في توقيت صعب اقتصاديا وماليا علي المستوي الدولي وهو ما جعل هده الدورة تهيمن عليها قضايا البيئة والاقتصاد. * رئاسة مصر لحركة عدم الانحياز في الوقت الراهن يحمل الدبلوماسية المصرية مسئوليات تجاه قضايا عديدة وبالتالي التمثيل المصري في اجتماعات الجمعية العامة له خصوصية. رئاسة حركة عدم الانحياز تحمل مصر بمسئوليات عديدة. فعلي سبيل المثال, نقوم بإعداد ورقة خاصة بموقف الحركة العالمية التي تضم031 دولة لعرضها علي قمة مجلس الأمن حول السلم والأمن الدوليين والتي سيتحدث فيها الدول الأعضاء الخمس عشرة في مجلس الأمن سواء من الدول الدائمة أو غير الدائمة العضوية يوم الخميس المقبل. كما أن قمة الالفية- التي ستبدأ اليوم الإثنين- سوف تشهد عقد عدد كبير من الموائد المستديرة وتشارك مصر في المائدة السادسة الخاصة بتعزيز أطر التعاون الدولي والمنظمات الدولية. وسوف تعقد بالتوازي مع الجلسات العامة للجمعية العامة6 اجتماعات للموائد المستديرة من أجل اتاحة الفرصة لقادة ورؤساء الحكومات وممثلي الدول لإجراء مزيد من المناقشات المتعمقة حول المسائل المتعلقة بالفقر والجوع والمساواة بين الجنسين والصحة والتعليم والتنمية المستدامة واحتياجات أشد الفئات فقرا وتوسيع نطاق الشراكات العالمية. ومن الاجتماعات التحضيرية المهمة, اللقاء التحضيري لقمة المناخ التي ستعقد في المكسيك في أواخر العام الحالي والقمة غير الرسمية حول حوار الأديان. وفي ضوء المشاركة المصرية الفعالة في قضايا نزع السلاح, سنشارك في إجتماع رفيع المستوي حول تفعيل مؤتمر تزع السلاح في جنيف ومراجعة اليات وخلق اليات جديدة حول قضايا نزع السلاح النووي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والضمانات السلبية وإحراءات منع الإنتشار النووي وغيرها. * ما هو الجديد بشأن تعامل حركة عدم الانحياز مع القضية الفلسطينية والعلاقات مع المجموعات الاقليمية الحيوية للتحرك الدبلوماسي العربي؟ تعقد حركة عدم الانحياز اجتماعا برئاسة مصر حول فلسطين يلقي خلاله رئيس الحكومة الفلسطينية تقريرا حول التطورات الأخيرة في القضية. كما أن مجلس وزراء الخارجية العرب سيعقد إجتماعه يوم السبت المقبل علي هامش أعمال الجمعية العامة, وقبلها بيوم واحد يلتقي الوزراء العرب بوزراء دول أمريكا الجنوبية. كما ستشهد العلاقات بين المجموعة العربية والأفريقية كسرا لحالة الجمود التي سادت العلاقات في الفترة السابقة في ضوء القرارات الأخيرة للقمة العربية التي دعت إلي الاهتمام بالعلاقات العربية الأفريقية وتطويرها. وبالفعل, تم اعتماد أوراق عمل حول التنسيق مع المجموعات الإقليمية المختلفة. * حدث تطور إيحابي في العلاقة بين مصر والمنظمة الدولية في العام الحالي تمثل في استضافة مصر للمقرات الأقليمية لهيئات ومنظمات تابعة للأمم المتحدة عن المنطقة العربية والشرق الأوسط. هل الأمر مجرد استضافة مقرات أم أن الاستضافة يترتب عليها أشياء أخري؟ استضافة مصر لمقري برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وبرنامج الأممالمتحدة للسكان وقريبا صندوق الأممالمتحدة للحماية من الكوارث ومنظمة' هابيتات' المعنية بالمستوطنات البشرية في المنطقة العربية يفرض أعباء علي مصر فيما يخص تعزيز الأنشطة علي المستوي العربي وترسيخ الريادة المصرية في أنشطة التنمية ورعاية الأسرة ويتطلب الأمر تنسيقا أكبر بين مصر ومجالس إدارات تلك الهيئات والصناديق والبرامج. من الناحية العملية, استضافة تلك المقرات تعني ترجمة حقيقية للثقل المصري الإقليمي. * لم يطرأ تغيير علي قضية توسيع مجلس الأمن رغم كل التصريحات من المجموعات الإقليمية وتمر الدورة وراء الأخري دون تقدم.. ما هو السبب؟ يجب أن نعلم أن توسيع مجلس الأمن الدولي مسألة شائكة ومتداولة علي مدي أكثر من51 عاما بعد صدور وثيقة شرم الشيخ. وهناك اطار إقليمي نتعامل من خلاله والإطار الخاص بنا هو المجموعة الإفريقية. وبالفعل, غالبية الدول ترغب في رؤية ديمقراطية حقيقية علي مستوي المنظمة العالمية ودعم مشاركة الجمعية العامة والدول النامية في عمليات التصويت علي القضايا الحيوية والملحة دوليا. وتركز أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة علي الإهداف الإنمائية وعملية إصلاح الأممالمتحدة وتحقيق التنمية البيئية المستدامة في الدورة الخامسة والستين. ونأمل في أن ينتج عن الدورة الحالية التزام حقيقي وخطة عمل تضمن تحقيق تلك الأهداف التي التزمت بها جميع حكومات العالم.